Advertisement

خاص

بعد الكهرباء ...تقنين في المحروقات والمواد الغذائية والأسعار نار

جو لحود

|
Lebanon 24
17-03-2021 | 07:00
A-
A+
Doc-P-804020-637515856739146374.jpg
Doc-P-804020-637515856739146374.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
لم تمض 24 ساعة على التصريح الاعلامي لوزير المالية في حكومة تصريف الاعمال غازي وزني، حتى بدأت مفاعيل ارتفاع الاسعار المختلفة تظهر إلى العلن بصورة متفلتة خالية من أي ضوابط وتحديدات.
اول الغيث، الارتفاع غير المسبوق في أسعار المحروقات والذي شكل صدمة للبنانيين، اذ كانوا يعتقدون او بالاحرى يحاولون اقناع أنفسهم، بأن الانهيار ومظاهره ما زالت بعيدة عنهم،لكن ومع خبر إرتفاع سعر المحروقات اليوم، بدأ اللبنانيون يلامسون الانهيار، لا بل يعيشونه في تفاصيل حياتهم اليومية.
Advertisement
فارتفاع صفيحة البنزين بنوعيه 5000 ليرة وصفيحة المازوت 3000 ليرة، وضع الشارع اللبناني امام حقيقة ما آلت اليه الامور، لا بل يمكن القول، إن هذا الارتفاع المجنون الذي سيرافقه، على ما يبدو، ارتفاع مماثل في اسعار المواد الغذائية والتجارية، وسط حديث عن اقفال ستشهده الصيدليات غدا، نزع القناع عن  الحقيقة التي تسترت خلف حواجز الأمل التي غالبا ما يشيدها الناس لحماية انفسهم من اضرار الخوف و القلق. 

إرتفاع اسعار المحروقات
 
11000 ليرة ستضاف على صفيحة البنزين ان خفف الدعم بنسبة 5%،
وفي هذا الاطار يؤكد عضو نقابة اصحاب المحروقات في لبنان جورج البراكس، ان "الارتفاع الذي شهدته المحروقات اليوم، لاعلاقة له برفع الدعم عنها، اذ ما زلنا في مرحلة ما قبل تخفيف الدعم، وهذا الازدياد مرتبط مباشرة بارتفاع سعر برميل النفط عالميا الذي بلغ 69 دولارا، كما يرتبط بشكل كبير بارتفاع وجنون سعر الصرف. وللحقيقة ان في سعر صفيحة البنزين هناك 19و 900 ليرة لبنانية موزعة ما بين الضرائب  وفروقات سعر الصرف، في حين ان المبلغ هو 10450 ليرة في صفيحة المازوت.
اما عن رفع او تخفيف الدعم فيقول البراكس "اذا ما اقدمت الدولة على تخفيض الدعم بنسبة 5% كما صرح الوزير وزني، فان نسبة زيادة الاسعار لن تقل عن 11000 ليرة لبنانية".
وحول الزيادة المرتقبة الاسبوع المقبل ان لم يتم تخفيف الدعم  وفي حال استقر الدولار على 14000 ليرة، فانها لن تقل عن 2000 ليرة لبنانية حسب ما يؤكد البراكس، الذي يناشد وزارة الاقتصاد والقوى الامنية ان تأخذ بعين الاعتبار ما يسمى " ادارة المخزون." فليست كل المحطات التي تقفل مساء تعمل على الاحتكار، فنحن امام واقع استثنائي، نريد خلاله ان نستمر في تأمين المحروقات للمواطن، وانه وفقا لآلية تقنينية، فالتقنين الذي يسري على كمية الدولارات المخصصة لشراء المحروقات، نتيجته الطبيعية، تقنين في توزيعها على المحطات و بالتالي المواطن. فنحن امام مرحلة تقنين في توزيع المحروقات، التي لن تنقطع في المدى المنظور، والمحطات، على الرغم من جعالتها القليلة جدا التي لا تتخطى ال 4000 ل.ل. ستعمل جاهدة على البقاء والاستمرار، في ظل الظروف الصعبة التي نمر فيها جميعا".
امام هذا الواقع هل يمكن الاستمرارفي الحديث عن أمل مصطنع يخلقه اللبناني. فالقطار يهوي سريعا من دون اي يكلّف أحد المسؤولين نفسه طرح علاج ولو غير كاف او شامل. 

المواطن في مواجهة السوبرماركات
 
5000  "غالون" زيت بيعت في ساعات قليلة...والعدالة الاجتماعية مسؤولية الدولة
فأسعار المواد الغذائية، ستلتحق بنفق المحروقات المجنون، اذ انها ارتفعت بنسبة تترواح ما بين 25% و35% تبعا لنوع وكمية كل سلعة حسب نقيب اصحاب السوبرماركات الدكتور نبيل فهد، الذي يؤكد ان " المشكلة ليست ابدا ما بين اصحاب السوبرماركات والمواطن، وإن كانت هناك رغبة عند البعض في تظهيرها بهذا الشكل. فنحن والمواطن في خندق واحد، كلنا رهينة التفلت واللااستقرار في سعر الصرف، وما نريده هو تثبيت سعر الصرف حتى نتمكن من الاسمترار في العمل".
وعن اقفال السوبرماركات في ساعات المساء يقول فهد "ان الاقفال يأتي نتيجة الخوف من التفلت والمشاكل المتنقلة التي شهدناها في اكثر من سوبرماركت، فعملية التكسير لا يمكن تعويضها في هذه الفترة الصعبة. وهنا لا بد من الاشارة الى اننا سنلتقي اليوم، المسؤولين في وزارة الاقتصاد لوضع النقاط على الحروف. فعملنا ليس اجتماعيا، والعمل على  خلق نوع من العدالة الاجتماعية  والتوزيع العادل للمواد المدعومة ليس مهمة السوبرماركت، بل مهمة الدولة واجهزتها المعنية، فما سنطلبه هو عدم وضعنا بمواجهة مباشرة مع المواطن الذي نفهم تماما ردات فعله".
وحول التفلت في سعر الصرف وواقع السوبرماركات، يضيف فهد، انه "ما من احد يمكنه ان يتحمل انهيار العملة الوطنية في ايام قليلة بنسبة 50%". ويشير الى" ان الناس تتهافت على السوبرماركت، لشراء المواد القابلة للتخزين كالحبوب والمعلبات بقدر استطاعتهم، فعلى سبيل المثال، خلال ساعات قليلة نفذت كمية 5000 "غالون" من الزيت، التي وفي الحالات الطبيعية نستغرق شهرا كاملا لبيعها".

ان الناس الذين أخرجوا من الشارع بفعل كورونا وبفعل ادوات الهجوم المختلفة التي مورست عليهم، لا بد لهم من العودة الى الشارع، الذي لربما سيشكل منطلقا للخلاص المرجو،
 
ذلك بعدما كلّلت مختلف التجارب الانقاذية المطروحة اقله حتى الساعة بالفشل، فلا حكومة دياب، ولا زيارات الرئيس الفرنسي، ولا اجتماعات بعبدا، ولا جولات الرئيس المكلف المكوكية، ولا نداء بكركي، يستطعون حتى اللحظة شفاء غليل هذا الشعب الذي يلفه الفقر، ويخيّم الجوع على عتبة ابوابه،
والغريب ان هذا الشعب الذي يعاني الأمرين، يتقن فن الصمت بامتياز، وهذا الصمت يمكن ان تسميه، صمت التكييف، او صمت الكرامة، او سمه ما شئت، لكنه وفي نتيجة واحدة، يمعن في في زيادة نسب الفقر والعوز في صفوف الشعب، ونسبة التسلط  عند الطبقة الحاكمة،غير المبالية بالعباد والبلاد
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك