Advertisement

لبنان

قمة جدة احتواء لايران والسياسة الأميركية تجاه لبنان ثابتة :دعم الجيش والتعاون الامني

هتاف دهام - Hitaf Daham

|
Lebanon 24
18-07-2022 | 05:00
A-
A+
Doc-P-972262-637937374665604238.jpg
Doc-P-972262-637937374665604238.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
عندما وصل الرئيس  الأميركي جو بايدن الى البيت الابيض  اعلن عن انطلاقة جديدة في علاقات الولايات المتحدة مع الدول الكبرى تختلف تماما عن سياسة الرئيس السابق للولايات المتحدة دونالد ترامب، فأعلن مواجهة ما اسماه استبداد الصين وروسيا، مركزا اهتمامه على آسيا والمحيط الهادئ. فشكلت مواقفه انسحابا من الشرق الاوسط في خطوة اعتبرها بعض المتابعين للسياسة الاميركية في المنطقة خاطئة ، لانها ستفتح المجال امام النفوذ الروسي، في حين رأى البعض الاخر، ان واشنطن لديها اهتماماتها وتريد تقليص الوجود الأميركي في الشرق الأوسط وقد تظهر ذلك في لا مبالاتها تجاه الازمة اللبنانية مرورا بعلاقتها الباردة مع السعودية التي اعتبرت اسوة بدول خليجية اخرى، ان واشنطن تتخلى عن حلفائها بسهولة، علما ان دول الخليج تشكل مركزا  مساعدا للاقتصاد في الولايات المتحدة لغناها بالغاز والنفط. 
Advertisement
فهل عاد بايدن عن سياسة تقليص دور الادارة الاميركية في المنطقة؟ وما الذي تغير؟ واين لبنان من قمة جدة؟ 
ركزت القمة على الشراكة الإستراتيجية بين الدول الخليجية والولايات المتحدة، وتعميق التعاون الإقليمي الدفاعي والأمني والاستخباري، الا ان ذلك لا يعني على الاطلاق، بحسب وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان آل سعود قيام أي تحالف دفاعي مع إسرائيل او "ناتو عربي" .  
ابتعدت قمة جدة عن لغة التصعيد في وجه ايران بتأكيدها اهمية الجهود الدبلوماسية لمنع طهران  من تطوير سلاح نووي ولتهدئة التوترات الإقليمية، وهذا يعني ان  قطار  مفاوضات الرياض – طهران لا يزال على السكة بانتظار ان يصل الى محطته المرجوة، كذلك الامر بالنسبة الى المفاوضات بين ايران والولايات المتحدة حول الملف النووي التي لن تتاخر لتعود بجولة جديدة. 
شكلت حرب اوكرانيا منعطفا في السياسة الاميركية، الامر الذي كرس معادلات جديدة، دفعت ادارة بايدن الى العودة للمنطقة، بعد زيادة المملكة طاقتها الإنتاجية إلى ثلاثة عشر مليون برميل يوميا من النفط الخام. وبحسب المتابعين للسياسة الاميركية، فإن العلاقات السعودية – الاميركية ستعود الى ما كانت عليه بعدما بلغت ذروتها في عهد الرئيس ترامب. فالخليج الذي تربطه علاقات اقتصادية بالصين وروسيا، لا يمكن ان يتخلى عن تعاونه الامني مع الولايات المتحدة وتحالفه التقليدي معها لما فيه مصلحة الطرفين. 
لا شك ان الدول التي اجتمعت في جدة تستحوذ على انتاج ثلث النفط الخام المستخرج في العالم وصاحبة الحصة الاكبر في سوق صادرات الغاز المسال في العالم. وبالتالي فإن الاهتمام الاميركي بهذه الدول  يتجاوز بعض الاعتبارات والتباينات حيال حقوق الانسان من هنا وملفات تكتيكية من هناك، مع اشارة مصادر مطلعة على الموقف الاميركي، الى ان تبني قمة جدة تهدئة الاجواء مع ايران، يمكن وضعه في خانة حل الازمات بين الخليج  والجمهورية الاسلامية بالحوار، وثانيا قطع الطريق على توجيه ايران اي ضربات تمس امن الخليج في حال تعرضت لاي اعتداء او هجوم اسرائيلي في مناطق نفوذها. 
 وسط ما تقدم، تعتبر المصادر نفسها لـ"لبنان24"  أن لبنان لم يتلقف لقاء جدة الذي كان بمثابة فرصة امامه لاعادة ترتيب علاقاته مع الدول المجتمعة العربية والخليجية، لكنه لم يبادر. فبيان رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي يمكن القول انه بيان يتيم. بعبدا التزمت الصمت. والامر نفسه ينطبق على عين التينة. اما بيان التيار الوطني الحر فلا يمكن وضعه الا في خانة الحسابات الرئاسية لرئيسه جبران باسيل وبالتالي لا يمكن البناء عليه.  في حين ان موقف رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط جاء خارج السياق عندما سأل "ماذا فعل الرئيس الاميركي جو بايدن في فلسطين سوى انه مضى رسميا على وثيقة الوفاة للدولة الفلسطينية". اما المستغرب بحسب المصدر، غياب اي موقف رسمي من حزب القوات اللبنانية والرئيس فؤاد السنيورة. وتسأل  المصادر : من سيمول لبنان ويدعمه اقتصاديا وماليا؟ هل ستقدم ايران 3 مليارات دولار للبنان بدلا عن صندوق النقد؟ لماذا يتجه حزب الله الى تعطيل الاتفاق مع الصندوق؟  واين تكمن  منفعة لبنان من  هجوم الحزب على السعودية بعد ساعات من بيان جدة؟  
لا يعني موقف الرئيس بايدن بأن واشنطن لن تترك الشرق الاوسط وستبقى شريكة لبلدانه، ان الاهتمام الاميركي بلبنان سيعود الى ما كان عليه، تقول المصادر نفسها. فالادارة الاميركية معنية فقط في لبنان بدعم المؤسسة العسكرية  واهتمامها محصور بالتعاون الامني مع لبنان عبر الجيش والاجهزة الامنية، وبالتالي فإن زيارة مساعدة وزير الخارجية الاميركية لشؤون الشرق الاوسط باربرا ليف الى لبنان والتي تأتي بعد مرافقتها الرئيس بايدن في جولته الشرق اوسطية لا يجوز ان تحمل اكثر مما تحتمل فهي لن تنم عن اي تغيير في السياسة الاميركية ، فالخارجية الاميركية ملتزمة تقديم المساعدات الانسانية ودعم  الجيش، وبالتالي فإن الزيارة لا تتصل على الاطلاق بملف رئاسة الجمهورية، هذا فضلا عن ان ملف ترسيم الحدود البحرية يتولاه الوسيط الاميركي اموس هوكشتاين، ولا يزال بعيدا عن التوافق بين لبنان واسرائيل، خاصة وان لا موعد قريبا  لزيارة هوكشتاين، فلا مبادرات جديدة،واسرائيل لم ترد على الطرح اللبناني الرسمي. 
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك