كتب سماحة القاضي غالب الأيوبي لـ "لبنان 24": الحمد لله ربِّ العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمَّد وعلى آله وصحبه أجمعين
رمضان جسر العبور إلى التقوى، وسبب لنيل المطالب وتفريج الكروب.
ويتجلى ذلك في قوله تعالى: "يا أيها الذين ءامنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون" سورة البقرة.

التقوى هي رأس الأمر كله، ووصية رسول الله صلى الله عليه وسلم ، لا يقبل الله إلا أهلها ولايرحم إلا أهلها ولا يثيب إلا عليها، قال عليه الصلاة والسلام «أُوصِيكَ بِتَقْوَى اللَّهِ فَإِنَّهُ رَأْسُ الْأَمْرِ كُلِّهِ» أي أمر الدين ورأس الشيء عموده وما لا يتم  الشيء إلا به.

غير أننا نضيء على جانب معين :
نحن نعيش ضائقة اقتصادية، ضائقة الفقر والعوز، والتي جلبت الهمَّ والغمّ، وتزامنتْ مع الوباء والداء والبلاء، وأَصبحَ الاعتصام بحبل الله تعالى، والإلتجاء إليه  أَوْجَبُ ما يَجِب، فَهُوَ  هُوَ  وَحْدُهُ  كاشفُ الضُّر  ومُصْلِحُ البال ومُنْزِلُ السَّكِينَة ، وقد أضاء الله لنا طريق الخروج وأَبَانَ المنْهَجَ.

يا شاكياً هَمَّ الحياةِ وضِيقَها          أّبْشِرْ فَرَبُّكَ قد أَبَانَ المَنْهَجَا 
مَنْ يَتَّقِ الرَّحمنَ جلَّ جلالهُ         يَجْعَلْ لَهُ مِنْ كُلِّ ضِيقٍ مَخْرَجَا

وقال عليه الصلاة والسلام «عَلَيْكَ بِتَقْوَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ فَإِنَّهَا جِمَاعُ كُلِّ خَيْرٍ»
التقوى هي منزلة المقربين  ، وهي سببٌ  لِمَعِيَّةِ الله تعالى وحُبِّه للمؤمن والتَّقَبُّلِ والفوز، وهم أهل البشارة والمقام الأمين، وبها يجعل الله لكم فُرْقانا، وبها يتقوى  المؤمن على الطاعات والعمل الصالح والإتقان والبر والخير، وبها يكون فرداً مسلماً، مفتاحاً للخير مغلاقاً للشرّ.
التقوى  هي باب رحمة الله وعفوه ورضاه ، وباب رزقه وكرمه وغناه ، وباب عزِّهِ وسلطانه  وعُلاه.
عندها يقول ربنا تعالى: "وإذا سألك عبادي عني فإني قريب.." قريب من غير وسيط فليكن لك بعد ذلك خَلْوَة مع الله تعالى في آخر ساعة من الليل، في زُمْرَةِ المتَّقين،  يُفرِّج الله كَرْبَكَ ويُذْهِب هَمَّكَ ويفتح لك باب رزقه كما وعد سبحانه: " ومن يتق الله يجعل له مخرجا، ويرزقه من حيث لا يحتسب.." سورة الطلاق.
اللهم نسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى ، اللهم اغننا بحلال عن حرامك وبفضلك عمَّن سواك .
تقبل الله منّا ومنكم الطاعات .