Advertisement

مقالات لبنان24

لوبان إمرأة حديدية لا تكترث للنقد: ضدّ اللاجئين وضدّ أوروبا!

مارلين خليفة

|
Lebanon 24
21-02-2017 | 01:49
A-
A+
Doc-P-274150-6367055143591202241280x960.jpg
Doc-P-274150-6367055143591202241280x960.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
تتميّز بالحزم ولا يمكن مفاجأتها بسؤال، إمرأة حديدية قاسية، لا تتوقف عند النقد ولا تردّ عليه بشكل مباشر... هكذا يصف مستشارو زعيمة "الجبهة الوطنية" مارين لوبن مرشحتهم الرئاسية التي تزور لبنان في إطار حملتها الإنتخابية لدى فرنسيي الخارج. لوبن التي تنهي اليوم الثلاثاء زيارة للبنان، هي إبنة مؤسس "الجبهة الوطنية" جان ماري لوبن، والسيدة التي تحظى في هذه الدورة الرئاسية الفرنسية بأهمية إستثنائية نظراً الى ازدياد مستوى شعبيتها بشكل ملحوظ، ومن المنتظر أن تحصد 30 في المئة من أصوات الفرنسيين في الدورة الأولى في نيسان المقبل، في حين ستكون الدورة الثانية أكثر شراسة مع منافسيها. ولوبن التي يرافقها الى لبنان وفد صحافي قوامه 10 صحافيين، خطفت زيارتها الى لبنان إهتمام الإعلام المحلي والغربي، وقد وصل عدد من طلب مقابلتها بحسب أحد مساعديها ومعظمهم من اللبنانيين الى 80 طلباً، وهي اجتمعت بالأمس بمناصريها من "الجبهة الوطنية" في لبنان، والذين يربو عددهم عن الـ200 مناصر يضع جميعهم الوردة الكحلية وهي شعار حزبها. ولاقت زيارة لوبن الى لبنان هجوما من الصحف الفرنسية التقليدية ومنها "لوموند" و"لوفيغارو"، التي اتهمت لوبن بأنها تزور لبنان بحثاً عن شرعية دولية تفتقدها كون العماد ميشال عون رئيس جمهورية لبنان هو أول رئيس جمهورية في العالم يقبل بلقائها. وعلم "لبنان 24" من أوساط مرافقة للوبن أن حزب "الجبهة الوطنية" الذي أسسه والدها وقف الى جانب عون حين كان منفياً في فرنسا واتخذ مواقف داعمة لقائد الجيش المنفي ضدّ رئيس الجمهورية الفرنسية آنذاك جاك شيراك، الذي ضيّق الخناق على العماد عون إلى درجة أنه رفع عنه الحراسة فجأة في أحد الأيّام بسبب كلام قاله عون في مجلس خاص! وركّزت الصحف الفرنسية التقليدية على العلاقة التي أقامتها "الجبهة الوطنية" مع الأحزاب اللبنانية اليمينية إبان حرب لبنان وقالت إن أحد مستشاري لوبن ويدعى تيبولت دولاتوكناج شارك في حرب الجبل عام 1983 الى جانب "القوات اللبنانية"، في حين ذكرت صحيفة "لوفيغارو" أنّ أمين الخزانة في "الجبهة الوطنية" واليراند دوسان جوست كان أحد محامي رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع حين كان معتقلاً. بالنسبة إلى لوبن فإن ممارسة السياسة هي تراث عائلي لكنها ترأست الحزب بعد خلافات شديدة مع والدها، وهي اختبرت السياسة الفرنسية بعمقها وخاضت معارك مع خصومها الكثر في تسعينيات القرن الفائت. لوبن المولودة عام 1968 تتميز بخطابها الذي يدعو الى الخروج من الإتحاد الأوروبي وهو خطاب بات يحظى بقبول من الفرنسيين بعد "البركسيت" وخروج بريطانيا من إطار الإتحاد، و تعتمد لوبن خطاباً معادياً للمهاجرين، يبدو اليوم "لطيفا" مقارنة بخطاب الرئيس الأميركي دونالد ترامب. لكنّ لوبن معروفة بأنها دافعت عن قضايا الكثير من المهاجرين المظلومين كما أوردت بعض المؤلفات عنها. وفي هذا الإطار تقول أوساط مواكبة للوبن بأنّ زيارة لبنان تأتي نظراً إلى الحضور النوعي للبنانيين في فرنسا، حيث هناك أكثر من 3 آلاف طبيب وحوالي الـ4 آلاف مهندس فضلا عن عشرات الجمعيات والمؤسسات والشركات التي يديرها لبنانيون والتي لها فروع في لبنان. كما أنّ لبنان هو محطة أساسية في الشرق الأوسط في ظلّ الوضع الحالي، بالإضافة الى مسألة مسيحيي الشرق وهي عنوان تقليدي تجتمع عليه مختلف الأحزاب الفرنسية. لقد باتت لوبن بحسب متابعي الشأن الفرنسي رقماً صعباً في السياسة الفرنسية، ومع تصاعد المشاعر القومية والوطنية في العالم ومع توجهات اليمين المتطرف تضاعفت حظوظها الرئاسية إلى درجة باتت تثير هواجس حقيقية لدى الأحزاب الفرنسية التقليدية، وإذا وصلت الى سدّة الرئاسة فستشكل جسراً مهماً لصعود اليمين المتطرف في أوروبا برمتها. وتشير الأوساط إلى أنّ صعود نجم لوبن سيؤدي إلى تكتّل فرنسي قوي ضدها لمنعها من الوصول الى الرئاسة الفرنسية، لكن لا شيء مستحيلاً بالنسبة اليها خصوصاً أنّ شعبيتها لم تتزحزح عن الـ40 في المئة، وبعد نجاح دونالد ترامب في أميركا فالجميع يتوقع مفاجآت، لأنّ الرأي العام كذّب الإحصاءات كلّها، علماً أنّ اليميني فرانسوا فيون الذي تراجعت شعبيته حاليا نتيجة فضيحة "بينيلوب غايت" والرواتب التي دفعها لوظائف وهمية لأفراد عائلته هو الوحيد القادر على أن يشكل خطراً على لوبن إذا نجح في الدورة الأولى، أمّا المرشح الثاني القوي بعد فيون فهو إيمانويل ماكرون الذي يقدّم نفسه مرشحاً خارج إطار الأحزاب التقليدية.
Advertisement
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

 
إشترك