Advertisement

مقالات لبنان24

نصرالله: أنا الحكومة!

خاص "لبنان 24"

|
Lebanon 24
29-03-2020 | 06:25
A-
A+
Doc-P-688396-637210836828726475.jpg
Doc-P-688396-637210836828726475.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
لم يكن كثر ممن انتظروا خطاب الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله يتوقعون أن يحمل معه هذا الكم من المادة السياسية - الاقتصادية والاجتماعية، لكن الكلمة التي يبدو أنّها ستتكرر كثيراً في الأيّام المقبلة، كانت مليئة بالرسائل والإشارات السياسية والشعبية في زمن كورونا الذي ربط به نصرالله كلّ شيء تقريباً من دون أن يدخل في تفاصيل خطة الحزب لمنع انتشاره، لكن يمكن إختصار كلمته بعبارة واحدة: أنا الحكومة.
Advertisement

ظهر نصرالله أمس، أنه ليس المرشد العام للحكومة الذي يوجهها في القضايا الكبرى والعناوين العامة، بل أنّه المهتم بالتفاصيل وبحلها، كأنّ "حزب الله" هو الأحرص على الحكومة الحالية لا بل محركها بكل اتجاه.

كان نصرالله أمس، الناطق الرسمي باسم الدولة في لبنان، يتحدث مع اللبنانيين عن توقعات الأزمة وأمدها، وأن نهايتها ليست قريبة، لذلك على الجميع أن يتكافل للحد من آثارها، كما قال، كما أنّه تحدث في كلّ العناوين العالقة فاتحاً أبواب حلها.

في قضية المغتربين، أعلن نصرالله أنّ الأمر حسم، وأن المغتربين سيعودون، لكنّه شدّد على "التنفيذيين" أن يكون ذلك بسرعة لا أن تماطل الدولة كما دائماً، بمعنى آخر، أوصل نصرالله رسالة للخائفين أنّ الحزب سيعمل بكلّ إمكانياته على ضبط عودة المغتربين لكن عليهم أن يعودوا.

كذلك غمز نصرالله من تهديد حليفه رئيس مجلس النواب نبيه بري بتعليق مشاركة وزرائه في الحكومة، معتبراً، وان بديبلوماسية مفرطة، أنّ السقف كان أعلى من اللزوم. واللافت أنّ نصرالله طلب من الاحزاب والمغتربين والمتمولين المساعدة في عودة من يرغب من خلال انشاء صناديق ودفع ما يتوجب عليهم من اجل مساعدة الحكومة التي تعاني.

الرسالة الاهم كانت في موضوع المصارف، اذ أن نصرالله تحدث بشكل واضح عن امتعاضه من حجم مساهمة المصارف بالتصدي للازمة، واعتبر أن الحكومة ما كان يجب أن تقبل هذه المساهمة، داعياً اياهم الى حل مشكلة صغار المودعين والطلاب في الخارج في اسرع وقت، لكن الأخطر في حديث نصرالله أنّه طلب من الحكومة عندما تعجز عن الوصول الى نتيجة مع المصارف الإعلان عن ذلك، "ويفهموها متل ما بدن"، ملوّحاً بالكشف عن وثائق وارقام بحجم ارباح هذه المصارف من 92 الى اليوم. كأن نصرالله أراد القول إنّ الحكومة حكومته، وأنها تستند الى عوامل قوة عديدة تمكنها من فرض ما تشاء على قطاعات تقع تحت وصايتها، وأن البندين اللذين وضعهما لحل الازمة مع القطاع المصرفي يجب تنفيذهما: صغار المودعين والطلاب.

كذلك فتح نصرالله ابواباً في السياسة، قد يستثمر فيها لاحقاً من خلال دعوته لمراقبة اوضاع الدول الكبرى في ازمة انتشار وباء كورونا. قد يسعى نصرالله إلى استغلال الإنشغال العالمي بهذا الوباء بدعوة الحكومة الى التوجه شرقاً في الإقتصاد في ظل تعثر الدول الغربية الرأسمالية وعدم قدرتها على مساعدة لبنان، اذ أن كورونا يبدو أنها تخلق هوامش لم تكن موجودة سابقاً في الحيز السياسي الاقليمي والدولي.
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك