Advertisement

لبنان

"الميثاقية" ليست MENU à la carte

اندريه قصاص Andre Kassas

|
Lebanon 24
30-06-2022 | 03:00
A-
A+
Doc-P-967095-637921745153437087.jpg
Doc-P-967095-637921745153437087.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
لامني أحدهم بأني لم أسمِّ هذا "البعض" في مقالتي أمس. جوابي كان بكل بساطة أنه لكثرة ما في جعبة هذا "البعض" من مفاجآت غير سارة لم يعد في إستطاعة أحد تسميته بالإسم. ليس من منطلق الإحترام  لشعوره، ولكن من منطلق الحرص على عدم إدخال الناس في متاهات هم في غنىً عنها، في الوقت الذي ينحصر همّهم هذه الأيام في كيفية تأمين ربطة خبز وحبّة دواء. 
Advertisement
 
ولأن هذا "البعض" لا يستأهل حتى أن يذكر أحد إسمه إستمرّ هو وغيره في تحدّي من لا يزال يتمسّك بـ"ميثاقية" حقيقية وليس "غبّ الطلب"، وحيث تكون مفيدة لمشاريع هذا "البعض" وأهدافه، خصوصًا أنها لم تكن تُستخدم في موقعها الصحيح والطبيعي. 
 
فالميثاقية كما عاشها اللبنانيون واقعًا ملموسًا على الأرض قبل أن تدخل حيز الأعراف الموازية للنصوص الدستورية هي الميثاقية غير الإنتقائية، وهي ليست بالتالي Menu à la carte  يستخدمها البعض وفق ما تمليه عليه مصالحه، وحيث يجدها ضرورية في مكان ومنتهية الصلاحية في مكان آخر. 
فمهما حاول هذا البعض، مع غيره ولو عن غير قصد، التلاعب على أوتار "الميثاقية"، التي تحّولت بفعل ممارساتهم الخاطئة إلى "طائفية" بغيضة، فإن الرأي العام اللبناني قد أصبح لديه ما يكفي من الوعي والحصانة ضد هذا النوع من المحاولات التحريضية.  
 
فالرئيس ميقاتي الذي يمارس هذه "الميثاقية" في حياته اليومية وفي ممارسته السياسية بمفهومها الوطني لا يحتاج إلى من يعطيه دروسًا خصوصية في كيفية مقاربته للميثاقية الحقيقية والمنزّهة والبعيدة عن الغرضيات. فإذا كان لدى هذا البعض مشكلة في بيئته فالأفضل له ألا يرميها على غيره. 
 
فعدم تسمية كل من "التيار الوطني الحر" و"القوات اللبنانية" للرئيس ميقاتي لتشكيل حكومته لا يعني أبدًا أن هذا التكليف غير ميثاقي مسيحيًا، من دون إغفال حقّ هاتين الكتلتين المسيحيتين الأكبر في أن يكون رأيهما مختلفًا عن الآخرين. ولكن هذا لا يعني أنهما يحتكران التمثيل المسيحي تمامًا كما فعلا في إتفاق معراب، الذي سقط عند أول إمتحان تحاصصي. 
 
ولعل التطور الأبرز الذي سجل ضمنًا ومباشرة حيال الملف الحكومي جاء من بكركي، حيث شكل موقف البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي من مهمة ميقاتي اسنادًا مسيحيًا قويًا بدا من خلاله الراعي، وفي غضون أيام قليلة بعد التكليف، كأنه يعوض برافعة بكركي الدعم المسيحي الذي افتقده ميقاتي من خلال امتناع كتلتي "القوات اللبنانية" و"التيار الوطني الحر" عن تسميته او تسمية أي مرشح اخر لتشكيل الحكومة. واتخذ هذا الموقف دلالات بارزة اذ قال الراعي بصراحة "كنا نتمنى لو شاركت في تسمية الرئيس المكلف، أيا يكن المسمى، فئات نيابية أوسع لتترجم، بفعل إيجابي ودستوري وميثاقي، الوكالة التي منحها إياها الشعب منذ أسابيع قليلة، ولا سيما أن الاستشارات إلزامية. هكذا تشعر جميع المكونات اللبنانية أنها تتشارك في كل الاستحقاقات الدستورية والوطنية. في كل حال نتوجه بالتهنئة لدولة الرئيس نجيب ميقاتي لإعادة تكليفه. وندعو له بالتوفيق. إنا من جديد نطالب بالإسراع في تشكيل حكومة وطنية لحاجة البلاد إليها، ولكي يتركز الاهتمام فورا على التحضير لانتخاب رئيس إنقاذي للجمهورية. فلا تفسير لأي تأخير في التشكيل سوى إلهائنا عن هذا الاستحقاق الدستوري. لا يوجد أي سبب وجيه ووطني يحول دون تشكيل الحكومة وانتخاب الرئيس الجديد. وفي هذا الإطار، نناشد جميع الأطراف أن يتعاونوا مع الرئيس المكلف بعيدا من شروط لا تليق بهذه المرحلة الدقيقة، ولا يتسع الوقت لها، ولا تساهم في تعزيز الوحدة الوطنية وصورة لبنان أمام العالم. وننتظر من الرئيس المكلف، بالمقابل، تشكيل حكومة على مستوى الأحداث، تشجع القوى الوطنية على المشاركة فيها، وتعزز الشرعية والنزعة السيادية والاستقلالية في البلاد وتجاه الخارج".
 
فكلام بكركي لا يعلوه كلام آخر، خصوصًا أنها تحرص على الميثاقية بمفهومها الإيجابي أكثر من غيرها، وهي الضنينة بمصالح المسيحيين أكثر من غيرها أيضًا. 
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

 
إشترك