Advertisement

مقالات لبنان24

لا اعتذار ولا تشكيل ولا استقالات... واللبنانيون في "الثلاجة"

جو لحود

|
Lebanon 24
19-06-2021 | 05:30
A-
A+
Doc-P-834691-637596967469338807.jpg
Doc-P-834691-637596967469338807.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger

أشتدت حرب البيانات في الأيام الاخيرة بين الاطراف المشكّلة والموكل اليها مهمة التدخل لتسهيل عملية ولادة الحكومة التي لم تبلغ حتى الساعة مخاضها الاخير، والتي تبدو مستقرة على عناد سياسي في ظاهره مرتبط بالارقام، اما في مضمونه وبعده الحقيقي فمنبثق من لعبة التسابق لشد عصب الشارع ومحاولة لملمة الصفوف لاسيما بعد حراك 17 تشرين.
Advertisement

واللافت في البيانات المتراشقة على خط عين التينة وبعبدا، انها صدرت عن جهات تتقن فن القصف بآلياته المختلفة والمتعددة، لكنها، لحرب بياناتها الأخيرة، اختارت القنابل الوهمية التي أقصى ما يمكن ان تحدثه هو بلبلة صوتية والكثير من الشتائم المتنقلة بين "تويتر" و"فيسبوك" وغيرهما.
وما بين الشتائم والبيانات والعناد وشدّ الحبال، أزمات متلاحقة يعيش اثقالها المواطن اللبناني محاولا التأقلم وابتداع الحلول بانتظار ما ستؤول اليه الحلول،
فماذا عن فترة الانتظار هذه؟ ولماذا لم يحن بعد موعد الحل المنتظر؟ وكيف ستبدو الطريق التي ستسلكها الحلول ان وجدت؟

آخر أيام الفرح والمرح
في هذا الاطار، ووفق مصادر مطلعة لا يمكن الحديث عن بداية انتهاء مرحلة الأزمة في الايام الحالية، اذ ان الاطراف الفاعلة سياسيا اتفقت على ترحيل التصعيد والتشنج السابقين لاي حلّ ممكن الى ما بعد الصيف الحالي. فوفق الارقام والاحصاءات التي وصلت الى أيدي اصحاب القرار، يطل هذا الصيف واعدا على اللبنانيين من حيث قدرته على ادخال "الفريش دولار" الى السوق اللبناني،بمعنى اخر ان نسبة المغتربين الذين بدأوا بالتوافد الى لبنان هي مقبولة ومقبولة جدا، وهذا ما أشار اليه عضو نقابات اصحاب وكالات السفر والسياحة جان زيلع ، معتبرا "ان عدد الراغبين بالعودة مقبول والموسم السياحي جيد والطائرات ستكون ملآنة".
وهذا ما سيؤدي الى حركة اقتصادية ترغب السلطة السياسية من الاستفادة منها واتاحة الفرصة امام اللبنانيين لعيش اخر ايام الفرح والمرح قبل موعد الارتطام الكبير الذي لابد من حصوله قبل اي حل ممكن.

أيلول... شهر مفصلي
في الغضون، وفي لعبة تمرير الوقت المتفق عليها سياسيا، تشير المصادر، الى اتفاق سياسي ضمني لعدم الوصول الى التصعيد قبل أيلول المقبل، وقيادة الدفة في هذه الاشهر القليلة موكلة لرئيس مجلس النواب نبيه بري المتمسك بمبادرته املا بايجاد حل داخلي ما يخفف الاضرار ويحد من الخسائر.

والانتظار لا يعود فقط الى الشق الاقتصادي المشار اليه سابقا، انما ايضا الى العامل الاقليمي، الذي تترقبه جميع الاطراف الداخلية، لا سيما حزب الله الذي يعوّل على رافعة اقليمية تعزز حضوره السياسي بدأت ملامحها تتجسد في الواقع السوري الداخلي وقد تتعزز مع امكانية تقارب أميركي- ايراني ينتج عن المفاوضات المستمرة في الملف النووي.

مدّ وجزر وضبط للايقاع
أما عن الازمات المتلاحقة من البنزين الى الحليب والدواء فالاستشفاء والمواد الغذائية فضلا عن "الدولار" وكيفية ادارتها، تقول المصادر ان الأمور ستبقى في هذه الأشهر على ما هي عليه، فكل الاحاديث عن المعالجات هي مجرد تداول اعلامي، وما يقوم به المعنيون هو عملية "مدّ وجزر"، تأتي على شكل تعويم السوق بالبنزين وقطع البنزين، رفع سعر الصرف وتخفيضه، تخفيف ساعات التغذية الكهربائية وتعزيزها، وهكذا دواليك في مختلف القطاعات والاتجاهات،
فالسلطة بدأت بتحضير المواطن لبلوغ ساعة الصفر، لكنها لم تعلن عن انطلاقها بعد، وما يساعد السلطة على التفنن في هذه اللعبة هي القدرة الاستيعابية الكبيرة عند المواطن اللبناني الذي اعتاد وبصورة سريعة الوقوف في مختلف الطوابير لا بل حوّلها ساحات للعمل الكوميدي والمسرحي بدلا من تحويلها مساحات للانتفاضة ورفض الذل.

وفي لعبة الانتظار هذه وبغية تحفيز المواطن على الاستيعاب والتعوّد، ستلجأ السلطة، وهنا، كما سابقا ، نقول السلطة لا الحكومة، لان الحكومة الحالية برئاسة حسان دياب قررت او اجبرت، بصورة غير مسبوقة على التخلي عن دورها ووظيفتها لصالح طرف سياسي رأى باتفاق "الطائف" عند بلوغه شرا عظيما، وهو اليوم، وبحجة وجود حكومة تصريف اعمال، يمارس لعبته السياسية متفلتا من قواعد كثيرة حددها "الطائف".
وتقول مصادر" ان السلطة ستلجأ، لضبط الايقاع والحرص على عدم تفلت الأمور، الى تجديد دعم مبادرة الرئيس بري وخلق اجواء من الايجابية بين اسبوع واخر ، ومنها الحديث الحالي عن حراك للمدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم على خطوط التماس بين الرئاستين الاولى والثانية، فضلا عن مجموعة تعاميم اقتصادية سيلجأ اليها حاكم مصرف لبنان رياض سلامة .

"الربح للجميع"... قاعدة غير قابلة للحياة
وعن ساعة الصفر وأيلول المفصلي تتحدث المصادر عن عدة سيناريوهات ممكنة، لكنها تؤكد ان كلها ستؤدي الى طريق واحد وهو الخراب الشامل والانهيار الكلي الذي سيسبق اتفاقا جديدا يولّد السلطة فتنبثق الحياة في مختلف ابعادها السياسية والاقتصادية والاجتماعية.
لكن السؤال الاهم يتمحور حول، كيف ستكون خارطة الطريق ما بين الانهيار والولادة، وهنا تبدو الاجابة حتى اللحظة ضبابية، اذ ان طروحات عدة ظهرت الى الواجهة كالمؤتمر الدولي والانتخابات النيابية المبكرة، فضلا عن نهج اقتصادي جديد يلوّح به، بالاضافة الى تدخل دولي قد يكون مباشرا وهذا ما ظهر مع المؤتمر الفرنسي الأخير الذي عقد تحت شعار الدعم الاقتصادي للجيش ، لكنه في حقيقة الامر يبحث عما هو ابعد من الاقتصاد وابعد من المؤسسة الضامنة للوحدة اللبنانية.
أما السيناريو الاخطر فهو المتمثل بالتفلت الأمني الذي قد يعيد الساعة اللبنانية الى ما بعد الـ 2005 ، سعيا لتعميم قاعدة الربح والخسارة هذه المرة، اذ ان نظرية "الربح للجميع" لم تعد قابلة للحياة لا في الداخل ولا في الخارج.
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

 
إشترك