Advertisement

مقالات لبنان24

الزيجة عبر الانترنت... ولحّق عا مشاكل!

لينا غانم Lina Ghanem

|
Lebanon 24
12-12-2015 | 02:52
A-
A+
Doc-P-92533-6367053406298308911280x960.jpg
Doc-P-92533-6367053406298308911280x960.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
قد يسخر البعض عندما يسمع حديث الأجداد عن كيفية زواجهم وبأن التعارف بين الشركين تم بعد الزواج وليس قبله، وبأن العروسين لم يلتقيا ولم يجلسا معاً طيلة فترة الخطوبة ولم يتبادلا أي حديث قبل العرس. لقد كانت هذه حال الأجداد قبل أن تتغير الصورة النمطية اليوم ليصبح لها وجه آخر، إذ صار التعارف يتم بين العروسين مباشرة بينما يقتصر دور الأهل على الموافقة والسعي لإتمام الزواج واحترام رغبة الابن أو الابنة في اختيار شريك الحياة، لكن ماذا عن الزواج بالواسطة، وعن المكاتب التي تعمل من أجل التعارف وعن وكالات الزواج عبر الانترنت؟ هناك مكاتب تعمل من أجل التعارف والزواج وتتعهد بالمحافظة على السرية التامة وكأنها تروج لأمر محظور أو غير مشروع، لكن هل الواسطة أمر مقبول يكفل حياة زوجية ناجحة؟ يرى علم الإجتماع أن هذا النوع من الزواج هو شكل جديد من أشكال الروابط العائلية الحديثة. فهذه المكاتب هي مجرد شكل مستحدث للخاطبة، وبالتالي فإن الزواج من خلالها يشبه الزواج التقليدي لكنه يمثل سبباً رئيسياً لاستفحال ظاهرة الطلاق في مجتمعاتنا، فكيف يمكن أن يتحول رابط انساني مقدس مثل الزواج الى مشروع يخطط له مسبقاً وضمن شروط مادية؟ وسائل التعارف الحديثة مثل الانترنت ومكاتب الوساطة والاعلانات افقدت الزواج قدسيته وحولته الى مجرد خدمة تُباع وتُشترى. تتضارب الاراء حول الأهداف الحقيقية لعمل هذه المكاتب. فهناك من يرى أنها تسعى الى استعمال هذه الطرق لتحقيق الربح المادي، والبعض الآخر يعتبرها طريقة حديثة تعوّض دور الوسيط في الزيجات التقليدية. من هنا فان موضوع الزواج عبر مكاتب الوساطة يتأرجح بين مؤيد ومعارض، فمنهم من يراه ذا بعض انساني واجتماعي، وآخرون يؤكدون أنه مجرد "خدمة تجارية"، فهل تعوّض وكالات الوساطة في الزواج (لها عنوان ومقر) أو الافتراضية (على شبكة الانترنت) الوساطة التقليدية أي الخاطبة في الزواج وهل يمكن للراغبين في الزواج من شريك بمواصفات خاصة ايجاد ضالتهم في العالم الافتراضي؟ تتلقى وكالات الزواج الطلبات من جميع الفئات الاجتماعية والمستويات العلمية وجميع الأعمار ومن الجنسين، شرط أن يدفع المرشح مبلغاً محدداً لفتح الملف وبدلاً مادياً في حال نجاح وساطة الزواج من خلال بنك معلومات، إلا أن دور معظم هذه الوكالات يقتصر على ربط العلاقة بين المرشحين للزواج. أما اللقاءات فتتم بينهم ولا تحضرها أو تؤثر فيها. يعتبر البعض أن انتشار ظاهرة الزواج عبر الانترنت ما هو الا انعكاساً لتفشي ظاهرة العنوسة في مجتمعاتنا مما أدى الى اللجوء الى الخاطبة العصرية من خلال مجموعة مواقع الكترونية مدفوعة وأخرى مجانية، وقد أتت هذه الفكرة لتلبية حاجة ملحة وحل أزمة داخل المجتمعات العربية لا بل العالم كله أيضاً، لذا فإنها تلقى قبولاً كبيراً، وبالتالي أصبحت المواقع على الانترنت تتبارى في توفير أفضل خدمات البحث عن زوج أو زوجة. يعتبر البعض هذه الفكرة، سواء نجحت أو فشلت، دخيلة على مجتمعاتنا على أساس أن في الزواج بهذه الطريقة نوعاً من تزييف الحقائق، خصوصاً أن زوار مواقع الزواج لا يكشفون عن هويتهم الحقيقية لأنه، في عالم الانترنت، نحن أشبه ما يكون بحفلة تنكرية، علماً أن من ضمن أسباب هذا النوع من الارتباط، ارتفاع أعداد مستخدمي الانترت، بحيث تشير الأرقام الى أن نحو ثمانية ملايين من الشباب العرب يبحثون عن شريك العمر بهذه الطريقة، كما تؤكد الإحصاءات على مستوى العالم أن حجم سوق خدمات هذا النوع من الزواج بلغ أرقاماً غير معقولة.
Advertisement
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

 
إشترك