Advertisement

لبنان

استقالة قرداحي بعيون "حزب الله".. هل يرى فيها "خسارة مجانية"؟!

المحرّر السياسي - خاص "لبنان24"

|
Lebanon 24
03-12-2021 | 06:00
A-
A+
Doc-P-893051-637741295314380325.jpg
Doc-P-893051-637741295314380325.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
كَتب المُحرّر السياسي:

منذ بدء الأزمة الدبلوماسية بين لبنان ودول الخليج، على خلفيّة تصريحات وزير الإعلام جورج قرداحي، وعلى وقع "الضغوط" التي تعرّض لها الأخير للاستقالة من الحكومة، لفتح "أفق" للحلّ، أو بالحدّ الأدنى، الحوار مع المملكة العربية السعودية، اصطفّ "حزب الله" إلى جانب قرداحي، مقدّمًا له أدوات "الإنعاش" اللازمة للثبات على موقفه.
Advertisement

وإذا كان وزير الإعلام نفسه "ارتبك" في الأيام الأولى للأزمة، بين "توضيح" ما قصده في خطابه تارةً، ورفضه "ابتزاز الدول" تارةً أخرى، حتى "كاد" يعتذر صراحةً عمّا صدر عنه، فإنّ "حزب الله" كان أكثر حزمًا منذ اليوم الأول، وهو ما تجلّى في البيان الذي أصدره بداية، "مثنيًا" على تصريحات وزير الإعلام، ورافضًا أيّ دفع لاستقالته أو إقالته.

واصل الحزب أداء هذا النهج، فكان أمينه العام السيد حسن نصر الله يؤكد في كلّ إطلالاته وقوفه إلى جانب وزير الإعلام، ورفضه تعريضه لأي "ضغوط" بسبب تعبيره عن "رأيه"، فيما ذهب بعض قادة الحزب أبعد من ذلك، حتى إنّ بعضهم تحدّث عن "عدوان سعودي" على لبنان، في إشارة إلى الإجراءات التي اتخذتها الرياض ردًا على تصريحات قرداحي.

كيف تغيّر الموقف؟

في الأيام الأخيرة، بدأ الموقف "يتغيّر" رويدًا رويدًا. لعلّ ما قاله نائب الأمين العام لـ"حزب الله" الشيخ نعيم قاسم في حديث تلفزيوني، قبل ساعات قليلة من "حسم" أمر استقالة الوزير قرداحي، يختصر التغيّر في المعادلات. خلافًا للسابق، لم يضع الرجل أيّ "فيتو" في وجه الاستقالة، مكتفيًا بالقول إنّه سيدعمه في أيّ قرار يتّخذه، سواء كانت الاستقالة أم عدمها.

شكّل هذا التصريح "مؤشّرًا"، بالنسبة لكثيرين، إلى أن "الاستقالة" سلكت طريقها، وأنّ الحزب يؤمّن "المَخرَج اللائق" لوزير الإعلام، بحيث تظهر هذه الاستقالة أمام الرأي العام وكأنّها "قرار ذاتيّ" من الوزير، من دون "جميلة أحد"، وهو ما لم يتأخّر قرداحي نفسه في تكريسه، حين وضع قراره في خانة "تبرئة الذمة"، معتبرًا أنّ "الوقت حان" للخروج، لعلّ ذلك يفتح أفقًا للحلحلة مع دول الخليج.

وتشير المعلومات إلى أنّ الوزير قرداحي، الذي التقى رئيس الحكومة نجيب ميقاتي قبل يومين، وكرّر له طلبه الاستقالة لتشكّل "ورقة قوة" يستند إليها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في مسعاه المتجدّد مع السعودية، استشار حلفاءه، وعلى رأسهم "حزب الله"، قبل اتخاذ موقفه، وقد سمع منهم الموقف "الداعم" نفسه لأيّ قرار يتّخذه، لكنّه قرأ خلف طيّات ذلك "تشجيعًا" على الاستقالة، بالحدّ الأدنى تفاديًا لتحميله مسؤولية "تضييع فرصة" الحلّ.

نتائج "رفع السقف"

قد تكون استقالة وزير الإعلام في هذا التوقيت، وعشية جولة ماكرون الخليجية، وزيارته إلى العاصمة السعودية الرياض، مفهومة ومبرّرة. لكنّها مع ذلك لم تحجب كمًّا من الأسئلة التي طُرِحت خصوصًا في بيئة "حزب الله"، التي خرج بعضها "افتراضيًا" لينتقد قرار الوزير، ويلوم نفسه على "الدفاع" عنه. وسأل بعض هؤلاء عن موقع "الكرامة" في المعادلة المستجدّة، وعن موازين "السياسة" التي دخلت على الخطّ، ففرضت القرار.

بهذا المعنى، قدّم موالو "حزب الله" الرافضون للاستقالة دفعًا لفرضية "الهزيمة الشخصية" التي راح خصومه يروّجون لها، في مقاربة خطوة وزير الإعلام. بالنسبة إلى هؤلاء، فإنّ الاستقالة لا يمكن أن تُقرَأ سوى في موازين "الخسارة" لحزب أدرك أنّه لا يستطيع المضيّ في سياسة "النكران"، وهو الذي سعى إلى التقليل من شأن الخطوات الخليجية إزاء لبنان، وذهب بعض محلّليه لحدّ التنظير لقدرة لبنان على "التخلّي" عن أشقائه.

وإذا كان "الحزب" يتحمّل في حيّز كبير مسؤولية "رفع السقف" الذي يشرّع مثل هذه "الاستنتاجات"، فإنّ ثمّة رأيًا آخر يزيل صفة "الخسارة" عن استقالة قرداحي، فهي أتت بعد شهر من الأزمة، لا "تحت الضغط"، ما يعني أنّ "الكرامة محفوظة"، فضلاً عن كونها جاءت أولاً وأخيرًا، بقرار من الوزير نفسه، الذي لم يحصل على "الضمانات" التي أرادها سابقًا، لكنّه على الأقلّ اطمأنّ إلى أنّ استقالته ستضع الملف اللبناني على "طاولة المفاوضات".

لا يعتبر "حزب الله" استقالة وزير الإعلام "خسارة" أو "هزيمة" له في السياسة. يقول إنّه دعم موقف الوزير منذ البداية، وبالتالي فكما وقف إلى جانبه عندما رفض الاستقالة، يقف إلى جانبه اليوم. لكنّ الخشية لدى كثيرين، أن تذهب الاستقالة "سدى"، وأن يرفض السعوديّون النقاش مع ماكرون حول لبنان، رغم كلّ شيء، فـ"منافع" الاستقالة "انعدمت" برأي البعض بعد شهر من "استحقاقها"، والأزمة تخطّت قرداحي وتصريحاته!
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

 
إشترك