Advertisement

خاص

الجولان.. هل تسقط موسكو مفاعيل إعلان ترامب

هتاف دهام - Hitaf Daham

|
Lebanon 24
25-03-2019 | 10:30
A-
A+
Doc-P-569896-636891304322406608.jpg
Doc-P-569896-636891304322406608.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
لا شك أنّ التفسير الوحيد لتصريحات الرئيس الأميركي، دونالد ترامب الأخيرة حول السيادة الإسرائيلية على الجولان المحتل وتوقيعه اليوم مرسوما يعترف بذلك أثناء استضافته رئيس وزراء العدو بنيامين نتنياهو في البيت الأبيض ينطلق، وفق ما يؤكد النائب السوري أحمد مرعي لـ"لبنان 24" من مقاربتين.
Advertisement

المقاربة الاولى أميركية الصنع تنطلق من الإنتخابات الرئاسية الاميركية المرتقبة في العام 2020 في ظل الاشتباك الحاصل بين الجمهوريين والديمقراطيين حول العديد من القرارات والسياسيات. ولذلك سيحاول ترامب استغلال الاجتماع السنوي لـ"إيباك" في واشنطن بمشاركة كبار الشخصيات السياسية الأميركية، لاستقطاب اللوبي اليهودي الذي يتصاعد نفوذه في الداخل الأميركي ويلعب منذ عقود دوراً قيادياً في صياغة السياسة الأميركية  وسيكون له الدور الكبير في الانتخابات المقبلة. بالنسبة لترامب هذا الإجتماع المرتقب من شأنه أن يعزز التباعد بين  اللوبي اليهودي و الديمقراطيين لمصلحته الشخصية انطلاقا من ان الديمقراطيين يعارضون قرار الإعتراف.

أمّا المقاربة الثانية فتنطلق من تقديم معروف لنتنياهو على أبواب تاريخ التاسع من نيسان المقبل موعد الانتخابات الإسرائيلية. فهذا الموعد استبقه الأخير بادعاءات عن أنفاق حزب الله في الجنوب وحول مطار بيروت، وخطر التواجد الإيراني في الجنوب السوري والحديث عما اسماه إنجازات حكوماته المتعاقبة لجهة تعاظم مكانة إسرائيل الإقليمية والدولية وعلاقاتها مع دول إفريقية واسيوية وأميركية لاتينية.

وفق تصريح ترامب،  فان اعتراف الولايات المتحدة الكامل بسيادة إسرائيل على الجولان يكمن لما للهضبة من أهمية إستراتيجية وأمنية حيوية لها وللاستقرار الإقليمي، لكن المرجح، بحسب مرعي، أن قرار ترامب سيدفع باتجاه خلط اوراق جديد، لأن الخطوة الأميركية ضربت ونسفت الجهود الروسية لاعادة الوضع في الجنوب السوري الى ما كان عليه في العام 2011، لا سيّما أنّ موسكو نجحت في ابعاد القوات غير السورية من منطقة خفض التصعيد استجابة للرغبة الاسرائيلية في هذا الامر.

وعليه، فإنّه لا بد من التذكير، بحسب مرعي، أنّ سوريا في المرحلة الماضية كانت امام خياران لاستعادة الجولان: خيار الحرب وخيار السلام الذي سلكته في مفاوضاتها لكن الواقع راهنا تبدل مع الاعلان الاميركي الجديد. صحيح أن دمشق تعاطت مع الادارة الأميركية رغم انحيازها لاسرائيل، كوسيط كما قدمت نفسها منذ محادثات مؤتمر مدريد للسلام في الشرق الأوسط، والمحادثات التي جرت بين الرئيس بشار الأسد واسرائيل بواسطتها، لكن مجرد اعلان واشنطن الاعتراف بسيادة اسرائيل على الجولان ، فإنّ ذلك لا يعني سوى أنّ ترامب قرار إسقاط معادلة التفاوض والذهاب الى خيار واحد وحيد هو الحرب. فترامب بقراره انقلب على السياسة الأميركية تجاه قضية شائكة ومعقدة وضرب عرض الحائط القانون الدولي، خاصة وأن الولايات المتحدة تعاملت في السابق مع مرتفعات الجولان على أساس أنّها أراض سورية محتلة، وفق قرارات الأمم المتحدة ومجلس الأمن.

وإذا كانت إسرائيل تعمل لتحصين نفسها، فإن تأهب جنودها وعناصرها في الجولان، وفق مرعي، ليس جديداً ولا يثير القلق أو الذعر؛ ولا يعني أنها تستعد لحرب. فتل ابيب، لا تريد خوض أي حرب في الوقت الراهن لأن خطوة من هذا النوع ستدفع سوريا وحلفائها في المحور للقيام بخطوة مقابلة لاستعادة الأرض على قاعدة أن كل الخيارات تصبح مشروعة.

ومع ذلك، فإنّ المتوقع، وفق تقدير النائب السوري، أن تلجأ موسكو الى إسقاط مفاعيل الإعلان الترامبي، فالرئيس الروسي فلاديمير بوتين- متمسك رغم قوة روسيا العسكرية-  بالقانون الدولي في مواجهة الولايات المتحدة. وعلى هذا الاساس لا يتوقع مرعي، أن تقدم سوريا وحلفاؤها على اي خطوة تصعيدية، فموسكو الشريكة لدمشق في محاربة الإرهاب فهي دولة حليفة لإسرائيل وليست في محور المقاومة. ولذلك ستبقى متمسكة باعادة الوضع في الجنوب السوري إلى اتفاق 1974 حول فك الإشتباك لأنّ من مصلحة روسيا أن يتحقق السلام وفق قرارات مجلس الأمن، مع العلم أن هناك إشارات بدأت تتحدث عن مساومة قد تتظهر في المستقبل ترتكز على توقيع اتفاقية جديدة وفق معادلة الانسحاب الإيراني مقابل الانسحاب الإسرائيلي من الجولان.
المصدر: لبنان 24
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك