Advertisement

لبنان

مَنْ أفشل ميشال معوّض... "الثنائيّ" وباسيل أم نواب "المعارضة"؟

كارل قربان Karl Korban

|
Lebanon 24
30-09-2022 | 04:00
A-
A+
Doc-P-995697-638001252106413026.jpeg
Doc-P-995697-638001252106413026.jpeg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
كما كان متوقّعاً، لم تحصل مفاجأة في الجلسة الأولى لانتخاب رئيسٍ جديدٍ للجمهوريّة يوم أمس، فتأمّن النصاب، وغلبت الأوراق البيضاء التي اقترع بها نواب الثامن من آذار على أصوات "المعارضة" المنقسمة، التي فوّتت فرصة جديدة وأظهرت للخصوم أنّها لم تذهب موحّدة. ورأت أوساط سياسيّة أنّ "الثنائيّ الشيعيّ" ومعه "التيّار الوطنيّ الحرّ" على الرغم من الخلاف بينهما، وخصوصاً على إستحقاق رئاسة الجمهوريّة، أكّدا أنّهما يتحكّمان بعدد نوابهما، فالرقم 63 تكرّر مُجدّداً، فيما الأحزاب السياديّة ونواب "المجتمع المدني" أبرزوا عدم تفاهمهم مرّة إضافيّة، وقد وصفت الأوساط أنّ نواب "التغيير" الـ13 يُبرهنون من جديد أنّهم ليسوا من ضمن النواب "المعارضين"، ما يُعطي عند كلّ إستحقاقٍ الأفضليّة لـ"حزب الله" وحلفائه.
Advertisement
 
وتتوقف الأوساط عند نقطة أساسيّة، وهي تغيّب نواب عن حضور الجلسة، ثلاثة منهم يُعارضون "حزب الله" بقوّة، وهم ستريدا جعجع عن "القوّات اللبنانيّة" وسليم الصايغ عن "الكتائب اللبنانيّة" وفؤاد مخزومي عن "تجدّد"، وقد أيّدت كتلهم النائب ميشال معوّض لرئاسة الجمهوريّة. وتعتبر الأوساط أنّ النواب الثلاثة برهنوا للخصوم أنّهم لم يكونوا على قناعة أنّ معوّض سينال الأصوات الكافيّة، في حين يعتبر مراقبون، أنّ نواب "المعارضة" أبدوا عن عدم جهوزيّتهم، على الرغم من الإجتماعات المكثّفة والتنسيق في ما بينهم.
 
وفي السيّاق عينه، فقد رأى نواب "الثورة" أنّ ميشال معوّض يُمثّل المرشّح الإستفزازيّ غير الوسطيّ، فذهبوا إلى ترشيح سليم إده البعيد عن الجوّ السياسيّ اللبنانيّ، بحسب ما يقول مراقبون، ويرفضه نواب "الجمهوريّة القوية"، الذين لم يُسمّوا نواف سلام خلال الإستشارات غير الملّزمة باعتباره بعيدا عن "المعارضة" وشبيها لأقصى الدرجات بإده. ويُضيف المراقبون أنّ ترشيح الأخير غير واقعيّ بتاتاً، فهو ليس ممثلاً لا نيابيّاً، ولا شعبيّاً، خلافاً لمعوّض الذي يتمتع بحيثية في قضاء زغرتا، والذي توحّدت حوله كتل "القوات" و"الكتائب" و"اللقاء الديمقراطيّ" و"تجدّد" التي تبحث عن شخصيّة إنقاذيّة إصلاحيّة، لكنّها أيضاً "سياديّة" في موضوع السلاح غير الشرعيّ وممارسات "حزب الله" الداخليّة والخارجيّة.
 
ولعلّ طرح إسمين مختلفين أو حتّى ثلاثة بعد التصويت بـ10 أوراق لـ"لبنان" من جهّة "المعارضة" سيخلق شرخاً إضافيّاً في صفوفها، وهذا ما تأكّد من خلال السجال بين "القوّات" والنائبة حليمة قعقور. وقد رأى مراقبون أنّ كلمات نواب "المعارضة" بعد إنتهاء الجلسة، حملت في طياتها عتباً على نواب "التغيير" والنواب السنّة. ويسأل المراقبون "هل من الطبيعيّ أنّ يسير 36 نائباً مع خيار 11 من الذين صوّتوا لإده؟ فحظوظ معوّض أكبر، إذا أُضيف إلى داعميه النواب السنّة الذين صوّتوا لـ"لبنان". ويُتابع المراقبون أنّ الأكثريّة ليست مع قوى "المعارضة" والرقم 67 مبالغ فيه، فتصويت "الثنائيّ الشيعيّ" و"الوطنيّ الحرّ" بـ63 ورقة بيضاء غير بريء، وفي خلفياته أيضاً إخفاء لبعض الأصوات أو تمّ تجييرها لأحد المرشّحين لعدم الكشف علناً عن عدد النواب الحقيقيّ من جهّة 8 آذار، وهو بطبيعة الحال يصل إلى 65، ويُؤمّن فوز رئيس تيّار "المردة" سليمان فرنجيّة، أو أيّ مرشّح آخر.
 
وأيضاً، ترى أوساط سياسيّة أنّ الإنقسام بين "المعارضة" أصبح ثلاثيّاً، فقد أثبت تصويت نوابها لمعوّض وإده و"لبنان" أنّ لا توافق في ما بينهم على رئيس "حركة الإستقلال"، ولا على مرشّح نواب "الثورة"، فأتى تمايز كتلة "الإعتدال الوطنيّ" وحلفائها في مكان آخرٍ. وتتساءل الأوساط لما اختار النواب السنّة "لبنان"، وخصوصاً بعد إجتماع دار الفتوى؟ فهل ميشال معوّض لا يستوفي مواصفات المفتي عبداللطيف دريان والمملكة العربيّة السعوديّة؟
 
ويلفت مراقبون إلى أنّ برّي نجح في الدعوة للجلسة، وتبيّن موقف كلّ كتلة نيابيّة من رئاسة الجمهوريّة. ويقول المراقبون إنّ "الثنائيّ الشيعيّ" خرج مرتاحاً من أوّل جلسة، وأعاد رئيس المجلس تذكير الحاضرين أنّه من دون تسويّة ومرشّح توافقيّ، يستحيل إنتخاب الرئيس الجديد، في دلالة أيضاً بالتحكّم بموضوع الدعوة لجلسات جديدة، وتأمين النصاب.
 
وكان لافتاً قيام نواب "حزب الله" و"أمل" بتأمين نصاب الثلثين، وبعد إنتهاء إنتخابات الدورة الأولى إنسحبوا وأبقوا عدد الحاضرين داخل المجلس على 85 نائباً فقط. من هنا، أكّدت كتلة "الوفاء للمقاومة" ومعها كتلة "التنميّة والتحرير" أنّ النصاب أصبح بعهدتهما، وأيّ مرشّح غير وسطيّ لا يُمثّل خطّ "المقاومة" لن يتمّ إنتخابه. كذلك، أصبحت "المعارضة" هي التي عليها أنّ تُجاري نواب الثامن من آذار في الإنتخابات، فيقول مراقبون إنّها هي من قدّمت أمس مرشّحيها وتنافست في ما بينها، وفشلت في إيصال أحدهم، فيما كان نواب فريق "الممانعة" يُتابعون ويُراقبون مجريات الجلسة والوقائع بالأرقام والأسماء.
 
ويُشدّد مراقبون على أنّ "حزب الله" فرض بشكل غير مباشر مرشّحه سليمان فرنجيّة، وطالب باسم برّي عند رفعه الجلسة بالبدء بالتواصل والتوافق بين مختلف الأفرقاء من أجل إنتخاب الرئيس المقبل. فبالنسبة لـ"الثنائيّ الشيعيّ" من دون تسويّة يكون لاعباَ أساسيّاً فيها ومشاركاً وصانعاً في إيصال الرئيس الجديد، لن يكون هناك من سيّدٍ جديدٍ لقصر بعبدا. ويُتابع المراقبون أنّه من خلال كلام برّي، تمّ إعتبار معوّض إضافة إلى إده مرشّحين تحدّيين لن يدعمها "الثنائيّ"، لذا، يتوجب البحث عن أسماء أخرى وسطيّة وجامعة.
 
ويعتبر مراقبون أنّ الأوراق البيضاء فازت على معوّض وإده بفارق مريحٍ، غير أنّها لا تُمثّل بالضرورة الأصوات التي كان سينالها فرنجيّة، لأنّ باسيل يعترض على إنتخابه. وعما نتج عن جلسة الأمس، يختم المراقبون أنّ "حزب الله" فرض شروطه وأصبح متقدّماً على "المعارضة" التي لن تستطيع إيصال مرشّحها من دون أنّ يُوافق عليه السيّد حسن نصرالله، في إطار تسويّة شاملة تحفظ سلاح "الحزب" وشرعية "المقاومة" في السنوات الستّ المقبلة.
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

 
إشترك