Advertisement

Lebanon 24
A-
A+
عدّل هذا الخبر
A+
A-

في يوميات ضواحي مدينة طرابلس، لطالما اعتبرت ابي سمراء امتدادا للمدينة القديمة خاصة قبل ان تتمدد ابي سمراء نحو الزيتون باتجاه الكورة فكانت لا تقوم باي امر لا في رمضان ولا في غيره الا بالتوجه نزولا عبر طلعة الرفاعية ونزلة القلعة والادراج التي تصل هذه الطرق بالسوق مباشرة، وذلك قبل ان تستحدث سلالم جديدة باتجاه الخناق.

ولم يكن وقتها من سلوك لاهالي ابي سمراء وقاطنيها الا في السوق وجوار المسجد المنصوري الكبير  ولكن ومع هجمة المباني فيها ، وتكاثر المؤسسات التجارية والمساجد والمصليات صار لابي سمراء نمط حياة خاصة في رمضان وهي منذ مطلع التسعينات تزدحم بالمؤسسات والناس، وتراها قبل ساعات من موعد الافطار تغص بالناس في سباق مع الوقت احيانا .

Advertisement
ولعل في ابي سمراء اكبر عدد من المصليات الصغيرة مقارنة بباقي ضواحي طربلس اذ يمكنك ان تجد في كل حي مصلى تحول الى مكان للعبادة والى مناسبة للقاء اهل الحي، من تعارف منهم قديما او حديثا، وقد عاشوا جميعا اياما رمضانية خاصة وادوا صلاة تراويحهم حيث يمكن للمراقب ان يحصيهم يوميا فاذا هم لم تيغيروا لم ينقصوا ولم يزيدوا. وفي مساجدها التي بني قسم منها في منطقة الزيتون تنمو حركة موسمية في ابي سمراء اذ يهجر قسم منها خلال الصلوات العادية حيث الابنية لم تقترب منها بعد وكذلك الحركة، لتعرف عند العشاء والتراويح حصرا في رمضان نشاطا وحضورا للمؤمين.

ويحصل انه ترتبط الضنية بطرابلس برباط وثيق، ومعظم أهلها ينتقلون إلى الفيحاء شتاء وينخرطون في المجتمع  وفي عاداته وتقاليده. ولعل حي الشلفة ومحيط جامعة طرابلس أبرز معالم هذا الاندماج المجتمعي للعائلات التي وفدت من الضنية. ومن أبرز العائلات التي انتقلت إلى أبي سمراء من قرى الضنية آل حسون وهرموش ويخني وغيرهم، وقد طبعوا الشلفة بطباعهم حتى انهم غيروا من وجه ذلك الحي المشرف على مجرى نهر أبو علي.

وبالطبع فإن أهلنا في الضنية يقطنون في نواحي المدينة ويتخذون منها مستقرا لحياتهم وأعمالهم ولو كان التجمع الأكبر في ابي سمراء ولكن أبناء الضنية موجودون أيضا في شوارع عزمي والثقافة وطريق الميناء. ويقطن في المدينة نواب الضنية السابقون كما يحذو حذوهم حشد من مثقفي الضنية من أساتذة جامعيين وثانويين وأدباء وشعراء ناجحين تفوقوا في علمهم وعملهم وادائهم الإنساني. وينسجم الجميع في حياة وعادات وتقاليد طرابلس ولو قام كل فرد منهم بذلك بخصوصية لها طعم ومذاق.
والحق يقال ان أهل الضنية يجسدون في طرابلس إضافة لافتة وهم انطلاقا من ذلك صاروا جزءا من يومياتها وعاداتها وتقاليدها لا سيما خلال الشهر الكريم. ويقصد أبناء الضنية القاطنون في ابي سمراء مصلى استحدثوه عند الطريق البيضاء لجهة دوار المولوي ويتقاطرون إليه بأعداد إضافية خلال الشهر الكريم كما يتوزعون على مساجد الابرار والإيمان والقديم. ولعلهم يحتشدون في مسجد الأبرار  ومسجد جامعة طرابلس لا سيما لإقامة صلاة التراويح. ويتطوع عدد  من أهل الضنية خلال إقامة الصلاة في هذا المسجد أو ذاك إما لرفع أذان او لتلاوة قرآن كريم أو حتى للمساعدة في خدمة المساجد حيث يتواجدون  ويقومون بذلك بشيء كبير من حس الانتماء للمدينة.
وهم لا يعودون بالكامل صيفا الى قراهم بحيث تحول وجودهم في طرابلس إلى ما هو أكثر بكثير من انتقال موسمي فلهم في المدينة أشغال ومؤسسات تجارية إضافة إلى امتهانهم مهنا عدة وقيامهم بتجارات وأعمال حرة وتعهدات مختلفة من بناء وبنى تحتية وغير ذلك.

 
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك