Advertisement

لبنان

هل يضع حزب الله حدا لمكابرة باسيل و"يحتفظ" برئاسة الجمهورية؟

هتاف دهام - Hitaf Daham

|
Lebanon 24
20-06-2022 | 06:00
A-
A+
Doc-P-963780-637913193299303013.jpg
Doc-P-963780-637913193299303013.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger

تسود حالة من عدم اليقين يغلب فيها الغموض على مجمل المقاربات السياسية حيال ملف رئاسة الجمهورية الذي تتحكم به تقاطعات محلية – اقليمية – دولية، تجعله يتجاوز معادلة الاكثرية والاقلية في البرلمان، علما ان ما يجري من محاولات عرقلة تشكيل حكومة سينسحب حكما على ملف انتخاب رئيس الجمهورية وسط اقتناع المعنيين ان الفراغ في سدة الرئاسة حاصل لا محالة ولو لأشهر قليلة.

فالنجاح في  تمرير استحقاق التكليف لا يعني على الاطلاق النجاح في التأليف الذي  يفترض، وفق قوى سياسية، ان يحاكي  الى حد كبير احتمال دخول البلد في فراغ رئاسي، يبدو احتمال تفاديه شبه معدوم في ظل الكباش الحاصل محليا والتعقيدات التي ترخي بظلالها على ملفات المنطقة.

 ليس هناك أدنى شك ان رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل يريد رئاسة الجمهورية، وان كان اعتبر أنه "لا اكون مرشحا لرئاسة الجمهورية الا اذا اعلنت ذلك"، معولا على ما يسمى بالرئيس القوي، و"حتى لو رفض البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي هذه الفكرة فليس بالضرورة ان يكون الاخير على حق"، بحسب باسيل الذي  طرح بعد الانتخابات النيابية الذهاب الى تعديل دستوري محصور بعملية الإنتخاب، لتكون بشكل مباشر من الشعب وعلى دورتين، دورة عند المكوّن المسيحي ودورة ثانية لكل اللبنانيين، لضمان حسن التمثيل وقوة الموقع من وجهة نظره.

 يتعمد باسيل في اطلالاته التصويب على رئيس تيار المرده  سليمان فرنجية ربطا بما افرزته الانتخابات النيابية من نتائج، في رسائل مكشوفة الى الحلفاء قبل الخصوم انه المرشح القوي، وان ميرنا الشالوحي صانعة الرؤساء، بقوله ان الشعب اللبناني اعطاني الكتلة الاكبر في البرلمان، والجانب الذي يلينا هو القوات والانتخابات افرزت بعض القوى ذات التمثيل الهزيل على المستوى المسيحي، في تصويب على فرنجية دون سواه، بحسب  ما اشارت مصادر مطلعة، علما ان الاخير لديه كتلة من 3 نواب في البرلمان ولم يخسر سوى نائبا واحدا عن انتخابات العام 2018  رغم سطوع نجم المال الانتخابي في استحقاق ايار الماضي فضلا عن الشحن الطائفي الذي استحوذ على خطاب معظم القوى السياسية.

فكتلة التكتل الوطني تضم الى النائب طوني فرنجية، النائبين فريد الخازن ووليام طوق ورئيس المرده، وبالتالي فان  فرنجية لم يخسر، بحسب ما يقول، فهو نجح في تحقيق هذه النتائج رغم انه سار عكس موجة التحالفات المصلحية الضيقة وواجه عملية التمويل  واصحاب المشاريع التقسيمية والفيديرالية بشراسة.

ان مفهوم الرئيس القوي بالنسبة الى باسيل، يتجاوز ما اتفق عليه في رباعية بكركي(اجتماع العماد ميشال عون عندما كان رئيسا لتكتل التغيير الاصلاح، فرنجية، الرئيس امين الجميل ورئيس حزب القوات سمير جعجع). فالاتفاق خلص الى اهمية تمتع المرشح بحد معين من الحيثية المسيحية، وأن يكون مقبولا  وطنيا ويعكس الارادة المسيحية ويتمتع بتمثيل نيابي  بغض النظر عن حجم كتلته داخل البرلمان، فالاهم بالنسبة لسيد الصرح ان يكون منبثقاً من الوجدان المسيحي.

 لا يعني فوز باسيل بأكبر كتلة نيابية مسيحيا انه الاوفر حظا او المرشح الاول لرئاسة الجمهورية، تقول مصادر سياسية لـ"لبنان24". فمعيار التمثيل الوطني يبقى  هو الاساس وركيزة اي بحث في ملف استحقاق رئاسة الجمهورية، والا لكنا ذهبنا الى انتخاب رئيس الجمهورية بالتزكية وفقا للتمثيل المسيحي في البرلمان، فالرئيس عون لم يكن ليصل الى بعبدا لولا شبه الاجماع الوطني حوله، فالتوافق الذي حصل  لانتخابه في العام 2016 كان نتاج تسوية إيرانية-أميركية.

وعليه، يمكن القول، وفق مصادر سياسية  ناشطة محليا ودوليا لـ"لبنان24" ان فرنجية يجسد حالة المرشح الوطني لرئاسة الجمهورية، فهو يتمتع بحيثية مسيحية شعبية ونيابية، وفي الوقت عينه يتمتع بحيثية شعبية على مستوى الوطن. ففي الشارع السنّي يحظى رئيس المردة بتأييد في صفوف تيار المستقبل وجمهور بعض الشخصيات السنيّة المحسوبة على 8 آذار او المستقلة، و باحترام من قبل شخصيات سنيّة على خصومة سياسية معه، في حين انه يعتبر المرشح الاول عند جمهور الثنائي الشيعي من دون منازع، ويعد مرشحا مقبولا ايضا عند الطائفة الدرزية، وثمة من يقول ان رئيس الحزب الاشتراكي وليد جنبلاط لا يمانع انتخاب فرنجية رئيسا للجمهورية، وان الاتصالات لم تنقطع بين بنشعي وكليمنصو رغم التباينات السياسية.

بالنسبة الى "خصوم" فرنجية، فان الاخير  يتفق بشرف ويخاصم بشرف. وهذا ما عزز علاقة القوى الخارجية به، ويتظهر  ذلك باستمرار عبر الحراك الدبلوماسي من  سفراء الدول الغربية والصين وروسيا والدول العربية والخليج تجاه بنشعي.

يجاهر فرنجية بصداقته بالرئيس السوري بشار الاسد، ويصفه السيد حسن نصر الله بنور العين ، وهو منفتح على القوى السياسية كافة في الداخل والخارج لما فيه المصلحة العامة، وبالتالي لا يمكن لحزب الله على وجه التحديد ان يضع كل هذه المعطيات جانبا ويذهب للبحث رئاسيا  في مكان آخر، خاصة وان اي خيار خاطىء من قبل"المقاومة" من شأنه ان يخسرها وفريق 8 آذار موقع  الرئاسة الاولى الى آجل غير مسمى، لصالح مرشحين  يصنفون في خانة المعتدلين لكنهم اقرب الى فريق 14 آذار، مع اشارة المصادر نفسها الى ضرورة تفاهم رئيس التيار الوطني الحر  ورئيس تيار المرده لما فيه مصلحة الطرفين في مرحلة ما بعد انجاز الاستحقاق الرئاسي.

يبدو جليا ان القوى المسيحية المحسوبة على المعارضة او المستقلين تشوبها خلافات كثيرة الامر الذي يعقد احتمال تفاهمها على مرشح من صفوفها، وقد اتضح هذا الامر  في اطلالات لشخصيات من صفوفها سلمت بعدم حصولها مع حلفائها على الاكثرية، وصعوبة تفاهمها على مرشح يتبنى توجهات 14 آذار  الامر الذي يعزز ذهابها الى اختيار مرشحين وسطيين نظرا للخلافات الجوهرية في صفوفها، وهذا يعني ان الكرة  في ملعب حزب الله الذي يفترض  ان يتمسك بابقاء رئاسة الجمهورية بحوزة 8 آذار  وان لا يتنازل عن هذا الانجاز وان يضع حدا لمكابرة حليفه البرتقالي خاصة وان حظوظ الاخير بالرئاسة معدومة محليا وخارجيا، على عكس سيد بنشعي الذي يمكن ان يكون  انتخابه نتاجا للتسويات الإقليمية المحتملة في المرحلة المقبلة وانعكساتها المرتقبة على المشهد الداخلي.

 

 

Advertisement
المصدر: لبنان 24
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

 
إشترك