Advertisement

رمضانيات

رمضان شهر التقوى

خاص "لبنان 24"

|
Lebanon 24
15-04-2021 | 12:00
A-
A+
Doc-P-813225-637541013474114468.jpg
Doc-P-813225-637541013474114468.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
Messenger

كتب الشيخ مالك بارودي، مدرّس الفتوى في طرابلس "للبنان 24"،

  بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على سيّدنا ومولانا رسول الله، أما بعد،
 الصوم عبادة فرضها الله تعالى على خَلقه طهرًا لهم وتزكيةً لنفوسهم، كما فرض سائر العبادات لمصلحة الخَلق أنفسهم، لا لمصلحةٍ تعود عليه سبحانه، فهو جلّ وعَلا غنيّ عنّا وعن أعمالنا.

Advertisement

 وقد نبّه الله سبحانه وتعالى في الضحايا إلى أن المقصود منها التقوى، وقال عز وجلّ: "لن ينالَ اللهَ لحومُها ولا دماؤها ولكن يناله التقوى منكم". وكذلك نبّه في آية الصوم الى أنه شرعه للتقوى: "كُتب عليكم الصيام كما كُتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون". فما لم يكن الصوم محققًا لهذه الغاية، كان تعب الصائم ذاهبًا سُدى، وكان الصوم إما باطلًا كما ذهب إلى ذلك بعض العلماء، وإما مُسقطًا للفرض خاليًا من الأجر الذي وعد الله تعالى به الصائمين.

 والتقوى التي هي ثمرة الصوم حالة تمنع الإنسان من الوقوع في الإثم، فتحمله على الطاعة وامتثال أوامر الله وتركِ ما نهى عنه وحرّمه، وتجعل النفس الإنسانية مطمئنة راضية بالحياة، راضية بالجهد فيها، ناعمة بالرزق واليسر فيه، صارفة له فيما سنّه الله وقدّره لعباده، ملتفتة دائمًا الى حضرة القدس، شاعرة بلذّة الاتصال بالله تعالى، سلسة القيادة سهلة العشرة مع الخَلق، بعيدة عن إيقاع الأذَى والضرر بهم، سواء أكان ذلك بالقول أم بالفعل، لذلك قال سيّدنا رسول الله صلَّى الله عليه وسلم: "من لم يدع قول الزور والعمل به، فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه". وقال عليه الصلاة والسلام: "الصيام جُنّة فلا يرفث ولا يجهل، وإنِ امرؤ قاتله أو شاتمه فليقل إني صائم مرتين". يقول الله جلّ شأنه: الصوم لي وأنا أجزي به، يدع الصائم طعامه وشرابه لأجلي".

 فسيّدنا محمد صلَّى الله عليه وسلم يقول: إن الصيام وقاية من الآثام والمعاصي، لذلك لا ينبغي أن يتفوّه الصائم بالفحش من القول، ولا أن يفعل أفعال الجهلاء والحمقى من الشتم والضرب والإيذاء وأكل أموال الناس بالباطل وارتكاب الفواحش ما ظهر منها وما بطن، والله سبحانه وتعالى يتولى أجر الصائمين الذين يوفون حقوق الصوم، ومن تولى الله أجره، غناه ووقاه بغير حساب.
وإذا كان الصوم منسوبًا على الخصوص الى الله، وجب على الصائم أن يكون دائمًا على ذكر منه، وأن يتقي ما يبعد عن الله، وأن يكون مخلصًا لله عز وجلّ.

هذه التقوى تبعث على الرفق وعلى البرّ بالفقراء والضعفاء واليتامي والمساكين، وعلى إغاثة الملهوف والمضطر، لذلك ينبغي أن يكون هذا أول أثر من آثار الصوم، وقد كان سيّدنا رسول الله صلَّى الله عليه وسلم أجود الناس، وكان أجود ما يكون في شهر رمضان، وكان فيه أجود من الريح المرسلة.

وفّقنا الله إلى عمل الخير وخير العمل، ورزقنا التقوى ووقانا الزيغ، وجنّبنا وساوس الشيطان، وأعانَنا عليه.

 
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

 
إشترك