Advertisement

لبنان

مسار التسوية يندفع.. ساحات متداخلة تستعد ومن ضمنها لبنان

علي منتش Ali Mantash

|
Lebanon 24
28-06-2022 | 05:00
A-
A+
Doc-P-966393-637920146807953381.jpeg
Doc-P-966393-637920146807953381.jpeg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
ارتفعت في الاسابيع الماضية احتمالات حصول حسابات وتقديرات خاطئة بين القوى المتصارعة في الاقليم في اكثر من ساحة، ان كان بسبب استمرار الاستفزازات والاستعدادات الاسرائيلية قرب حقل كاريش او بسبب الغارات الاسرائيلية في سوريا او بسبب الحرب الامنية، غير الصامتة، بين ايران واسرائيل. لكن بإستثناء حدث غير محسوب قد يدحرج الكباش التكتيكي الى حرب كبرى، وهذا مستبعد، تبدو مسارات التسوية في الاقليم هي الاكثر ترجيحا في ظل رغبة جامعة من المعنيين بالذهاب نحو تسوية، او ما يفضل البعض تسميته بالتهدئة التي تحافظ على الوضع القائم من دون اي اشتباك عسكري كبير.
Advertisement
 
في الايام الماضية عاد الحديث عن عودة المفاوضات النووية بين الولايات المتحدة الأميركية وايران ليتصدر المشهد الاقليمي، خصوصا في ظل التسريبات عن امكان استضافة قطر لهذه المفاوضات، ما يعطي اشارات تطمينية تريدها طهران للدول الخليجية، اذ توحي بأن الاتفاق النووي الذي ستستفيد طهران منه بشكل كاسر للتوازن في الاقليم لن يكون على حساب جيرانها الخليجيين.
 
بعض المحللين يرى ان اختيار قطر، الذي لم يعلن رسميا بعد، يعود ايضا الى ترتيبات لوجستية مرتبطة بمرحلة ما بعد الاتفاق وفي كيفية تصدير ايران للغاز بإتجاه اوروبا. لا تستسيغ طهران ربط المفاوضات النووية بأي تسوية اقليمية، لكن تداعيات اي اتفاق نووي سيؤثر حتما على العلاقات الدولية بين دول الاقليم ولعل عملية التقارب بين الايرانيين والسعوديين في الاشهر الاخير مرتبطة عضويا بإرتفاع اسهم عودة واشنطن للاتفاق النووي.
 
يربط مصدر شديد الاطلاع بين وقف اطلاق النار المستمر في اليمن وبين التطورات السعودية الايرانية والمفاوضات الحاصلة بينهما، اذ ان اتفاقا حصل قبل اشهر بين الايرانيين عبر احد حلفائهم وبين اطراف الصراع في اليمن ادى الى وقف اطلاق النار اضافة الى مجموعة من الخطوات السياسية التي اعلن عنها بشكل متقطع من دون ربطها بالتهدئة العسكرية.
 
التسوية اليمنية التي وضعت، بعد وقف النار، على سكتها ليست يتيمة في الافق الاقليمي، خصوصا ان هذه التهدئة رطبت الاجواء، او اقله خففت التصعيد بين حزب الله وحلفائه في لبنان وبين الرياض التي عادت لترتيب اوراقها بما يوحي بأنها تستعد لشكل جديد من الحضور على الساحة اللبنانية، ما يعني ان احتمالات ان تطال التسوية الاقليمية بيروت باتت واردة، في ظل الاحاديث الاعلامية عن فض اشتباك محتمل بين الرياض وحزب الله.
 
بعكس الاتفاق النووي، فان ما يناقش بين طهران والرياض مرتبط بتفاصيل المنطقة ويشمل كل ساحاتها، وان كانت اليمن المحور الاهم بالنسبة للرياض، فإن طهران مهتمة بالعلاقات الثنائية، وهذا ما يفسر توكيل الملف اليمني لاحد حلفائها ما ادى الى الوصول الى نتائج ايجابية ارضت الرياض نسبيا من دون ان يكون لايران علاقة مباشرة فيه. لكن التصريحات السعودية التي اوحت في الاسابيع الماضية بإمكانية توقف اي مباحثات مع ايران، اتت في ظل مخاوف سعودية من عدم إلتزام الحوثيين ببعض تفاصيل عملية وقف اطلاق النار وتحديدا في ملف مأرب، وهذا ما استدعى تدخلا سريعا مع رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي.
 
يسعى الكاظمي الى تثبيت نفسه بصفته رجل التسوية والوسط بين طهران والرياض وهذا ما قد يرضي بنظره الاميركيين ويحفظ بالتالي موقعه السياسي ان لم يكن الدستوري في المرحلة المقبلة، ومن هنا تحركه السريع وسعيه الى اعادة فتح ابواب التواصل الايرانية السعودية حيث بات التلميح اليوم الى حصول لقاء بغدادي بمستوى وزراء الخارجية.
 
لا تتجه المنطقة بالتأكيد نحو تسوية كبرى حاسمة، لكن الى جانب احتمالات التصعيد في غير ساحة سعت  لمعظمها اسرائيل في الاسابيع الماضية، هناك مسارات جدية مدفوعة برغبة دول كثيرة، اقليمية وغربية، نحو تسويات ثنائية او ثلاثية واتفاقات تحفظ الوضع القائم من دون اي تصعيد قد يؤدي الى تدحرج دراماتيكي نحو حرب كبرى.. 
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك