Advertisement

لبنان

زيارة الفاتيكان ما قبلها وما بعدها

اندريه قصاص Andre Kassas

|
Lebanon 24
26-11-2021 | 02:00
A-
A+
Doc-P-890346-637735138904158562.jpg
Doc-P-890346-637735138904158562.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
خرج رئيس الحكومة نجيب ميقاتي من لقائه مع قداسة الحبر الأعظم البابا فرنسيس بالإنطباع نفسه الذي خرج به من لقاءات قمة "غلاسكو"، وهو أن أصدقاء لبنان كثر، وهو قادر على التعويل عليهم لمساعدته على الخروج من أزماته الكثيرة والكبيرة في آن. 
Advertisement
وعلى رغم هذا الإنطباع، الذي لا يخلو من التفاؤل الحذر، فإن ما تقوله أوساط معنية بإيجاد حل للأزمة الحكومية يعكس مناخًا إيجابيًا، إذ  لا بدّ في النهاية من عودة الجميع إلى "الحظيرة" الحكومية، أو إلى "بيت الطاعة" إذا جاز التعبير. 
فما لمسه الرئيس ميقاتي من حرص البابا فرنسيس على أن يبقى لبنان منارة الشرق، وأن يعود من جديد إلى لعب دوره الرائد في المنطقة بعد أن تعود العافية إليه، ترك في نفسه أسىً لما آلت إليه حال لبنان، وما تركته بعض التصرفات غير المسؤولة من إنعكاسات غير حميدة على وضعية لبنان وسمعته وعافيته.  
ففي هذا الوقت يتأكد لنا أن كثيرين ممن هم في الخارج حريصون على لبنان أكثر من بعض اللبنانيين، الذين يحاولون بشتى الطرق الحؤول دون تعافي بلدهم، ويضعون العصي في دواليب الحكومة، التي ولدت من رحم الأزمات، وكانت إنطلاقتها تبشرّ بإمكانية النهوض على رغم الصعوبات، لأن العزيمة والإرادة هما من بين أهم سمات المسؤولية التي يتحّلى بها الرئيس ميقاتي، الذي زاده لقاء البابا أمس إصرارًا على السير بما أقدم عليه. 
فهذا اللقاء على أهميته الرمزية أعتبره كثيرون بمثابة نفحة أمل جديدة يحتاج إليها لبنان عند كل منعطف وإستحقاق لكي يستطيع المسؤولون فيه السير في عملية الإنقاذ، في مسيرة طويلة وشاقة لا تخلو طرقاتها من الألغام الكثيرة، منها ما هو من صنع خارجي، ومنها ما هو صناعة لبنانية بحتة. 
اللقاء كان مناسبة لإعادة تأكيد المؤكد، سواء لجهة  قدرة اللبنانيين على تجاوز المحنة، واهمية الدور الذي يقومون به  وتفاعلهم مع محيطهم العربي ، "ما يبقي لبنان بلدا رياديا وذا فرادة"، أو لجهة "بقاء لبنان ملتقى للحضارات والثقافات المتعددة ، وان التعايش الاسلامي والمسيحي فيه قيمة كبرى يحرص اللبنانيون ،الى أي طائفة انتموا، على حمايتها وتعزيزها لانها اثبتت انها قادرة، على رغم ما تعرض له لبنان في تاريخه القديم والحديث، على اعادة انتاج الصيغ التوافقية التي نهضت بلبنان من الكبوات التي مني بها . وهذه القيمة باتت نموذجا يحتذى لمعالجة ما تعرض له الوجود المسيحي من خضات في عدد من الدول العربية" . 
ما عبّر عنه الرئيس ميقاتي أمام قداسة البابا فرنسيس لناحية إعتباره أن العيش المشترك "ضمانة لمستقبل اللبنانيين من دون تمييز، وضرورة أيضا لمحيطهم العربي، وإرادة طوعية لتجاوز هذه المرحلة الدقيقة التي تمر بها المنطقة"، لم يأتِ من باب اللياقات أو ما تفرضه المقامات والمناسبة، بل هو قناعة راسخة لديه يمارسها في عمله السياسي ومع محيطه وبيئته. 
 
وفي الوقت الذي تُسمع فيه المناداة بصيغ تحمل بذورًا تقسيمية وتفتيتية، سمع الرئيس ميقاتي من المسؤولين في الكرسي الرسولي كلاما مشجعا  حول "اهمية المحافظة على الوفاق الوطني بين اللبنانيين وضرورة توفير كل مقومات النجاح له ، لأن فيه خلاص اللبنانيين وقدرتهم على المحافظة على وطنهم واحدًا موحدًا تسوده الالفة والمحبة والتعاون بين كل مكوناته لتنمو أكثر فأكثر ثقافة الحوار والتسامح  بين المسلمين والمسيحيين الذين يؤمنون بالله الواحد الاحد الذي لا شريك له، وينبذون الضغينة وعدم التسامح والقهر والتعصب بكل اشكالها وتحت كل سماء" . يقول بعض الذين رافقوا الرئيس ميقاتي في زيارته الفاتيكانية أن ما بعد هذه الزيارة لن يكون كما قبلها، أقله لجهة التصميم على إنقاذ لبنان وإخراج اللبنانيين من أزماتهم "حتى ولو غصبًا عنهم". 
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

 
إشترك