Advertisement

لبنان

زيارة "مثمرة" إلى الفاتيكان.. هذا ما يفعله الرئيس ميقاتي في الخارج

Lebanon 24
26-11-2021 | 06:00
A-
A+
Doc-P-890393-637735212578054365.jpg
Doc-P-890393-637735212578054365.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger

كتب المحرر السياسي:

عشيّة زيارته إلى الفاتيكان ولقائه مع البابا فرنسيس، صوّب البعض على رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، سائلاً: ما الذي يذهب لفعله في الفاتيكان، فيما حكومته معطّلة ومشلولة، وعاجزة عن مجرد الاجتماع؟ وأليس الأجدى به أن يبقى في لبنان، ويحاول أن يجد بين "حطام" الحكومة، ما يتيح له "إحياءها وإنعاشها" بالتي هي أحسن، حتى تتمكّن من تحقيق الحدّ الأدنى من المشروع الذي تعهّدت به عند ولادتها؟

 

بمُعزَل عن "براءة" هذه الأسئلة، أو "خبثها"، فإنّ الإجابة الأولية عليها أتت من الفاتيكان، ومن البابا شخصيًا، الذي جدّد دعمه الكامل للبنان، واعدًا بأن يذكره في صلواته، ومتعهّدًا بأنّ يفعل "كل ما في وسعه" لمساعدة البلاد على "النهوض مجدّدًا". وذهب البابا أبعد من ذلك، كاشفًا أنّه سيعمل من خلال القنوات الدبلوماسية، مع البلدان الأخرى، "لكي يتبلور جهد مشترك من أجل مساعدة لبنان على النهوض".

 

لعلّ في هذه الكلمات التي أعقبت خلوة مشتركة بين البابا والرئيس ميقاتي، تطرّقا فيها الرجلان إلى الأزمات اللبنانية المتشعّبة والمتفاقمة، أكثر من "رسالة" ردًا على كلّ المشكّكين، فهي أكّدت أنّ الزيارة كانت "مثمرة"، وقد حقّقت أهدافها، من الناحية المعنوية على الأقلّ، نظرًا لرمزية وموقع الفاتيكان في المعادلة، ودلالات إصرار البابا على دعم لبنان ومساعدته لتخطّي المحنة التي يعيشها، وهو ما سيترجم في المرحلة المقبلة.

 

"التعطيل" مستمرّ

جاءت زيارة الرئيس ميقاتي إلى الفاتيكان في وقتٍ تبدو كلّ الطرق الداخلية "معطّلة"، بل "مسدودة"، حيث لا تزال المواقف تراوح مكانها، في ضوء إصرار فريق سياسيّ على "رهن" التئام الحكومة بـ"تنحية" المحقق العدلي في جريمة تفجير مرفأ بيروت القاضي طارق البيطار، وهو ما يرفضه رئيسا الجمهورية والحكومة، لكونه ليس أساسًا "من شأن الحكومة"، فضلاً عن كونه يضرب مبدأ "فصل السلطات" المكرّس في الدستور.

 

ورغم أنّ هناك "نفحة تفاؤل" ظهرت في الأيام الأخيرة بإمكانية حصول "ليونة" أو "مرونة" في الموقف، ثمّة خشية متصاعدة من أن تذهب الأمور في الاتجاه المعاكس، خصوصًا مع الموقف القضائي "الحازم" الذي برز أمس، والذي أعطى "قوة دفع" للقاضي البيطار، في مواجهة الفريق "المتضرّر" من ادعاءاته، عبر ردّ كلّ طلبات "مخاصمة" الدولة، الأمر الذي حذّر البعض أن يجرّ معه "تصعيدًا" إضافيًا في الواقع السياسيّ.

 

ولعلّ ما زاد الطين بلّة تمثّل في أنّ كلّ هذا المنحى التعطيلي السلبيّ يترافق أيضًا مع تفاقم الوضع الاقتصادي والمعيشي، وهو ما أسهم في تسجيل الليرة اللبنانية انحدارًا غير مسبوق في الساعات الأخيرة، مع ملامسة الدولار عتبة الـ25 ألف ليرة للمرة الأولى في تاريخ لبنان، وسط ارتفاع شبه ثابت في أسعار المواد الاستهلاكية والأساسية، تجلّى في وصول سعر ربطة الخبز، التي وُصِفت يومًا بـ"لقمة الفقير"، إلى عشرة آلاف ليرة بالتمام والكمال.

 

ما العمل؟

وسط كلّ هذه الأجواء السوداوية، لا يمكن النظر لزيارة رئيس الحكومة نجيب ميقاتي إلى الفاتيكان، وغيرها من الزيارات الخارجية، سوى من باب "المبادرات البنّاءة"، وهي بالحدّ الأدنى تشكّل محاولة لـ"تحصين" الواقع اللبناني لدى الدول الصديقة والشقيقة، وهو ما يحتاجه لبنان اليوم أكثر من أيّ وقت مضى، نظرًا للظروف "الكارثية" التي بات يعيش في كنفها.

 

ولعلّ ما يعزّز من أهمية هذه الزيارات الخارجية يتمثّل في استمرار الأزمة الدبلوماسية مع دول الخليج، والتي لا يزال يدفع لبنان ثمنها، في ظلّ إصرار فريق لبنانيّ أيضًا على زرع طريق حلّها بالأشواك والألغام، وهو ما يتجلّى برفض وزير الإعلام جورج قرداحي حتى الآن، مدفوعًا من بعض القوى السياسية، الاستقالة من منصبه، رغم كلّ الدعوات التي وُجّهت له، باعتبار أنّ هذه الاستقالة، ولو لم تكن "مضمونة"، من شأنها أن تشكّل "بوابة" الحوار مع دول الخليج.

 

رغم كلّ ما سبق، يراهن الرئيس ميقاتي على الحراك الخارجي، الذي "يتناغم" من خلاله أيضًا مع رئيس الجمهورية ميشال عون، الذي يحطّ في قطر التي سبق أن وعدت ببذل جهود لتقريب وجهات النظر بين لبنان ودول الخليج، لأنّ هذا الحراك وحده قد يغيّر المعادلات الداخلية "المقفلة" حتى إثبات العكس، علمًا أن أساس الحلول يبقى داخليًا بالدرجة الأولى، وهو ما يكرّره أصلاً المجتمع الدولي في كلّ مناسبة، لأنّ الكرة في ملعب اللبنانيين أولاً وأخيرًا.

 

قد يكون شعار "ساعدونا لنساعدكم" الذي أطلقه الفرنسيّون سابقًا في لبنان، صالحًا اليوم أكثر من السابق. فإذا كان "الرهان" على الخارج واقعيًا ومنطقيًا، في ظلّ الأزمات التي "تخنق" اللبنانيين، فإنّ المطلوب أولاً من اللبنانيين أنفسهم أن "يساعدوا أنفسهم"، وذلك لا يتمّ إلا بـ"تحرير" الحكومة، لأنّ "لا إنقاذ" من دون اجتماعها، وتوصّلها إلى اتفاق مع صندوق النقد، وكل دقيقة تأخير في ذلك تُحسَب على "المعطّلين"، بمُعزلٍ عن "نواياهم"!

 

 

 

 

 

Advertisement
المصدر: لبنان 24
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك