Advertisement

لبنان

التعطيل الحكومي…. هواجسُ الارتطام تعود الى الواجهة!

ايناس كريمة Enass Karimeh

|
Lebanon 24
28-11-2021 | 05:00
A-
A+
Doc-P-891070-637736872992844663.jpg
Doc-P-891070-637736872992844663.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
يواصل التعطيل الحكومي دورانه في متاهة المراوحة من دون مؤشرات إيجابية توحي بأنّ مسار الإنقاذ لمواجهة الأزمات المستفحلة لن يبقى معلّقاً بين الارض والسماء، وذلك مع فشل كل الجهود المُضنية لإقناع "الثنائي الشيعي" بعدم ربط الملفّات العالقة بعمل الحكومة التي تواجه في هذه المرحلة تحدّيات دقيقة سواء على المستوى المعيشي والاقتصادي، في الوقت الذي ضرب فيه الدولار رقماً قياسياً، او على المستوى الصحي في ظلّ انتشار معلومات تتحدث عن هواجس جدية من متحوّر "كورونا" الجديد والتي أشارت الدراسات الى انه اكثر شراسة لجهة العدوى والعوارض الناتجة عنها.
Advertisement

ولكن ما هي المصلحة التي قد تخدم "الثنائي الشيعي" في مسألة التعطيل وانفراط العقد الحكومي ونسف خطة الانقاذ المفترضة وهل يستطيع "حزب الله" تحمّل تبعاتها في ظلّ النقمة الشعبية وارتفاع الصرخات جرّاء تردّي الاوضاع في لبنان تحت ذريعة الكباش السياسي؟

يتساءل مراقبون حول إمكانية استيلاد مخرج سياسي في ملفّ انفجار مرفأ بيروت لا سيّما وأن الطرف المواجه لـ "حزب الله" قد يكون الولايات المتحدة الاميركية، وبالتالي فإن الكباش غير متكافىء لأسباب كثيرة أهمّها أن الضغط المعيشي والسياسي يؤثر بشكل مباشر على الحزب، في حين أن واشنطن مرتاحة جدا في هذه القضية وغير معنية بتفاقم الأزمات سوى في الشقّ المتعلّق بتقديم الدعم السياسي للمحقق العدلي القاضي طارق البيطار.

ويبحث البعض ما إذا كان "حزب الله" يحتمل حقاً نتائج تفكّك الحكومة أو انسداد الأفق الحكومي ما قد يدفع برئيس الحكومة نجيب ميقاتي الى الاستقالة، علماً أن ميقاتي المُدرك لخطورة الوضع في حال استمرار التعطيل لا يزال يفرمل فكرة استقالته مواظباً على الاجتماع بوزراء حكومته ومتابعة عملهم متمسّكاً بالمساعي للخروج بحلّ يؤمن الاستقرار في لبنان، لكنّ الأهم أن هذه الاستقالة، إن حصلت، من شأنها أن تضيّع على "حزب الله" فرصة كبيرة لا سيما وأن ميقاتي بما يمثّل في الطائفة السنية جنّب لبنان نوعاً من اللاتوازن السياسي والطائفي والشحن المذهبي.

وفي حال توقّع "حزب الله" أنه بتعطيل الحكومة يمارس ضغطاً كبيراً على ميقاتي يدفعه الى التراجع عن موقفه في ملفّ المحقّق العدلي القاضي طارق البيطار وتشديده على أن كفّ يده عن التحقيقات هو أمر قضائي بحت ورفضه التدخل بعمل القضاء من جهة، ومطالبة وزير الاعلام جورج قرداحي بالاستقالة وتغليب المصلحة الوطنية وإنهاء الخلاف مع المملكة العربية السعودية ودول الخليج من جهة أخرى، فإن التوقعات التي يبني عليها الحزب موقفه هي حتماً غير واقعية خصوصاً وأنه الاكثر دراية بميقاتي إذ اختبره جيداً في مرحلة ماضية عندما كان رئيساً للحكومة عام 2011 حيث كانت الضغوط آنذاك تفوق حجم الضغوط اليوم ولم يتراجع الرجل عن قراراته المتوازنة للحفاظ على الواقع الدستوري في لبنان هو الذي لا يخضع للتضييق ولا يرضخ للمساومات.

ولعلّ "حزب الله" هو أكثر المتضرّرين من الضغوط الاقتصادية وتدهور الواقع المعيشي ويدرك ذلك جيدا، فلماذا إذاً يصرّ على التصعيد السياسي والمساهمة في زيادة حجم الانهيار وما يتبعه من ازمات خصوصاً وأن لبنان غير مجهز اقتصاديا واجتماعيا وسياسيا للمواجهات، ولماذا يحاول ضرب خشبة الخلاص الوحيدة والتي ما زال اللبنانيون يرون فيها الفرصة المُتاحة لبدء مسار جدّي للإنقاذ وتخفيف الأعباء عن كاهلهم قدر الإمكان؟!

حتى اليوم، لا يزال الشلل الحكومي سيّد الموقف، فبالرغم من كل المبادرات التي حصلت من عدّة أطراف قريبة من "حزب الله"، أو بعيدة، من أجل الوصول الى حلول توقف الاستنزاف الوطني الا ان أيا من هذه المساعي لم تسلك طريقها نحو النجاح.

من هنا بدأت الهواجس تُحيط بالواقع المؤسساتي في لبنان، إذ إن تماسك مجلس الوزراء قد يصبح غير مضمون في ظلّ تعنّت الحزب خصوصاً و"الثنائي" عموماً في تعطيله من خلال الامتناع عن حضور الجلسات، ما يفتح الباب أمام مخاطر جدّيّة مرتبطة بالفراغ الذي قد يلوح بالأفق وما ينتج عنه من "ارتطام" يجعل النهوض مجدداً أمراً صعباً جداً او ربما مستحيلا.
المصدر: خاص "لبنان 24"
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

 
إشترك