Advertisement

خاص

أمّ الشهيد إنْ بكت...

وسيم عرابي

|
Lebanon 24
21-03-2015 | 11:59
A-
A+
Doc-P-521714-636759181361921768.jpg
Doc-P-521714-636759181361921768.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
لكلٍ في عيده كلمة، ولها في عيدها كلمات. مهما فاضت مرادفاتها وعظمت معانيها، تبقى قاصرة عن ردّ جميل من "تهز سرير المهد" بيدها حتى يغدو الطفل رجلاً كما تراه بقلبها وفكرها.. كيف لا وهي من تهب حياةً بصرخة موتها! غالباً ما يُبكيك حبّ "الوطن الأول" بشهوره التسع..
Advertisement
 
دموعٌ تستعيدُ لحظاتٍ وتسعد فيها، ودموع ترتجي حفظ من "جُعلت الجنةُ تحتَ أقدامِها". لكنّ الواحد والعشرين من آذار هذا العام، تكثر مُنغصاته التي تنبع من أعالي الجرود لتلهب قلوب الأمهات شوقاً وانتظاراً قاتلين. بالكاد تستطيع والدة الشهيد علي البزال الكلام، وهي إن تقوى عليه، تحرقها الغصّة عند استذكاره، خصوصاً في هذا اليوم. تتمهل قليلاً لتخفي دمعتها، لكن من دون جدوى. "علّهم يأتوني بجثمان علي وتكون هذه عيديتي في هذا اليوم"، تقول أم علي، "كنت أنتظر ذلك، كان دائماً أوّل من يطرق باب المنزل هاتفاً: ينعاد عليكي يا ماما، لقد حُرمت من هذه الكلمة".
 
تسرح أم علي قليلاً، لتقول: "العيد كان أجمل بكثير بحضوره، أمّا اليوم، فلم يبقَ سوى صورته. أشتم رائحة ثيابه، لكن الله عوضني بابنته مرام (3 سنوات)، فهي دائماً تسألني أين أبي، ولا أعرف ماذا أجيبها". وتتابع : "رنا أيضاً تزورني من وقتٍ الى آخر، تبقى مع ابنتها، وهي عانت معي كثيراً في التنقل (خلال الاعتصامات)، ودائماً تعمل لتسدّ لي فراغ رحيل علي". "ديري بالك على مرام"، هي أخر كلمة قالها لي قبل رحيله، تقول أم علي في معرض استذكارها لحظات الوداع الأخيرة، وبعدها تغرق في دموعها التي لم تفارق وجهها طيلة حديثها إلينا، لتكتفي بعبارة: "لم أنسَ هذا المشهد حين خرج". وتضيف: "أمنيتي اليوم أن يعود جميع العسكريين المخطوفين إلى أمهاتهم بخير وبأقرب وقت ممكن، فاللوعة كبيرة لا يمكن وصفها، لا شيء يعوّض الأم خسارة ولدها".
 
وإن كان شأن والدة علي البزال لا يختلف حالاً عن والدة عباس مدلج، ووالدة علي السيّد، فالمرارة أفظع لدى أمهات ما زلن يجلسن على أبواب الخيام في رياض الصلح، يتأرجحن بين الإنتظار والخوف، والإنفراج والتعثر. يخشين أبشع خبر ويرجوْن النهاية السعيدة. يجلسن واليد على الخد، ولا حول ولا قوّة..
المصدر: لبنان 24
تابع
Advertisement
22:10 | 2024-04-17 Lebanon 24 Lebanon 24

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

 
إشترك