Advertisement

خاص

ِعقد من الماضي وانتقام.. كاتبة "خمسة ونص" تكشف لـ"لبنان 24" كواليس أدوار الممثلين!

سارة عبد الله

|
Lebanon 24
23-05-2019 | 07:00
A-
A+
Doc-P-590332-636942124230911017.jpg
Doc-P-590332-636942124230911017.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
من رحم زمن فُقدت فيه الثقة بين أفراد المجتمع الواحد، وبات الخوف يتملّكهم وازداد الفقر والبؤس والخيانة والسرقة والتنمّر والإعتداء على الأطفال وجرائم القتل وتجارة الأعضاء وتبييض الأموال، وُلدَ مسلسل "مسافة أمان" (من بطولة كاريس بشار وسلافة معمار وقيس الشيخ نجيب وعبدالمنعم عمايري وإخراج الليث حجو)، ليسلّط الضوء على مآسٍ خلّفتها الحرب السورية وجعلت المجتمع يتآكل. 
Advertisement

ومن رحم مجتمع تشغله المظاهر والتدخلات السياسية وتغلّب صاحب السلطة ومالك المال على الفقراء، وبعدما نهش الفساد قطاعات كثيرة منها المستشفيات، والحقد والصراعات والإشتباه بأذيّة الأخ لأخيه كي يتمكّن من تحقيق مآربه، وُلد مسلسل "خمسة ونص" (بطولة رفيق علي أحمد، رولا حمادة، نادين نسيب نجيم، قصي خولي ومعتصم النهار وإخراج فيليب أسمر).

المسلسلان اللذان يُعرضان على LBCI  وMTV، إضافةً الى قنوات عربيّة أخرى خطفا المشاهدين، فهما يُجسّدان وقائع يعيشونها يوميًا، وكيف لا يدخلان إلى معظم المنازل، وكاتبتهما واحدة هي الكاتبة الفلسطينية إيمان سعيد، التي عاشت في سوريا وعايشت الأزمات عن قرب، وهي التي نجحت من قبل في مسلسل "سحابة صيف" (2009 ــ إخراج مروان بركات، وبطولة بسّام كوسا)، الذي سلّط الضوء على لاجئين فلسطينيين وعراقيين، ونازحين سورين، ما جعل بعض المتابعين يرون المسلسلين على أنّهما "توأم" وكلّ واحد منهما له مهمّة بعكس صورة في مجتمع معيّن.

في حديثٍ لـ"لبنان 24"، أوضحت الكاتبة إيمان سعيد أنّ الشخصية في مرحلة تأليف المسلسل، يتم تطويرها في أبعادها النفسيّة والسلوكيّة والاجتماعيّة وعلى مستوى الشكل أيضًا، وقالت سعيد المتخصصة في علم النفس أيضًا، الأمر الذي يساعدها على إعداد الشخصية بشكل أفضل: "حتى بيني وبين نفسي أو حتى بالنسبة للسيناريو، أحدّد برج الشخصية الفلكي للمساعدة في رسم طبيعتها بشكل أوضح". وكشفت أنّ خلفيتها الدراسية تساهم برسم الشخصيات لا سيما غمار (قصي الخولي) الذي تتملّكه عقدة أوديب، وبيان (نادين نجيم) التي عاشت ماضيًا مأزومًا بعيدًا عن والدتها، وهل السلطة أشبه بمرض يتملّك من يمارسه، الأمر الذي ستكشفه الحلقات القادمة".
 
وتحدّثت عن الأدوار التي كتبتها، قائلةً: "غمار الغانم (قصي خولي) شخصية ناتجة من ترسبات عقد متعلقة بالماضي، من الاشتباه بقتل الأم الى الحرمان العاطفي من قبل الأب، فهو يحمل ماضيًا ثقيلاً، ويعود مدفوعًا برغبة الانتقام وبذات الوقت لا يزال يحمل بداخله حبًا لوالده، لكنه يتصارع بين هذه المشاعر لنرى الملمح الأوديبي أكثر في الشخصية لاحقًا، إضافة لكيفية أدائه بموضوع السلطة واستغلال نفوذه في تمرير صفقات فاسدة".

أمّا عن دور الممثلة نادين نسيب نجيم، فقالت: "شخصية د. بيان هي نموذج إيجابي أتمنى تعميمه بشكل أكبر في المجتمع، بسبب دورها في مشاريع الخدمة الاجتماعية والإنسانية، والمقصود هو تعزيز الدور الإنساني في هذا العالم المتوحش". وأضافت: "إنّها رمزية لحضور صوت المرأة أكثر في الساحة السياسية اللبنانية كصوت حق، يطالب بالعدالة".
وتابعت: "أمّا شخصية جاد (معتصم النهار) فهو يعيش صراعه بين الواجب والوفاء لصديقه وبين مشاعره الحقيقية، وبذات الوقت تتغير الشخصية وفق معاشرته للشخصية التي يرافقها، فهو يتأثر بشخصية بيان ليعدل الكثير من أفكاره التي كان متأثرًا بها بسبب غمار".
وردًا على سؤال إن كانت الإضاءة على التوريث السياسي في لبنان مقصودة، أجابت سعيد: "إنّ تناول التوريث السياسي هو موضوع حاضر في المشهد السياسي العربي عمومًا واللبناني خصوصًا، وشخصية غانم الغانم (رفيق علي أحمد) لا تمثل شخصية سياسية بعينها في لبنان ولكنها مجرد مثال على عقلية زعامة ذات سمة أقرب إلى الإقطاعية تطمح لبقائها في سلطة حكم قائم على القسمة بين مجموعة زعامات أخرى". وأضافت: "أمّا غمار الغانم (قصي خولي) فهو يمثل عقلية الطامح لسلطة رأس المال بكل الطرق، وهنا اضاءة على طبقة اجتماعية سياسية حاكمة لا يتم تناولها عادة في الدراما المعاصرة، وهذه فرصة تشير لمساحة حرية أكبر في لبنان لطرح مثل هذه الموضوعات والإطلالة على كواليس حياة هذه الطبقة".

وفي سؤالنا إن كان مسلسل "خمسة ونص" مقتبس من رواية أجنبية، ردّت الكاتبة بالقول إنّه "مستوحى من عدد القصص في الواقع اللبناني والواقع العربي وحتى من قصة أجنبية في ثمانييات القرن الماضي، ولكن ما يهم هو الإضاءة على نماذج بعينها لايصال رسائل بعينها عبر الاستلهام من قصص حدثت. والقصة الى جانب إضاءتها على موضوع الصراع على السلطة، يهمني الإضاءة على واقع تمكين المرأة اللبنانية في المشهد الاجتماعي والسياسي عبر عدد من النائبات اللبنانيات من ترشحن للنيابة أو من حصلن عليها".
وعن تسريب الأحداث القادمة على مواقع التواصل الإجتماعي، قالت: "ما تم تداوله على أنّه حرق أحداث للحلقات هو مجرد إشارة إلى تفاعل خيال الجمهور مع القصة ومحاولة الوصول لاستنتاجات، وأنا سعيدة بأنّ الجمهور يتفاعل لدرجة التأليف".
وشدّدت الكاتبة على أنّ شركة الإنتاج (الصباح للإنتاج ) قدمت كل أسباب السعي لانجاح هذه التجربة، لافتةً الى أنّ أداءها كان احترافيًا ومحترمًا في التعاطي مع النص، كذلك أشادت بعمل المخرج فيليب الأسمر قائلةً إنّه يُدرك كيف يخلق متعة مشاهدة بصرية بإيقاع راقٍ.
وعن اختيار إسم "خمسة ونص" للمسلسل، قالت: "إنّ اختيار الاسم متعلّق بحدث سيتم في هذا التوقيت ولن يكشَف عنه إلا بآخر حلقات".
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

 
إشترك