Advertisement

لبنان

نجاة صليبا: "حيتان" السياسة في مجلس النواب لا يخيفونني مهما بلغت حدة هجومهم والفساد أكبر مشاكل لبنان

Lebanon 24
24-05-2022 | 23:23
A-
A+
Doc-P-955673-637890570622951810.jpg
Doc-P-955673-637890570622951810.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
كتبت زيزي اسطفان في الراي:
 
لم يكن فوز النائبة نجاة عون صليبا في الانتخابات النيابية اللبنانية عن دائرة الشوف - عالية ضمن لائحة «توحّدنا للتغيير»، عن طريق الصدفة أو الخطأ في احتساب كسْر اللوائح بل جاء فوزاً مستحَقاً لأن الناخبين رأوا فيها قوةً تغييرية يمكن الوثوق بها، فهي التي أطلت مراراً على الناس عبر وسائل الإعلام، بدايةً للحديث في الأمور البيئية وأضرار الملوِّثات على الناس، فأسرت القلوب وأثارت الإهتمام وأثبتت أنها قادرة على إحداث فارق ولو من باب البيئة، فكيف إذا خاضت مجال السياسية والتغيير؟
Advertisement

هي بروفيسورة اختصاصية في الكيمياء وباحثة في الشؤون البيئية والملوثات ومديرة مركز حماية البيئة في الجامعة الأميركية في بيروت، وحائزة على جوائز عدة وأوسمة، أبرزها جائزة الأونيسكو- لوريال للعلوم في العام 2019، ووسام الأرز الوطني من رتبة فارس وهو من أرفع الأوسمة اللبنانية.\\
هذه الخلفية العلمية كانت بوابتها الأولى للعبور الى عالم السياسية وفق ما قالت في حوار خاص مع «الراي».

«لقد عَبَرْتُ إلى السياسة من باب البيئة بعدما شهدتُ على الإهمال والإجرام الذي يطال بيئتنا ويهدّد مستقبلنا، ومن باب العلم لأنني أدركتُ أن كل العمل الذي يجري يتمّ بلا منهجية بل هو بعيد عن العلم ولا يشبهنا. وأخيراً دخلتُ من باب الثورة ولا سيما بعد إنفجار مرفأ بيروت في الرابع من أغسطس (2020). لقد قتلونا ونحن في بيوتنا وهذا أمر لا يمكن لعقلٍ بشري أن يستوعبه، وكان لا بد من أن يثير فينا كل مَشاعر الغضب والثورة ويدفعنا للانتفاضة ضد السلطة القائمة».

بين لبنان والولايات المتحدة أمضتْ نجاة صليبا حياتَها. متزوجة منذ أكثر من ثلاثين عاماً دون أولاد، خصصت وقتها للأبحاث العلمية حول التلوث وانعكاساته على الأمراض السرطانية، وعملت منذ العام 2010 على إصدار منشورات علمية تتضمن خلاصة أبحاثها. وكانت في آخر كل منشور تقدّم توصيات للدول لتحسين أدائها البيئي وتقترح إرشادات وقوانين وطرقاً للتطب.

«دول كثيرة أخذت بتوصياتي. وحده لبنان نأى بنفسه عنها ولم يكترث لتحسين وضعه البيئي... وهذا ما دفعني أكثر للانخراط في العمل السياسي» قالت صليبا، «ولو نفّذوا ما نصحتُ به لَما وجدتُ نفسي مضطرة للدخول إلى معترك السياسة».

هل تخشى هذه السيدة المختلفة «حيتانَ» السياسة في البرلمان وألاعيبهم؟ تجيب: «هم لا يخيفونني، مهما بلغت حدة هجومهم وهجوم جيوشهم الإلكترونية. ومهما حاولوا لن أخاف أو أتراجع. عملي يحكي عني، ولو لم أكن أخيفهم لَما قاموا بالحملات ضدي. أنا لم آت من أجل منصب أو جاه، فلست بحاجة إليهما ولديّ من الخبرة والمَناصب ما يكفيني، ولا أحد يمكنه أن يضغط عليّ في هذا الشأن».

تقدّم نجاة صليبا نموذجاً جديداً في العمل السياسي، لكنها تترك للناس الحُكْمَ على أدائها، هي تقدّم عملها وتترك للناس ان يفاضلوا. «كثيرة هي المشاكل التي يعانيها لبنان، لكن يبقى الفساد أولها فالطبقة السياسية على إختلافها، من موالين ومعارضين، كان في إمكانها إيجاد حلول لمشكلاتنا لو لم تكن فاسدة وتتلهى بالمحاصصة وتقطيع البلاد وثرواتها إلى حصص ومكتسبات فردية. الفساد، الجهل وعدم تناول الأمور بالجدية اللازمة هي التي أوصلت البلاد الى الهاوية».

بحزمٍ وانفعالٍ، تعبّر عن رأيها حين نطرح عليها مقولة إنه يؤخذ على النساء الفائزات في البرلمان أو اللواتي يتعاطين السياسة في شكل عام أنهن لا يتحدثن بالسياسة بمفهومها اللبناني أي بالمَحاور والسياسة الخارجية وغيرها... وتجيب: «هل يجب أن أحكي في السياسة العالمية والإقليمية وبلادي مُفْلِسَة؟ السياسة هي تأمين أبسط حقوق الإنسان من بيئة وصحة وتربية وغذاء وليست تبصيراً ومَحاور وكلاماً لا فائدة تُرجى منه».
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك