Advertisement

لبنان

بين 14 و16 أيلول... هل تسقط مبادرة نواب "التغيير" أمام "حزب الله" وباسيل؟

كارل قربان Karl Korban

|
Lebanon 24
19-09-2022 | 05:00
A-
A+
Doc-P-991944-637991822931503670.jpg
Doc-P-991944-637991822931503670.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger

إختتم نواب "التغيير" جولاتهم على الكتل النيابيّة ، عارضين مبادرتهم الرئاسيّة على مختلف الأفرقاء، من "المعارضة" ونواب فريق الثامن من آذار. وبالتوازي مع لقاءات نواب "الثورة"، فقد كان لافتاً حضورهم في مناسبة مسيحيّة بارزة لـ"الكتائب" و"القوّات"، تمثّلت في الذكرى الـ40 لاستشهاد الرئيس بشير الجميّل. وقد رأت أوساط "ممانعة" أنّ نواب "التغيير" أثبتوا تموضعهم السياسيّ إلى جانب فريقين مسيحيين متشدّدين تجاه سلاح "حزب الله"، الأمر الذي يطرح علامات إستفهام حول التسويق لمبادرتهم على كتل الثامن من آذار، وهم بالفعل عند كلّ إستحقاقٍ نيابيٍّ، سينحازون لجهة نواب معراب والصيفي.

Advertisement

ويرى مراقبون أنّ لعب نواب "التغيير" الدور الوسطيّ بين "حزب الله" و"المعارضة" لم ينجح حتّى الآن، ولا يُخفى على أحد أنّ هناك إنقساماً في ما بينهم على ملفات أساسيّة، فمنهم من يدعم رؤيّة "السياديين" من "المعارضة" في ما يخصّ موضوع سلاح "المقاومة"، وآخرون يرفضون أنّ يكونوا "كبش محرقة" في الخلاف الكبير بين "القوّات" والضاحيّة الجنوبيّة. من هنا، يُشير المراقبون إلى أنّ بعض نواب "الثورة" لا يحضرون المناسبات الحزبيّة، تماماً كما حصل في قداس شهداء "القوّات" في 4 أيلول، ويُفضّلون عدم خوض مواجهة مباشرة مع "حزب الله"، والتركيز على إنجاح مبادرتهم، لإيجاد أرضيّة مشتركة يُبنى عليها لعدم الدخول في فراغ في موقع رئاسة الجمهويّة.

وقد طالت العديد من الإنتقادات نواب "التغيير" لتنسيقهم مع الكتل التي شكّلت نواة السلطة منذ العام 2016، وأوصلت البلاد إلى ما هي عليه حاليّاً من الناحيّة الإقتصاديّة والمعيشيّة. فقد ثار من انتخبوهم في 15 أيّار الماضي، على الذين يتحاورون معهم في موضوع رئاسة الجمهوريّة، وفي مقدّمتهم رئيس "التيّار الوطنيّ الحرّ" النائب جبران باسيل و"الثنائيّ الشيعيّ". وقد أثبتت هذه الجولات، وبشكل خاصّ إلى ميرنا الشالوحي، أنّ هناك إنقساماً بين نواب "الثورة" على التقارب من فريق "العهد"، فلوحظ أنّ النائبة سينتيا زرازير انسحبت من الإجتماع مع نواب "التيّار" لعدم تحمّلها ما يقوله باسيل و"الإستخفاف بعقلها" بحسب ما أعلنت.

إضافة إلى ذلك، يلفت مراقبون إلى أنّ السجالات في المجلس النيابيّ بين نواب "التغيير" وزملائهم من الفريق الخصم، لا توحي أبداً أنّ بإمكانهم إيجاد نقاط مشتركة. وقد تمّ تصوير جلسة مناقشة وإقرار موازنة العام 2022 على أنّ المجلس منقسم بقوّة بين الفريق الحاكم من جهّة، و"المعارضة" من جهّة أخرى، فتمّ تطيير النصاب وترحيل الموزانة إلى 26 أيلول. وقد رأت أوساط معارضة أنّ إفقاد نصاب جلسة الموازنة يوميّ الأربعاء في 14 أيلول، كذلك، يوم الجمعة الماضي، أكّد أنّ "القوّات" و"الكتائب" ونواب "الثورة" الـ13 وكتلة "تجدّد" وبعض النواب المستقلّين، قادرون على التحكّم بنصاب أيّ جلسة، وأهمّه ثلثيّ جلسة إنتخاب رئيس الجمهوريّة، وفرض أمر واقع على "الثنائيّ الشيعيّ" و"الوطنيّ الحرّ".

ويقول مراقبون إنّ رئيس مجلس النواب من هذا المنطلق لم يدع بعد لجلسة أولى لانتخاب الرئيس، خوفاً من تأمين فريقه النصاب، ومفاجأة "المعارضة" له بإيصال مرشّحها. فقد أعلن برّي أنّه ينتظر التوافق على شخصيّة رئاسيّة، ما يعني أنّ فريقه لم يُؤمّن الأصوات الكافيّة لمرشّح الثامن من آذار، لذا سيلعب "الثنائيّ الشيعيّ" ورقة عدم الدعوة لجلسة إنتخاب، ردّاً على تهديد "المعارضة" بتطيير النصاب.

ويتوقف مراقبون عند لقاء نواب "التغيير" بكتل "التنميّة والتحرير" و"الوفاء للمقاومة" و"لبنان القويّ" و"التكتلّ الوطنيّ المستقلّ"، للتأكيد على أنّ هذه الكتل الأربع لديها مرشّحان يتنافسان في ما بينهما، فكيف سيستطيع نواب "المجتمع المدنيّ" التسويق لمرشّحهم أمام باسيل ورئيس تيّار "المردة" سليمان فرنجيّة؟ ويُضيف المراقبون أنّ نواب "الثورة" لم يطرحوا على الكتل أيّ إسمٍ لرئاسة الجمهوريّة، ما يعني أنّ جولتهم بلا بركة، فصحيحٌ وُصفت لقاءاتهم بالجيّدة، غير أنّ الأهمّ التداول بالأسماء.

وفي هذا السيّاق، لن يقبل باسيل بأنّ يقوم نواب "التغيير" بفرض مرشّحهم على كتلة "لبنان القويّ" والطلب منه دعمه، فشروطه واضحة، وهي تكريس معادلة "الرئيس القويّ" في بيئته المسيحيّة. ويُشير مراقبون إلى أنّ أيّ إسمٍ سيطرحه النواب الـ13 لن يُوافق عليه باسيل، ويسألون "كيف سيُوافق مرشّح "الثورة" على شروط باسيل الذي من خلالها يُريد أنّ يُؤمّن أرضيّة لكيّ يتحكّم بمفاصل الدولة، فيكون مرشّح "التغيير" لو قُدّر له النجاح رئيس ظلٍّ؟"

وتقول أوساط "معارضة" إنّ جولات نواب "التغيير" لن تنجح، فـ"حزب الله" يُريد إيصال مرشّحه لرئاسة الجمهوريّة، كيّ يُضفي شرعيّة مسيحيّة على سلاحه، ولا يزال يبحث عن تأمين الأصوات لفرنجيّة، فيما لن يقبل نواب "الثورة" بأيّ شخصيّة من 8 آذار. من هنا، يعتبر مراقبون أنّ ما يقوم به النواب الـ13 مجرّد تواصل مع الكتل النيابيّة. ويُذكّرون أنّ "الحزب" يعمل من خلال الطعون الإنتخابيّة التي قدّمها حلفاؤه الخاسرون على إفقاد نواب "الثورة" بشكل خاصّ مقاعد نيابيّة، قد تُساهم كثيراً في تأمينه 65 صوتاً لمرشّحه الرئاسيّ.

في المحصّلة، يرى مراقبون أنّ التوافق لا يُمكن أنّ يتحقّق بين فريقين متعارضين جوهريّاً في السياسة، وأفضل ما يمكن أنّ يقوم به نواب "التغيير" هو طرح أسماء مرشّحيهم على حلفائهم من "المعارضة". ويُتابع المراقبون أنّ على رئيس "القوّات" سمير جعجع الإقتناع أنّ مرشّح المواجهة لا يستطيع الوصول ونيل تأييد كتلة رئيس الحزب "التقدميّ الإشتراكيّ" وليد جنبلاط، وأحسن سيناريو لـ"المعارضة" يبقى بدعم مرشّح إنقاذيّ وحياديّ ووسطيّ. في المقابل، يختم المراقبون أنّ فرنجيّة يبقى أفضل خيار كيّ لا تدخل البلاد في فراغ دستوريٍّ، ولكن إنتخابه يتطلب تفكّك "المعارضة" وقبول باسيل بدعمه.
 
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

 
إشترك