بمناسبة اليوم الوطني الـ73 للهند، وجه سفير الهند في لبنان الدكتور سهيل اجاز خان، رسالة عبر "لبنان 24":
تحتفل الهند من كل عام بيوم الوطني في 26 يناير. وفي مثل هذا اليوم من عام 1950 أصبحت الهند جمهورية، ودخل دستور الهند حيز التنفيذ. نحتفل هذا العام باليوم الوطني الثالث والسبعين للهند. وبهذه المناسبة ، أود أن أنقل أطيب تمنياتي لجميع الهنود والأشخاص ذو الأصول الهندية الذين يعيشون في لبنان.
الدستور الهندي
يعدّ الدستور الهندي أطول دستور مكتوب في العالم. ينشئ دستور الهند جمهورية ديمقراطية واشتراكية وعلمانية ذات سيادة ويضمن لجميع مواطني الهند والعدالة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية وحرية الفكر والتعبير والمعتقد والإيمان والعبادة والمساواة في المكانة والفرص وتعزيز الأخوة بين الشعب الهندي لضمان كرامة الفرد ووحدة وسلامة الأمة، كما يضمن الدستور الحق الأساسي للمواطنين ويسرد أيضًا الواجبات التي يجب على المواطنين اتباعها من أجل المساهمة في إقامة دولة مزدهرة ودولة ملزمة بحكم..
عمريت محوتساف: Amrit Mahotsav
تعتبر الاحتفالات هذا العام أكثر أهمية لأن هذه هي الذكرى 75 لاستقلال الهند. في 15 أغسطس من العام الماضي، احتفلنا بعيد استقلال الهند ال75 وهذا العام سنكمل 75 عامًا على استقلال الهند في 15 أغسطس. في هذه المناسبة الخاصة ، أطلق فخامة رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي احتفالات تحت شعار آزادي. كا عمريت محوتساف. تمّ إطلاق هذا المهرجان الضخم لاستقلالنا من قبل رئيس الوزراء مودي في 12 مارس من العام الماضي من Sabarmati Ashram في ولاية غوجارات في الهند. في مثل هذا اليوم أي في 12 مارس 1930 وفي نفس المكان، بدأ المهاتما غاندي، رائد حركة الحرية لدينا ، حركة العصيان المدني ضد الحكم البريطاني. يحتفل هذا المهرجان الضخم لاستقلالنا بنضالنا من أجل الحرية بالإضافة إلى 4 ركائز أخرى ، والتي أطلق عليها فخامة رئيس الوزراء، Ideas @ 75 وActions @ 75 و Resolves @ 75 و Achievements @ 75.
هذا المهرجان الضخم هو تجسيد لجميع نقاط القوة الاجتماعية والثقافية في الهند، والتقدم السياسي، والتطورات الاقتصادية على مدى ال 75 عامًا الماضية. هذه أيضًا مناسبة لاستهداف 100 عام من استقلال الهند في الـ 25 عامًا القادمة ولتمكين رؤية فخامة رئيس الوزراء مودي لتفعيل India 2.0 ، التي تغذيها روح Atamanirbhar Bharat ، أي الهند المعتمدة على نفسها.
نظمت السفارة الهندية أكثر من 60 نشاطًا في إطار عمريت محوتساف منذ مارس من العام الماضي وتمت هذه الأنشطة تحت إطار الأحداث الثقافية والتجارية ، والاحتفال باليوغا والأيورفيدا ،و الترويج السياحي ، والفعاليات التي تحتفل بشراكاتنا التنموية ، والاحتفال بأبطالنا الوطنيين ، إلخ. وقد شارك المجتمع الهندي في لبنان بأغلبية ساحقة في جميع هذه الأنشطة. كما شارك أصدقاؤنا اللبنانيون في هذه الأنشطة في مناسبات مختلفة. أود أن أشكر بشكل خاص مركز ايليت الثقافي ، ومؤسسة مخزومي ،وDiaLeb ، مؤسسة عرفان ، غرف التجارة في بيروت ، صيدا ، طرابلس ، زحلة وعاليه ، جمعية تنمية العلاقات اللبنانية الهندية (ADLIR) ، نقابة أصحاب مكاتب السفر والسياحة في لبنان (ATTAL) ، ومنظمات اليوغا مثل Art of Living و Maharishi Yoga والعديد من الجامعات اللبنانية للتعاون معنا في أنشطة مختلفة تحت راية Amrit Mahotsav.
الهند: ديمقراطية واقتصاد
الهند هي أكبر ديمقراطية في العالم. في السنوات الـ 75 الماضية ، لم تستمر الديمقراطية الهندية فحسب ، بل ازدهرت أيضًا وأصبحت أقوى وأقوى. لدينا ديمقراطية متعددة المستويات من مستوى القرية إلى المستوى الوطني. إن الديمقراطية الهندية متجذرة بعمق في نظام القيم القديم لدينا القائم على مُثُل ساتياميف جايتي ، أي أن الحقيقة هي السائدة دائمًا، فاسودهايف كوتومبكام ، أي أن العالم عائلة واحدة ومبادئ الوحدة في التنوع واللاعنف. كما أعطانا فخامة رئيس الوزراء ناريندرا مودي شعار Sabka Saath Sabka Vikas، أي معًا من أجل تنمية الجميع.
الهند هي واحدة من أكبر وأسرع الاقتصادات نموا في العالم. نحن نسير بشكل جيد نحو هدفنا المتمثل في تحقيق اقتصاد بقيمة 5 تريليون دولار في السنوات القليلة المقبلة مع المبادئ التوجيهية لـ Atamanirbhar Bharat ، أي الهند التي تعتمد على الذات والهند تصبح عالمية، وصنع في الهند، ومحلية للعالمية. شهدت الهند أيضًا انتعاشًا مذهلاً من الركود المرتبط بـكوفيد وهي بالفعل على طريق كونها واحدة من أسرع الاقتصادات نموًا. خلال فترة كوفيد، كانت الهند دولة رائدة في توفير الأدوية واللقاحات للعالم. على الرغم من تحديات كوفيد19 الخاصة بنا، قدمت الهند الأدوية لما يقرب من 150 دولة وقدمت أيضًا أكثر من 70 مليون جرعة من اللقاحات. كان برنامج التطعيم الهندي ضد كوفيد19 هو الأكبر والأسرع. في فترة تزيد قليلاً عن عام واحد ، قدمنا أكثر من 1.6 مليار جرعة لقاح. تلقى ما يقرب 95٪ من السكان فوق سن 18 عامًا الجرعة الأولى وتلقى أكثر من 70٪ من السكان فوق سن 18 عامًا الجرعتين.
كعضو مسؤول في المجتمع الدولي ، لطالما ساهمت الهند في تعزيز السلام والمساواة بين الدول. إن الهند ملتزمة دائمًا بالتعددية وسيادة القانون ونظام دولي عادل ومنصف. فالهند حاليا هي عضو في مجلس الأمن الدولي لمدة عامين. يمكن تلخيص أولويات عضويتنا في هيئة أغسطس هذه في نهجنا 5 S ، أي Samman يعني الاحترام ، Samvad يعني الحوار، Sahyog يعني التعاون، Shanti يعني السلام و Samriddhi يعني الرخاء للجميع. كما دعمت الهند دائمًا الجهود المبذولة لإرساء سلام دائم في الشرق الأوسط.
العلاقات بين الهند ولبنان
لطالما تمتع كلّ من الهند ولبنان بعلاقات وثيقة وودية منذ أن أنشأنا العلاقات الدبلوماسية في عام 1954 . تستند هذه العلاقات إلى الاحترام والتقدير المتبادلين والقواسم المشتركة التي تشمل مجتمعات متعددة الثقافات ونظام حكم برلماني ديمقراطي. أرى قدرًا كبيرًا من حسن النية للهند في لبنان اﻷمر الذي شجعني كثيرًا في تنفيذ مهمتي. لطالما أعجب الشعب اللبناني بالموسيقى الهندية والأفلام والمطبخ واليوغا. لقد ظهر عدد من مدارس اليوغا الخاصة في أجزاء مختلفة من لبنان في السنوات الأخيرة. وبالمثل ، أصبحت الأيورفيدا والتأمل وفن الحياة أيضًا شائعة جدًا في لبنان مؤخرًا. ومن المشجع أيضًا الاحترام الكبير للمهاتما غاندي في لبنان وتقدير كبير لتعاليمه عن اللاعنف والبحث عن الحقيقة.
لطالما وقفت الهند دائما إلى جانب لبنان في وقت الحاجة. حتى خلال الحرب الأهلية اللبنانية ، أبقت الهند سفارتها مفتوحة باستثناء بضعة أشهر. في عام 2020 بعد انفجار بيروت المأساوي ، قدمنا 58 طنا متريا من مواد الإغاثة الفورية . كما قدمنا معدات الوقاية الشخصية إلى وزارة الصحة في مكافحتها لجائحة كوفيد 19 . ننفذ هذا العام مشروعين في محمية الشوف للمحيط الحيوي. تتضمن هذه المشاريع إعادة التشجير عن طريق زراعة 800 شجرة أرز وإنشاء مرافق عند أحد مداخل المحمية. كما نقدم عددًا من البرامج التدريبية للمسؤولين من مختلف الوزارات والدوائر الحكومية في لبنان من خلال برنامج ITEC الخاص بنا. إنه برنامج لبناء القدرات ممول بالكامل من الحكومة الهندية ويتم تنفيذه من خلال عدد من البرامج التدريبية قصيرة المدة التي يتم إجراؤها في الهند وفقًا لاحتياجات وأولويات الحكومة اللبنانية. أود أن أحث مختلف الإدارات والوزارات الحكومية على الاستفادة من هذه الدورات الممولة بالكامل. لقد قدمنا تدريبًا لعدد من أفراد الدفاع أيضًا في إطار هذا البرنامج . نجحت شركة هندية OEG في تشغيل محطتي طاقة في لبنان بالتعاون مع شريكها المحلي MEP. تعمل محطتا توليد الكهرباء الموجودتان في الزوق والجية بأكثر من 90٪ من طاقتها حتى في أوقات أزمة الوقود والكهرباء.
نواصل البحث عن فرص لتعزيز وتنويع علاقاتنا مع لبنان. نحن أيضًا نستكشف باستمرار خيارات لتعزيز وتنويع تجارتنا الثنائية. أشعر أن تعزيز الواردات من الهند يمكن أن يوفر مصدرًا عمليًا وفعالًا من حيث التكلفة لاحتياجات لبنان من الواردات وقد يقلل فاتورة الاستيراد خاصة أن لبنان يمر بأسوأ أزمة اقتصادية ومالية. في مجال الرعاية الصحية على وجه الخصوص ، يمكن أن توفر الأدوية المصنوعة في الهند بديلاً عمليًا وفعالًا للغاية من حيث التكلفة للأدوية المتوفرة حاليًا في لبنان والتي أصبحت باهظة الثمن لعامة الناس. نحن نعمل باستمرار لاستكشاف الفرص في هذا القطاع. أود أن أحث وزارة الصحة على تسهيل تسجيل الأدوية الهندية الجديدة التي ستفيد عامة الناس في لبنان. وبالمثل ، هناك الكثير من أوجه التكامل بين الهند ولبنان في قطاع الغذاء ، ويمكن للهند أن تصبح شريكًا يمكن الاعتماد عليه للبنان لضمان أمنه الغذائي بتكلفة معقولة. يسعدني جدًا أن وفدًا كبيرًا ، برئاسة ممثل وزارة الزراعة ، زار الهند مؤخرًا للمشاركة في معرض IndusFood. وبالمثل ، هناك مجال كبير لاستيراد الآلات من الهند ، لا سيما في قطاع الأغذية والزراعة مثل مضخات المياه والحصادات والجرارات وما إلى ذلك ، كما أصبحت الألواح الشمسية والبطاريات الشمسية الهندية شائعة جدًا في لبنان وهناك مجال كبير لتوسيع هذه التجارة . يمكن للعجلات الهندية ذات العجلتين والثلاث عجلات أيضًا توفير حلول نقل ممتازة مع توفير كبير في استهلاك الوقود.
واحدة من أكبر ارتباطاتنا في لبنان هي مشاركتنا في اليونيفيل منذ عام 1998. فالكتيبة الهندية تؤدي دورها في حفظ السلام بأقصى قدر من الاحتراف والتفاني. في الوقت نفسه ، طورت الكتيبة الهندية أيضًا علاقة ممتازة مع المجتمعات المحلية من خلال تواصلها الصادق. تنظم الكتيبة معسكرات طبية وبيطرية منتظمة للمجتمعات المحلية. على مدار العامين الماضيين، قمنا أيضًا بتنفيذ بعض مشاريع الأثر السريع للمجتمعات المحلية من خلال الكتيبة الهندية. وتشمل هذه تحسينات حديقة عامة في بلدية إبل السقي تسمى حديقة المهاتما غاندي ، وتحديث ملعب رياضي يسمى استاد سردار باتيل في بلدية كوكبا ، وتوفير مولد كهربائي لقرية برغوز ، وتوفير مرفق التخلص من القمامة لبلدية كفر شوبا والمشاركة في تشييد مبنى الصليب الأحمر في بلدية شبعا. تتكون الكتيبة الهندية حاليًا من مجموعة كتيبة مدراس الـ19 بقيادة العقيد موهفر سينغ غريوال . أنا متأكد من أن الكتيبة الهندية ستستمر في لعب دورها في حفظ السلام في جنوب لبنان وستواصل في نفس الوقت دعم المجتمعات المحلية. في هذا العام ، في الخامس من نوفمبر، ستكمل الكتيبة الهندية 24 عامًا من انتشارها في اليونيفيل وستدخل عام اليوبيل الفضي لذلك نخطط للاحتفال بهذا الحدث التاريخي بطريقة لائقة.
لبنان بلد جميل. يتمتع بجغرافيا مذهلة وشواطئ جميلة وغابات رائعة وجبال خلابة. الناس ودودون ومضيافون ومحبون للمرح. لديه واحدة من أفضل المطابخ في العالم. يتمتع لبنان بنظام تعليمي ممتاز والناس أذكياء للغاية وذو تفكير عالمي ومبدع. لسوء الحظ ، تمر البلاد بأوقات عصيبة بسبب الأزمة الاقتصادية والمالية. لكن ما يثلج الصدر أن نرى أن الناس يساعدون بعضهم البعض وأن هناك صفة عظيمة من الصدقات والعطاء بين اللبنانيين والشتات اللبناني. الشعب اللبناني مرن ، وأنا متأكد من أنهم سيعيدون بناء هذا البلد لجعله أقوى. أتمنى كل التوفيق لشعب لبنان في مستقبل مشرق ومزدهر. كما أنني أدعو جميع اللبنانيين لزيارة الهند والاستمتاع بالمواقع السياحية الممتازة في الهند بدءًا من شواطئ البحر والصحاري والجبال وسياحة الاستشفاء وسياحة الحياة البرية والمعالم التاريخية والمواقع الروحية والسياحة الحضرية وغير ذلك الكثير. تذكر ، الهند الرائعة في انتظارك!
تحيا الهند ويحيا لبنان وتحيا الصداقة بين الهند ولبنان.