Advertisement

Lebanon 24
A-
A+
عدّل هذا الخبر
A+
A-

الليل في رمضان حكاية حياة، فقبل أن يدق العشر الأخير باب الصائمين لتزدحم الأسواق ، تنتعش الليالي بحركة تجارية (على قد الحال) وهي على مرحلتين الأولى تبدا من بعد التراويح فيعود بائعو القهوة إلى الطرقات يتنقلون بين الأحياء فيقبل عليهم من شده الشوق إلى شفة مرة أو أخرى وسط أو أخيرة سكر زيادة . أو يعود إلى نشاطهم باعة متجولون متعددو الأعمال.

هنا في هذه الحالة يمضي الخارجون من التراويح بعض وقتهم في طريق العودة إلى منازلهم ، فيتبضعون من مؤسسات قليلة تعود لفتح أبوابها بعد العشاء، ويحدث ذلك في الأحياء الصغيرة التي لا يستغنى فيها عن (السمان) أو بائع المواد الغذائية، فمع اهتمام سيدات البيوت بشؤون الإفطار ومائدته قد يسقط من بال ست البيت الاهتمام بعلبة الشاي أو حتى السكر أو حتى نقص الخبز فيلبي الدكنجي هذه النواقص لترى الفتية يعبرون الحي ركضا وقد خلت أيديهم في طريق الذهاب وحملوا ما احتاجه البيت في طريق العودة.

وبعد منتصف الليل وقبل أن يتسلل صوت المسحراتي إلى الاسماع ينزل إلى الساحات شبان اتخذوا من رمضان مناسبة للقيام بعمل يعتاشون منه لتنتشر بسطات الخبز المرقوق أو الكعك الساخن، وينضم إليهم باعة الكريب الحديثة العهد في طرابلس خاصة عند التقاطعات المهمة، تزامنا مع همة افران بيع المناقيش على اختلافها.

يدفع الاهالي بابنائهم في الاحياء الصغيرة الى هؤلاء فيتحلقون حولهم "باعة الخبز والكعك" هذا يطلب زعترا وذاك يطلب جبنا، وتتعدد اعداد المناقيش المطلوبة خمسة فعشرة أقل أو أكثر، ليتحين واحدهم فرصة توفر بعض الفكة فيطلب كعكا بشوكولا وموزا أو خبزا بنفس الوصفة.

هي حياة ما بعد منتصف الليل التي تتجدد في خلال رمضان دون سواه في أحياء طرابلس وتمتد حتى قبل قليل من موعد الإمساك ، فيحمل الباعة صحونهم واطباقهم ويعودون بدورهم إلى البيوت فيما تعود افران الخبز الى العمل بعمالها كافة ، كل ذلك قبل قليل من ارتفاع النداء "كفوا عن الماء والطعام وانووا الصيام ورزقي ورزقكم على الله" ولا يمضي بعد ذلك وقت طويل حتى يرتفع آذان الفجر لترقب العمال يمخرون عباب الأحياء والشوارع سعيا في مناكبها وفي إطعام الأفواه الجائعة.

Advertisement
تابع
Advertisement
22:10 | 2024-04-17 Lebanon 24 Lebanon 24

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

 
إشترك