Advertisement

مقالات لبنان24

تلويح "حزب الله" وباسيل بقلب الطاولة.. هل ينتفض لبنان على المجتمع الدولي؟

هتاف دهام - Hitaf Daham

|
Lebanon 24
15-10-2019 | 09:54
A-
A+
Doc-P-635333-637067552887689614.jpg
Doc-P-635333-637067552887689614.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
كثيرة هي المواقف والتطوّرات الدولية قبل المحلية، التي تبلورت بعد شهر أيلول المنصرم، وتتصل بالإنسحاب الأميركي من سوريا، العملية التركية في الشمال السوري، فالتعاطي الإيراني – الروسي - الأميركي المرن مع هذه العملية، وصولاً إلى دخول الجيش السوري وحلفائه مناطق شرق الفرات بموجب توافقات حصلت أمس، بالتوازي مع ضبط موسكو والرياض وأبو ظبي ساعات نشاطهم على توقيت واحد في اتجاهات وقضايا مختلفة، لما فيه فائدة كبيرة للمنطقة بأسرها، كما يؤكّد الرئيس فلاديمير بوتين.
Advertisement
 
وإذا كانت الدول الأوروبية لا سيّما فرنسا تبحث عن مخرج للخروج من الأزمة السورية، فهذا يعني، وفق قراءة "8 آذار"، أنّ تطوّرات الإقليم  تشهد إختلالاً في موازين القوى من سوريا إلى العراق، فاليمن، وصولاً إلى لبنان، وسوف تدفع نحو خلط الأوراق من جديد.
 
على هذا الأساس، يظنّ القريبون من محور الممانعة في لبنان أن لا مجال لانتظار أيّ مستجدات جديدة أو تسويات دولية للتواصل مع سوريا، فموقف رئيس الجمهورية العماد ميشال عون في الجمعية العامة للأمم المتحدة حيال ضرورة الإتفاق مع سوريا لحل معضلة النازحين التي تهدّد الكيان والوجود، فضلاً عن كلام وزير الخارجية جبران باسيل من القاهرة، وفي ذكرى 13 تشرين من الحدث حول ضرورة عودة سوريا الى الجامعة العربية، وعزمه زيارتها قريباً؛ مردّه بحسب المعنيين، إلى إقفال الولايات المتحدة السبل أمام العهد لحلّ مشكلة النزوح عطفاً على إصرارها على تصنيف هذا العهد سياسياً. وبالتالي فإنّ هذه المواقف هي أبعد من تكتيكات محلية، إذ تعبّر داخلياً عن خريطة طريق لعناوين المرحلة المقبلة وتنسجم خارجياً مع تطورات الإقليم، بالتوازي مع تظهير ناعم لموازين القوى الحقيقية محلياً، والذي تجلّى في لقاء الأمين العام لـ"حزب الله" السيّد حسن نصر الله ورئيس "التيار الوطني الحر" المفصلي.  فمن خلال ما تقدّم، يحاول المعنيون على خط بعبدا – حارة حريك - ميرنا الشالوحي رسم الأولويات للمرحلة المقبلة بدعم من رئيس المجلس النيابي نبيه بري، وبتنسيق غير معلن مع رئيس الحكومة سعد الحريري الذي أعاد تطبيع علاقته مع رئيس الجمهورية ووزير الخارجية.
 
وبحسب معلومات مصادر فريق "8 آذار" لـ"لبنان24"، فإنّ جملة أولويات جرى الإتفاق عليها، وشكّلت محور اجتماعات عقدها مسؤولون من "حزب الله" وباسيل كلّ على حدة مع الرئيس الحريري، وانتهت إلى تأكيد الأخير ضرورة انكباب العهد والحكومة بالتعاون مع القوى السياسية لمعالجة الأزمة الداهمة وفق الورقة الإقتصادية، وتعزيز فعالية الحكومة لإقرار موازنة العام 2020، وإنجاز الإصلاحات من جهة،  ومن جهة أخرى قراره اعتماد سياسة التطنيش على بنود لا تزال محل تباين، لجهة العلاقة مع سوريا وزيارات الوزراء إليها وتفعيل المصلحة الإقتصادية المتبادلة بين الدولتين، وهذا ما تجلّى بشكل واضح في ردّ المكتب الإعلامي للرئيس الحريري على كلام وزير الخارجية، خاصة أنّ الرئيس الحريري يدرك أنّ لبنان سيكون منصة لإعادة إعادة إعمار سوريا، بحسب ما أكّد خلال زيارته الإمارات.
 
وليس بعيداً، فإنّ تعمّد باسيل إيصال الرسائل إلى الداخل والخارج عند كلامه عن زيارة سوريا، يأتي متقاطعاً إلى حدّ كبير مع تلويح رئيس كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب محمد رعد منذ نحو أسبوع بقلب الطاولة في وجه الدول الأوروبية لكي يتحملوا تبعات أزمة النازحين في لبنان، قائلاً: "العالم كلّه يحاصرنا، يكفي أن نلوح بورقة النازحين السوريين حتى تأتي كلّ دول أوروبا راكعةً أمام إرادتنا، هم لم يستطيعوا استقبال عشرة آلاف نازح ويريدون أن نستقبل مليون ونصف مليون نازح"!
 
الثابت أنّ "حزب الله" اتفق ووزير الخارجية على أنّ استمرار التسويف الدولي بملف النازحين لا يمكن السكوت عليه، وبحسب المصادر نفسها، فإنّ تفاهماً حصل ويقضي بتحويل الإبتزاز الأوروبي والأميركي إلى ابتزاز في الإتجاه المعاكس، من خلال الإستفادة من النموذج التركي (فتح الحدود أمام اللاجئين السوريين للوصول لأوروبا)، فضلاً عن التصدّي للضغط الأميركي عبر ملف العقوبات. لكن الأكيد في الوقت عينه أنّ "حزب الله" لا يريد قلب الطاولة في الداخل على أحد، على عكس باسيل الذي دعا الرئيس عون إلى الضرب على الطاولة، قائلاً: "نحن مستعدون ‏لقلب الطاولة، وساعة ذاك نحن سنطلع على ساحة قصر الشعب، أفضل من أن نبقى جالسين ‏على أحد كراسيه، وأنت ترجع تتصرف مثل العماد عون، يمكن أحسن من الرئيس عون‎" .
 
وعلى هذا الأساس تعالت الأصوات مستغربة التهديد العوني عند كلّ استحقاق، في محاولة التنصل من مسؤولية ما آلت إليه الأوضاع الإقتصادية في الداخل، علماً أنّ "منطق قلب الطاولات لا يبشر بالخير، ولا يساعد على تعميم الإرتياح في لبنان بل يشكل بحسب ما أكّد الرئيس نجيب ميقاتي أمس إنقلاباً على الدستور ويعني عودة الخطاب التقسيمي".
 
يبقى أنّ زيارة الوزير العوني إلى سوريا قد لا تكون في القريب العاجل، كما تؤكّد المصادر، فلدى دمشق انشغالات كثيرة في هذه الفترة، وبالتالي فإنّ العمل على ترتيبها قائم على قدم وساق لكن توقيتها رهن انضاج الظروف، لأنّ الهدف منها تحقيق النتائج المرجوة، وإنْ كانت أوساط سياسية على أكثر من اتجاه تطرح الكثير من التساؤلات حيال قدرة لبنان على ابتزاز المجتمع الدولي!؟
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك