Advertisement

لبنان

"حكم على النوايا".. كيف يتلقّف "حزب الله" البيان السعودي الفرنسي؟!

المحرّر السياسي - خاص "لبنان24"

|
Lebanon 24
07-12-2021 | 06:03
A-
A+
Doc-P-894437-637744790807015910.jpg
Doc-P-894437-637744790807015910.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
كتب المحرر السياسي:
 
لا تزال الأجواء الإيجابية تسيطر على الساحة اللبنانية، في سياق "مفاعيل" المبادرة الفرنسية المستجدّة التي قادها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الذي نجح في تأمين "تواصل" هو الأول من نوعه بين ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، ولبنان الرسمي ممثَّلاً برئيس الحكومة نجيب ميقاتي، ولو بشكل غير مباشر، ومن خلال البوابة "الباريسيّة".
Advertisement
 
لكن، وعلى جري العادة، برز في الساعات الماضية مناخٌ من "التشكيك" بنتائج المبادرة وثمارها، حيث روّج البعض لفرضية أنّ الاتصال الذي جرى هو لـ"رفع العتب"، وأنّ التوقعات منه تبقى "محدودة ومضبوطة"، بدليل أنّه لم يُترجَم، حتى تاريخه، أيّ إجراء فعليّ وعمليّ على الأرض، بمُعزَلٍ عن بعض التسريبات التي تتحدّث عن وقف الإجراءات الخليجية التصعيدية إزاء لبنان، وإعادة السفراء إلى مراكز عملهم بشكل "تدريجي".
 
ومع أنّ الاتصال شكّل أول "انفتاح" من نوعه من جانب المملكة العربية السعودية على الحكومة اللبنانية، منذ تشكيلها، انسجامًا مع مبادرة الرئيس الفرنسي الذي يريد لهذه الحكومة أن تنجح، وهو على أعتاب انتخابات رئاسية، وفي مواجهة معارضة تتّهمه بهدر الوقت على "رهانات خائبة"، إلا أنّ هناك من رأى أنّ نتائجه قد تكون "معدومة"، طالما أنّ "كلمة السرّ" تبقى بيد "حزب الله"، الذي قد لا يكون راضيًا عن مخرجات الاتصال.
 
"جزء" من المبادرة؟!
 
خلافًا لما قد يخاله كثيرون، ثمّة من يجزم أنّ "حزب الله" كان جزءًا من المبادرة الفرنسيّة المستجدّة، التي لم تكن لتبصر النور من دون "مباركة" الحزب، الذي منحها "الضوء الأخضر" عبر "سماحه" باستقالة وزير الإعلام جورج قرداحي بعد طول معارضة، وهو ما فُسّر في الكثير من الأوساط السياسية، على أنّه "تنازل" قدّمه الحزب للفرنسيّين، لا يريده بطبيعة الحال أن يكون "مجّانيًا"، أو من دون "مقابل". 
 
يقول البعض إنّ "التنازل" الذي قدّمه الحزب لم يأتِ بسبب حصوله على أيّ "ضمانات" من الفرنسيّين أو من غيرهم، ولكن "لاستشعاره" خطورة المرحلة، ولاعتقاده أنّ مبادرة الرئيس ماكرون قد توفّر "فرصة" لا بدّ من اقتناصها، لعلّها تُحدِث "خرقًا" ينتظره الجمهور بمختلف شرائحه، ولا سيّما أنّ الحزب وجد نفسه في "مأزق" بعدما بالغ في رفع السقف، حتى باتت موافقته على "التئام" الحكومة فحسب بمثابة "هزيمة شخصية" له.
 
وفي المقابل، ثمّة من يعتبر أنّ ما قام به الحزب جزء من "تسوية" و"مقايضة" أشمل، وإن لم تنضج بعد بالقدر الكافي، وربما تحتاج لبعض الوقت حتى تظهر "مفاعيلها" بشكل واضح، بمعنى أنّه أظهَر "ليونة" في ملفّ الوزير قرداحي، وبالتالي "مرونة" على خطّ العلاقة مع دول الخليج، وفي مقدّمها المملكة العربية السعودية، ليحصل في المقابل على "مُراده" في قضية التحقيق بانفجار مرفأ بيروت، ربطًا بمصير المحقق العدلي القاضي طارق البيطار.
 
"الحزب" يحاذر التعليق
 
وإذا كان كلّ ما سبق يبقى في خانة التكهّنات التي تحتمل الصواب والخطأ، فإنّ هناك من يقول إنّ "حزب الله" الذي أراد أن "يسلّف" رئيسي الجمهورية ميشال عون والحكومة نجيب ميقاتي، موقفًا يطالبان به منذ اليوم الأول، لم يكن "شديد الرضا" عن النتيجة النهائية، ولا سيما على مستوى البيان السعودي الفرنسي المشترك، الذي تضمّن برأي المقرّبين منه بعض البنود "الملغومة"، وإن حاذر التعليق عليه لاعتبارات معروفة.
 
وبعيدًا عن "الحكم على النوايا"، يقول البعض في هذا السياق إنّ "الحزب" اشتمّ من هذا البيان، أنّه بمُعزَلٍ عمّا ظهر في خلفيّات اللقاء بين الرئيس الفرنسي وولي العهد السعودي، فإنّ "الباطن" أوحى أنّ السعوديين هم الذين جرّوا الفرنسيين إلى دائرتهم وليس العكس، فجاءت نقاط المبادرة، التي بدت وكأنّها "شروط"، أقرب إلى "الأجندة" السعودية، علمًا أنّ أكثر ما أثار "ريبة" المحسوبين على "حزب الله" يتمثّل في البند المرتبط بـ"حصر السلاح".
 
وإذا كان المكتوب يقرأ من عنوانه، وفقًا لوجهة نظر العارفين بأدبيّات "حزب الله"، إلا أنّهم يؤكدون أنّ الحزب لن يعمد إلى "التصعيد" من جديد، بل سيعطي المبادرة "فرصتها"، خصوصًا في ضوء "الديناميكية" التي يُظهِرها رئيس الحكومة، "المتفائل" بحلّ وشيك، تبقى حظوظه موجودة، وإن بدت ضعيفة بالنسبة إلى "الحزب"، الذي يقول إنّ "كلمة سرّ" تفعيل الحكومة تبقى ثابتة، وعنوانها "التمسّك بالدستور" أولاً وأخيرًا.
 
 لا شكّ أنّ المبادرة الفرنسية المستجدّة، سواء كان "حزب الله" جزءًا منها، أو عاملاً مسهّلاً لها، أو لم يكن، وسواء تلقّفها بإيجابيّة، أو اختار مواجهتها بالمزيد من التصعيد والتشدّد، تبقى "الفرصة" التي يحتاج اللبنانيون لـ"اقتناصها" للخروج من "القاع" الذي وجدوا أنفسهم به في الأسابيع الأخيرة، ولكنّها "فرصة" تبقى بحاجة إلى "تضافر الجهود" لتكتمل وتتوّج عمليًا بالتئام الحكومة، حتى تكمل ما بدأته بالحدّ الأدنى!
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك