للمرة الاولى منذ العام ٢٠٠٥ لم يعد الصراع الانتخابي على الساحة المسيحية بين الاحزاب المسيحية في ما بينها، بل بات بين هذه الاحزاب من جهة وبين المجتمع المدني من جهة اخرى، علما ان هذه الاحزاب تخوض معاركها الانتخابية مشتتة وغير متحالفة.
ويقول مصدر محايد "بات اليوم خصم التيار الوطني الحر في مختلف الدوائر الانتخابية هو المجتمع المدني وليس القوات اللبنانية . في بعبدا لن تتمكن القوات اللبنانية من الفوز بمقعدين، لكن المجتمع المدني قد يفوز بمقعد على حساب التيار، وهذا ينطبق على المتن حيث ان القوز ستفوز بمقعدها النيابي الحالي في حين انه في حال تكتل المجتمع المدني سيحدث ما يشبه التسونامي في الدائرة".
اضاف"في كسروان لا يأتي "الخطر" من القوات ولا من النائب فريد هيكل الخازن، بل من اللائحة التي يعمل على تشكيلها النائب المستقيل نعمت افرام التي قد توسع هامش قدرتها على الاستقطاب في حال تمكن من عقد تحالفات جدية مع معظم مجموعات الحراك.
ما ينطبق على التيار ينطبق ايضا على القوات، اذ ان معراب باتت في مواجهة جدية مع المجتمع المدني على الساحة الانتخابية، وليس مع التيار الوطني الحر، ففي دائرة الشمال المسيحية يأتي الخطر الجدي من لائحة النائب المستقيل ميشال معوض الذي سينافس القوات على ذات البيئة الشعبية.
في زحلة ايضا، لا يمكن للحجم الشعبي للتيار ان يشكل خطرا على القوات لكن توحد مجموعات الثورة مع بعض الاحزاب والشخصيات قد يمنع القوات من الحصول على الحاصل الانتخابي الثاني، ما يعني خسارتها مقعدا مقارنة بالانتخابات السابقة.
حتى ان بعض التقديرات التي تتحدث عن خسارة تيار المردة احد نوابه الثلاثة في دائرة الشمال المسيحية تشير الى ان هذه الخسارة ستكون لصالح لائحة المجتمع المدني وليس لصالح اي من التيار الوطني الحر او القوات اللبنانية.
يبقى حزب الكتائب الذي كاد يعاني من ذات المشكلة التي تعاني منها مختلف الاحزاب، الا ان التبدلات التي حصلت وعمليات الدمج التي طالت مجموعات المجتمع المدني ساهمت بشكل كبير في تكريس تحالف الصيفي مع الثورة وبالتالي خوضهم الانتخابات النيابية في لوائح مشتركة.