Advertisement

لبنان

"حزب الله" خسر الانتخابات... وهذه الوقائع تُؤكّد ذلك

كارل قربان Karl Korban

|
Lebanon 24
19-05-2022 | 05:30
A-
A+
Doc-P-953850-637885508792562090.jpg
Doc-P-953850-637885508792562090.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
كانت معظم التوقعات تُرجِّح ذهاب "حزب الله" نحو تأمين الاكثريّة النيابيّة بسهولة. وكان "الحزب" مطمئناً من نتائج الانتخابات، في ظلّ غياب الرئيس سعد الحريري عن خوض الاستحقاق. فركّز عمله على مساعدة حلفائه، عبر توزيع الاصوات الشيعيّة بالتساوي في ما بينهم، وصولا إلى زيادة عدد نواب كتلهم. إلّا أنّ نتائج الانتخابات أتت لتُشكّل صدمة كبيرة له، على الرغم من فوزه بكافة المقاعد الشيعيّة إلى جانب "حركة أمل"، في مختلف الدوائر.
Advertisement
 
أوّلاً، كان لافتاً المعارضة في بيئة "حزب الله" الجنوبيّة. فقد استطاع المجتمع المدنيّ خرق لائحة رئيس كتلة "الوفاء للمقاومة" محمد رعد بمقعدين في دائرة الجنوب الثالثة. واستطاعت قوى "الثورة" مجاراة الحاصل الانتخابيّ الذي فرضه "الحزب" مع جمهوره الكبير، وفازت بمقعدي الروم الارثوذكس، والدرزيّ،وهي سابقة تاريخيّة. فقد كان أسعد حردان، بالاضافة إلى النائب السابق أنور الخليل يشغلان هذين المقعدين منذ سنوات طويلة. ويرى مراقبون أنّ على "الحزب" العمل في الانتخابات المقبلة، على ضمان عدم تمدّد معارضيه إلى المقاعد الشيعيّة. فالاصوات المعارضة بدأت تزداد في بيئته الجنوبيّة، ما يعني أنّ أي حاصل ثالث لو حصلت عليه لائحة المجتمع المدنيّ، كان سيُفقد "الثنائيّ الشيعيّ" أحد مقاعده الشيعيّة.
 
ثانياّ، لم تكن نسب التصويت وأرقام الحواصل مرتفعة، كما أرادها "الثنائيّ الشيعيّ"،فمكّنت ليس فقط قوى المجتمع المدنيّ، التي أحدثت مفاجأة مدوّية في صناديق الاقتراع إلى الوصول للحواصل داخل بيئة "حركة أمل" و"حزب الله"، وإنّما أوصلت مرشّح "القوّات اللبنانيّة" أنطوان حبشي للفوز بولاية جديدة في بعلبك – الهرمل، وخرق لائحة "الامل والوفاء" مرّة جديدة، على الرغم من نجاح "الحزب" في إبعاد المرشّحين الشيعة عن لائحة "بناء الدولة".
 
ثالثاً، لم ينجح "حزب الله" بتحجيم كتلة "اللقاء الديمقراطي"، وحافظ "التقدمي الاشتراكيّ" على نائبيه في دائرتي البقاع الغربي – راشيا (وائل أبو فاعور)، وبيروت الثانيّة (فيصل الصايغ). كذلك، تُعتبر خسارة كلّ المرشّحين الدروز المنافسين لمرشّحي وليد جنبلاط، وخصوصاً رئيس حزب "التوحيد العربي" وئام وهاب، ورئيس الحزب "الديمقراطي اللبناني" طلال ارسلان، بالاضافة إلى سقوط الوزير السابق مروان خير الدين في دائرة الجنوب الثالثة، وعدم فوز طارق داود في البقاع الغربيّ، خسارة كبيرة لـ"الحزب"، الذي كان مرتاحاً لايصال أقلّه ثلاثة من مرشّحيه الاربعة إلى مجلس النواب، وتشكيل كتلة درزيّة معارضة لجنبلاط.
 
ويُشير مراقبون إلى أنّ وجوهاً درزيّة جديدة ربحت تحت راية "الثورة" أو المستقلين، وهي معارضة ومناهضة لـ"حزب الله"، وبشكل خاصّ للسلاح الخارج عن هيبة وسيطرة الدولة، ما يعني بحسب مراقبين، أنّ البيئة الدرزية الممثلة في مجلس النواب، لن تُؤمّن الغطاء لسلاح "الحزب" أيضاً، وذلك بعد السقوط المدوّي لارسلان ووهاب، وإبقاء جنبلاط على عدد نوابه الدروز.
 
رابعاً، ورغم أنّ "التيّار الوطنيّ الحرّ"، حافظ على عدد نواب كتلة "لبنان القويّ" المرتفع، غير أنّه تعرّض لنكسات إنتخابيّة أساسيّة، أهمّها إنخفاض عدد نوابه في الدوائر المسيحيّة الكبرى بشكل كبير. ففي المتن، أصبح لديه نائبان فقط. أمّا في كسروان، نائبة واحدة وفي جبيل نائب واحد. وأيضاً، فقد تمثيله النيابيّ بشكل كاملٍ في جزّين. وللتذكير، فإنّ هذه الدوائر كانت تُشكّل رافعة إنتخابيّة كبيرة لـ"الوطنيّ الحرّ".
 
توازيّاً، انخفض تمثيل الحليف المسيحيّ لـ"حزب الله"، أيّ تيّار "المردة" لنائب وحيد، وهو طوني فرنجيّة، مع حليفه وليم طوق في بشرّي. كذلك، فشل الحزب "السوري القومي الاجتماعيّ" في إيصال مرشّحيه المسيحيين في كافة الدوائر. في المقابل، عزّز المسيحيّون الذين يضعون أنفسهم في خانة "السياديين" تمثيلهم مسيحيّاً. فالاصوات التي نالها رئيس "حركة الاستقلال" النائب ميشال معوّض كانت لافتة في زغرتا. بالاضافة إلى أنّ "القوّات" عزّزت تمثيلها النيابيّ مسيحيّاً، وتمثّلت "الكتائب" بأربعة وجوه نيابيّة، وفاز رئيس حزب "الوطنيين الاحرار" كميل دوري شمعون. ويلفت المراقبون إلى أنّ التأييد أو الغطاء المسيحيّ لسلاح "حزب الله" انخفض بشكل ملحوظٍ، مع وصول نواب مسيحييّن جدد، وارتفاع عدد نواب "القوّات".
 
خامساً، كان متوقعاً أنّ يخرق "حزب الله" وحلفاؤه السنّة المقاعد النيابيّة التي خلفها الحريري بعدد أكبر، وصولا إلى تشكيل كتلة سنّية وازنة. ففاز بأغلبيّة هذه المقاعد في بيروت الثانيّة وفي دائرة الشمال الاولى والثانيّة وفي الجنوب الاولى والبقاع الاولى، نواب سنّة من المجتمع المدنيّ، وآخرون يُعتبرون من المتشددين تجاه سلاح المقاومة، بالاضافة إلى نواب "مستقبليون" سابقون وغيرهم من المستقلين. ويقول مراقبون إنّ الاعتدال السنّي تجاه موضوع السلاح بات مفقوداً مع وصول هؤلاء إلى سدّة مجلس النواب. فعمليّاً، أصبح الغطاء الوحيد للسلاح شيعيّاً، بالاضافة إلى ما يُمثّله "التيّار الوطنيّ الحرّ".
 
في المحصّلة، يتّضح أنّ "حزب الله" فشل في تحقيق الاكثريّة النيابيّة التي أراد من خلالها إيصال الرئيس برّي لرئاسة مجلس النواب بسهولة، وتأمين الغطاء لسلاحه. وأيضاً، تشكيل الحكومة سيكون معقّداً جدّاً، في ظلّ وجود الكتل الجديدة المعارضة، ورغبة البعض بتشكيل حكومة أكثريّة وليس جامعة مع معارضة تراقب العمل التنفيذيّ. كذلك، فإنّ انتخاب رئيس للجمهوريّة على أساس التمثيل المسيحيّ الاكبر سيكون صعباً. ويرى مراقبون أنّ البلاد أمام المزيد من الاختلاف السياسيّ، وخصوصاً إنّ لم تحصل تسوية ما على صعيد الاستحقاقات الثلاثة، بدءاً من رئاسة مجلس النواب، وصولاً إلى تسميّة رئيسٍ جديدٍ لمجلس الوزراء والاتّفاق على شكل الحكومة، وانتخاب رئيسٍ للجمهوريّة، بعد إنتهاء ولاية الرئيس ميشال عون.
 
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

 
إشترك