Advertisement

مقالات لبنان24

ترامب تجاوز الخطوط الحمر وأشعل العالم بسياسة الفوضى!

جيسي الحداد

|
Lebanon 24
06-12-2017 | 09:11
A-
A+
Doc-P-407071-6367056133754429781280x960.jpg
Doc-P-407071-6367056133754429781280x960.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
كلّ ما يتمناه الرئيس الاميركي دونالد ترامب أن يدفع بالمنطقة الأكثر توتراً في العالم الى حدود الاشتعال القصوى، وهو ما يبدو حتى الساعة الخط المعلوم الأول من السياسة الأميركية المقبلة في السنوات الآتية! سياسة ترامب، التي ظلت على مدى عام كامل ضبابيةً، بدأت معالمها بالسطوع في منطقة الشرق الأوسط، وخاصيتها الأساسية، الضغط على كل الاطراف لزيادة حدة التوتر وابقاء الساحة مشتعلة. الاستقرار في المنطقة ليس أولوية ترامب، كل ما يهمه أن يجد أسواقاً جديدة، فكلما زاد منسوب التوتر كلما زادت مبيعات الاسلحة والأرقام خير دليل! قدّم ترامب للعالم العربي خلال عام منصرم، سياسةً مضطربة بدأت في سوريا باطلاق صواريخ توماهوك على قاعدة للنظام السوري ثم تجاهل النتائج والتبعات، من ثم دعم قوات سوريا الديموقراطية بالسلاح وتراجع حفاظاً على العلاقة مع أردوغان، الذي خرج اليوم مهدداً ومتوعداً واشنطن وترامب في حال المساس بالقدس! في العراق، دعم الحرب ضد داعش، قوّى الاكراد وسلّحهم، وحينما طلبوا استقلالهم أفلتهم في منتصف الطريق وتخلى عنهم. أشعل النار بين السعودية وايران، أثار أزمة النووي الايراني مجدداً رغم أنها خُتمت باتفاق تاريخي، يحفظ حقوق الجميع ويخفض حدة التوتر الى حدودها الدنيا. أثار حماسة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، فقرر "لبرلة" الاقتصاد والمجتمع السعودي من غامض علمٍ، ومن دون اسس ثقافية داعمة لتلك الخطوة، وألّب الدول الخليجية فدخلت في خصومة لم تطوَ فصولها بعد. قرّر منفرداً نقل السفارة الأميركية من تل أبيب الى القدس حيث لا سفارات لأي دولة، في خطوة ليست اعلاناً صريحاً بتبني القدس عاصمة لاسرائل فحسب، بل هي ايذان علني لانطلاق شرارة عدم الاستقرار لما يمكن أن يسببه ذلك من توترات من الجانب العربي. لبنان نجا بأعجوبة، حتى الآن، من عشوائية ترامب، لكن هناك من يشير الى أن واشنطن تبني في لبنان ثاني أكبر سفارة أميركية في العالم، متسائلاً عن مصبّ هذا المجهود وهدفه؟! هناك من يقول إن ترامب شخصية ساذجة في السياسة، عشوائي فوضاوي لا ثقافة سياسية لديه، رغم كل الجهود التي يقوم بها هنري كيسينجر وزير الخارجية الاميركية السابق من دروس اسبوعية، والبعض الآخر يؤكد أن ترامب من أذكى الرؤساء وأشدهم حنكة في تاريخ الولايات المتحدة وأنه سيصنع فرقاً في التاريخ، والدليل على ذكائه ثروته التي جمعها من العدم. عبر سياسة فوضوية ومزاجية ومستخفة حمقاء، خلَط ترامب "الحابل بالنابل" في المنطقة، وأشعل الخلاف بين الجميع، وفي حين يعتقد البعض بأن اسلوبه قد يفتح "نوافذ حلّ" عبر خلط الأوراق عشوائياً، الا أن احتمالية اقتناص أي فرصة مماثلة في منطقة مشتعلة أصلاً، يبدو ضعيفاً وقد يودي بنا الى أكثر من نتيجة أحلاها سيكون مرّاً على شعوب المنطقة.
Advertisement
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

 
إشترك