Advertisement

مقالات لبنان24

...وعدّ السبت!!!

اندريه قصاص Andre Kassas

|
Lebanon 24
20-10-2018 | 01:30
A-
A+
Doc-P-520661-636756189764290298.jpg
Doc-P-520661-636756189764290298.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
في الوقت الذي كان الرئيس نبيه بري يقول "ما تقول فول حتى يصير بالمكيول" بدا الجميع متفائلين إلى درجة أنهم لم يقبلوا إلاّ أن يحدّدوا يوم السبت (اليوم) موعدًا أكيدًا لولادة الحكومة في شهرها الخامس، وكان ينقصهم تحديد الساعة لإكتمال مشهدية التفاؤل، التي كانت كل الأجواء توحي بأن التشكيلة الحكومية ستبصر النور قريبًا، وقريبًا جدًّا، من دون أن يغيب عن بال الرئيس المكّلف سعد الحريري، وهو الذي يتواصل مع الجميع، ولديه الكثير من أسرار هذا الفريق أو ذاك ما دفعه إلى "فرملة" موجة التفاؤل عندما تحدثت مصادره عن إمكانية تأجيل الولادة إلى آخر الشهر.
Advertisement
ما بات أكيدًا أن الحكومة المنتظرة، والتي عُلّقت عليها آمال عريضة، عادت إلى ثلاجة الإنتظار والتجاذب وأعادت عقارب الساعة إلى ما قبل موجة التفاؤل، وإلى ما قبل لقاء رئيس الجمهورية بالرئيس الفرنسي في يرفان، وما دار فيه من محادثات لم تتكشّف كلها، مع ما كُشف عن معلومات مفادها أن "سيدر1" سيطير في حال لم تتشكّل الحكومة سريعًا.
وقبل ليلة "القبض على "القوات اللبنانية"، كانت كل الأجواء المرافقة لعملية التشكيل توحي بأن الولادة المنتظرة منذ خمسة أشهر قد أصبحت على لياليها، وأن معظم العقد باتت شبه محلولة، بعدما شعر الجميع بأنه لم يبق للوصول إلى خطّ النهاية سوى أمتار قليلة، وذلك قبل أن يطفىء العهد شمعته الثانية، في حال تمّت تسوية عقدة تمثيل "القوات اللبنانية" بما يتناسب وحجمها التمثيلي الشعبي عبر وزارات لا تُعتبر من "الفتات"، خصوصًا إذا تخّلى رئيس الجمهورية عن حقيبة العدل لمصلحتها، وهو الذي يرى أن هذه الوزارة بما تمثّله في لعبة التوازنات من حقّه، بعدما تنازل عن نيابة رئاسة الحكومة، في إجتماعه ما قبل الأخير مع الرئيس المكلف سعد الحريري، الذي وعد "القوات" بأن حقيبة العدل ستكون من ضمن حصتها.
وكان الإعتقاد سائدًا بأنه إذا أقرّ الرأي النهائي على إسناد حقيبة العدل لـ"القوات" يكون جميع الأطراف قد تمثّلوا بحقائب وازنة، بحيث تعود المالية لحركة "امل"، وهي من أولى الحقائب التي حسم إمرها منذ البداية، وكذلك حقيبة الداخلية لتيار "المستقبل"، وحقيبة الدفاع لرئيس الجمهورية وحقيبة الخارجية لـ"التيار الوطني الحر"، على أن تسند الحقائب الأساسية على الشكل الآتي:
الطاقة لـ"التيار الوطني الحر".
الإتصالات لتيار "المستقبل".
الصحة لـ"حزب الله".
الأشغال العامة والنقل لتيار "المردة".
العدل لـ"القوات اللبنانية"، قياسًا إلى التوزيع العادل في الحصص الوازنة، بإعتبار أن نيابة رئاسة الحكومة لا تدخل في خانة الحقائب الأساسية أو السيادية، بإعتبار أن هذا المنصب هو بمثابة جائزة ترضية لا يقدّم ولا يؤّخر من حيث الصلاحيات المعطاة له أو لناحية الفاعلية.

وفي إنتظار ما ستسفر عنه الإتصالات التي  سيقودها الرئيس المكلف من حيث أنتهت ليلة أمس، بعد لقائه الوزير ملحم الرياشي، الذي سبقه إلى "بيت الوسط" الوزير جبران باسيل، يبقى كلام الرئيس بري سيد الكلام، حتى يوضع الفول في المكيول، بعدما كانت المفاوضات الشاقة التي قادها الحريري قد قطعت شوطًا مهمًّا في مسيرة الألف ميل، فإن مشهدية الصورة الرسمية التي أعتقد البعض أنها قد أكتملت لا تزال تحتاج إلى الكثير من"الروتشة"، إن لم نقل إلى عملية تجميلية قد تخضع المعالج لفترة نقاهة تفرضها دقة وضعه الصحي، قبل أن يتصاعد الدخان الأبيض من مدخنة القصر الجمهوري، على أن يكون  الترياق الآتي من العراق آخر الدواء، بما حملته التطورات المتسارعة على الساحة العراقية من تفاهمات غير رسمية بين واشنطن وطهران، وكأن ما كان يُحكى عن عقد إقليمية أصبح حقيقة واقعية، بغض النظر عن مدى تأثّر الساحة اللبنانية بما يجري من حولها، سلبًا وإيجابًا.

 
 
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك