Advertisement

خاص

في داخل كل منّا "جوكر"

نسرين مرعب

|
Lebanon 24
13-10-2019 | 10:12
A-
A+
Doc-P-634561-637065840475762412.jpg
Doc-P-634561-637065840475762412.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
حطّم فيلم "الجوكر" التوقعات، إن من جهة التقييم، أو من جهة شبّاك التذاكر، صور بطل العمل "خواكين فينيكس" وهو يؤدي الشخصية تملأ بروفايلات الفيسبوك.. فالجميع يتضامن معها، يتعاطف معها، يتقاطع معها، دون أن يدرك إن كانت تمثل الخير أم الشر!
Advertisement

يصعب تحديد ما يمثله الجوكر في الفيلم، فهو يمثلنا، يشبه الجميع، الفقراء، المرضى، المحبطين، المنبوذين، ضحايا التنمر والتهميش.

هو ليس شخصية شريرة، هو صناعة واقع، ونتيجة إهمال. ولد من رحم التعنيف، ونضج مع مرض نفسي لم يواظب على علاجه، حاوطه مجتمع يسخر منه، يعنفه نفسياً، يرفضه.. وحلم لم يحققه!

"الجوكر"، الذي لم يكن يحلم سوى أن يصبح كوميدياً وأن يرسم البسمة على وجوه الآخرين.. سُرِقَت ابتسامته حتى رفع مسدسه راسماً إياها أخيراً بدماء من اضطهدوه.

في المشهد الأخير من الفيلم، مشهد النصر، ابتسم المشاهد، لم يلحظ أنّ الشر هو الذي انتصر وأنّ عدداً من الضحايا سقطوا، لم يتساءل إن كانت العدالة تحقق هكذا؟ وإن كان يحق للـ"جوكر" أن ينتقم بهذه الصورة.

كل هذه الأسئلة لم تجد لها مكاناً ففهوم "الشر" اختلف، والجوكر بطل، بل و"ثائر"، هو ليس بمهووس بلعبة القتل، هو ببساطة ضحيّة هذه المدينة المضطربة، ضحية تفاصيلها، ضحية أم لم تُنجبه، ومجتمع كان يحتقره كل يوم لأنّه مختلف!

رؤيتنا للجوكر بهذه الصورة، لا ترتبط بالفيلم ولا بإخراجه المتقن ولا بأداء فينيكس المقنع تماماً، بقدر ما ترتبط بنا، بواقعنا، فالجوكر عكس جوانب منّا، المجتمع المحيط به يشبه بعناوينه العريضة مجتمعاتنا، فقره يشبه فقرنا، انعدام أدنى السبل الحياتية يشبه تفاصيل يومنا.. ومحاولتنا الدائمة للضحك لرفع صوت القهقهة في وجه كل شيء تشبه ضحكه "الهستيري" أمام كل تنمر واعتداء.

نحن جميعاً "جوكر"،وما ينقصنا هو لحظة الإنفجار، تلك اللحظة التي نتخلى فيها عن آخر مراحل الوعي، وننقلب على كل شيء، على كل ما حولنا..

فيلم "الجوكر" هو إدانة لمجتمع، يتقاطع مع مجتمعاتنا، هو دعوة للثورة، للتغيير، للجنون على هذا الواقع..
 
فحبذا لو يخرج منّا "آرثر فليك".. لو نرتدي خلفه جميعنا الأقنعة، معلنين أنّ هذه الأرض أرضنا وأنّ لنا الحق في الحياة عليها لا على هامشها.
المصدر: خاص لبنان 24
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك