Advertisement

لبنان

حزب الله .. وتصفية حلفاء سوريا في البرلمان

هتاف دهام - Hitaf Daham

|
Lebanon 24
18-05-2022 | 06:00
A-
A+
Doc-P-953464-637884623250116590.jpg
Doc-P-953464-637884623250116590.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
انتهت الانتخابات النيابية بسلام. وخلصت إلى نتائج ازعجت أحزابا ولاقت ترحيبا عند آخرين. والاكيد ان هذه الانتخابات قد تفضي إلى معادلات وتحولات جديدة في البلد مع دخول عنصر جديد الى البرلمان سوف يغير في مسار العمل التشريعي كما يقول نواب قوى التغيير. إلا أن المشهد السياسي بعد 16 أيار اختلف، وإن كانت القوى السياسية مستمرة حتى الساعة باحتساب الأكثرية لمن ستؤول. فبينما يعتبر حزب الله، وفق بعض المحسوبين عليه، انه سيحصل وحلفاؤه مع بعض الشخصيات التغييرية التي يصنفها دون غيرها  تحت عنوان" اتجاه وطني" على 69 نائبا، ثمة قراءة مختلفة تعتبر أن حصة حزب الله وحلفائه في البرلمان هي 60 نائبا في حين أن ال 68 نائبا  الاخرين سيتوزعون على  احداب القوات والكتائب والتقدمي الاشتراكي وحركة الاستقلال ومستقلين وقوى تغيير وشخصيات كانت منضوية سابقا في تيار المستقبل. في خضم هذا الجدل الذي يفترض أن ينتهي في الساعات المقبلة مع  تبلور التكتلات والتي بات واضحا توجهات معظمها لكيفية التعامل مع استحقاق رئاسة المجلس، تبقى علامات الاستفهام حول خسارة رؤساء احزاب وشخصيات سياسية بارزة للانتخابات النيابية ، وهي محسوبة على فريق 8 اذار استراتيجيا وليس تكتيكيا.   لا يمكن ان تمر مرور الكرام عند المراقبين، خسارة كل من رئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي( فرع البناء) اسعد حردان ورئيس الحزب الديمقراطي اللبناني طلال ارسلان ورئيس حزب التوحيد وئام وهاب ورئيس  تيار الكرامة فيصل كرامي والنائب السابق ايلي الفرزلي، فضلا عن خسارة مرشحين للقومي والديمقراطي وخروج الحزبين من المجلس النيابي. بالنسبة الى هؤلاء، فالمشهد المستجد لا يمكن ان يقرأ بالارقام والاصوات التفضيلية، انما وجب ان يقرأ في السياسة، فربطا بهذه الاسماء التي لم تفز، تراجعت حصة تيار المرده وتراجعت أرقام النائب اللواء جميل السيد  الذي ابدى انزعاجا من لائحته التي نسيت القوات اللبنانية وعملت على تحجيمه. ان الاسماء السابقة الذكر جميعها حليفة لسوريا وهذا الامر،بالنسبة الى المراقبين، محسوب بدقة. فما جرى اشبه بعمليات تصفية لحلفاء سوريا في لبنان في ظل الحديث الذي كثر في الاونة الاخيرة عن عودة سورية بمباركة سعودية الى لبنان، وهذا من شأنه ان يحد من النفوذ الايراني، ربطا بأن حزب الله لطالما رغب بحصر علاقة 8 آذار بدمشق عبره.  اما وجهة نظر حزب الله فهي مغايرة، وتختصر بأن النتائج يمكن ردها لطبيعة القانون الانتخابي ولعبة الحاصل والصوت التفضيلي، وهو ارتأى (اي الحزب) الخروج من دعم الحلفاء بالاصوات التفضيلية والتركيز على المرشحين الشيعة على وجه التحديد لأنه لن يسمح ان يدخل الخرق الى صفوفه الشيعية في اية دائرة من الدوائر. إن الانقسام في الاصوات الشيعية في دوائر مختلفة كان فاقعا، وفق مصادر متابعة. فالاصوات التفضيلية الشيعية المحسوبة على حزب الله في دوائر عدة منها المتن الشمالي والكورة وبيروت الثانية ذهبت حصرا الى مرشحي التيار الوطني الحر( ادي معلوف، جورج عطالله، وادغار طرابلسي)، في حين ان الاصوات الشيعية المحسوبة على حركة امل ذهبت في الكورة إلى النائب السابق سليم سعاده وفي المتن الشمالي للنائب الحالي ميشال المر. وهذا يعني وفق المصادر نفسها ان حزب الله تعاطى باستنسابية وانتقائية مع حلفائه، فبينما لم يذهب في الجنوب الثالثة الى دعم حردان باصوات تفضيلية على غرار ما فعل في العام 2018 عندما منح النائب قاسم هاشم اصواتا تفضيلية درءا لخطر ان يخرق بمرشح تيار المستقبل يومذاك، فإن الماكينة الانتخابية لحزب الله تبرر ذلك بان اي دعم لحردان سيكون على حساب هاشم والمرشح عن المقعد الدرزي مروان خير الدين الذي تعود خسارته بحسب ماكينة حزب الله الى ذهاب اكثر من 2500 صوت درزي محسوبين على الحزب التقدمي الاشتراكي إلى لائحة التغيير الأمر الذي عزز حضور هذه اللائحة خاصة وأن نسبة التصويت عند الشيعة في هذه الدائرة تجاوزت الـ50 في المئة.   لن تمر  الامور مرور الكرام عند معظم هذه الاسماء التي لم  تصل الى البرلمان. فالمقعد النيابي ليس المشكلة، انما الاداء السياسي لحزب الله تجاهها، لا سيما وانها ليست المرة  التي "تطعن فيها بالظهر"، ويبدو ان الحزب مصر على تذكيرها، كما تقول مصادرها، بالضربات التي تلقتها في محطات واستحقاقات مختلفة وزارية ونيابية عبر وعود كانت تذهب سدى لحساباته الخاصة مع بعض المكونات السياسية الاساسية، فضلا عن لعبه على التناقضات داخل الحزب الواحد. وفيما يلتزم القومي والديمقراطي الصمت حتى الساعة بانتظار  ان ينتهيا من تقييم ما حصل، فإن وهاب الذي لا يزال هادئا اكتفى بتغريدة ابدى خلاله اسفه لعملية الغدر  بانتظار ان يعلن في الساعات المقبلة تفاصيل ما حصل.    في ظل الغياب التام لكتلة الحزب السوري القومي الاجتماعي والحزب الديمقراطي اللبناني  عن المجلس النيابي، يتم التداول ضمن البيئة المقربة لحزب الله وبيئة التيار الوطني الحر بكلام مفاده ان ثلاثة احزاب انتهت بعد انتخابات 2022 هي القومي والديمقراطي وتيار المستقبل، وهذا يعني وفق المراقبين ان الاحزاب السياسية التي خرجت من التمثيل النيابي تحتاج الى  اجراء مراجعة  لأدائها وسياساتها في المرحلة الماضية والخروج من حالة "التبعية"، التي سمحت لحزب الله او سواه ان يضعها دائما في "الجيبة"، مهما تعرضت لتهميش سياسي من قبله، مطمئنا الى تاريخها الوطني في القضايا المصيرية والذي من شأنه ان يتجاوز كل الحساسيات التكتيكية.
Advertisement
تابع
Advertisement
22:10 | 2024-04-17 Lebanon 24 Lebanon 24

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

 
إشترك