لم تنته المباراة بين الحكمة والشانفيل في قاعة ملعب النادي الرياضي غزير المعتمد ارضا لفريق الحكمة في بطولة لبنان لكرة السلة والتي حسمها الشانفيل بفارق مريح، بل امتدت الى مخفر الشرطة في البلدة الكسروانية ومنها الى القضاء.
ففي خطوة رائدة وغير مسبوقة، قرر رئيس الاتحاد اللبناني لكرة السلة أكرم الحلبي ملاحقة المشاغبين من جمهور نادي الحكمة امام القضاء، بعد الاحداث التي شهدتها نهاية المباراة، بنزول عدد من هؤلاء الى ارض الملعب وتعرضهم لعدد من لاعبي الشانفيل والعاملين في لجنة الملاعب في الاتحاد اللبناني لكرة السلة.
وكان قرار جريء من الحلبي بالتمييز بين المشاغبين والقاعدة العريضة لجمهور النادي الاخضر، الاكثر شعبية في كرة السلة اللبنانية.
وانتقل رئيس الاتحاد الى مخفر الشرطة في بلدة غزير، وطلب فتح محضر بحق المخالفين وملاحقتهم امام القضاء، وأجرى ما يلزم وصولا الى تسطير مذكرات توقيف بحقهم وملاحقتهم امام المحاكم بدعاوى قضائية.
وقال الحلبي ان الوقت قد حان للنيل من المشاغبين وردعهم بالوسائل القانونية، تمهيدا للحد من ظاهرة الشغب المتنامية، متعهدا القيام بكل ما يلزم لتأمين سلامة المباريات في الملاعب، وتجنيب الاخيرة اعمال الشغب وظاهرة العنف.
وميز الحلبي بين المشاغبين والقاعدة العريضة للنادي، بعدما كان يتم سابقا الاكتفاء بمعاقبة كل ناد يقوم جمهوره بأعمال شغب. وتابع الاجراءات القانونية امام الجهات القضائية، على ان يرفقها بقرارات اتحادية تمنع المتورطين في اعمال الشغب من الدخول الى الملاعب.
كما تعهد تأمين سلامة المباريات وجعل ارض الملعب منطقة محظورة على الجمهور.
وكانت اعمال شغب واسعة تلت مباراة صاخبة، اشعلها اللاعب السوداني المجنس لبنانيا في صفوف الشانفيل آرثر ماجوك بدفعه لاعبا من الحكمة بقوة لارتكاب الاخير خطأ غير رياضي عليه. وعوقب ماجوك بالطرد، وغيابه تاليا عن مباراة فريقه امام الرياضي بيروت في المرحلة المقبلة.
وجاءت المباراة بعد يوم واحد على انتخاب لجنة ادارية جديدة لنادي الحكمة برئاسة ايلي يحشوشي النائب السابق لرئيس الاتحاد اللبناني لكرة السلة في العصر الذهبي للعبة ايام الرئيس السابق لنادي الحكمة انطوان شويري الذي توفي في شباط 2010.
وضمت لائحة يحشوشي التي فازت بكامل اعضائها السبعة، الرئيس السابق للاتحاد جورج بركات. وقدمت برنامج عمل يتضمن تسديد الديون المترتبة على النادي والبالغة زهاء 2,4 مليوني دولار، فضلا عن حل الدعاوى التي اقامها لاعبون على الفريق لدى جهات دولية بطريقة حبية، الى تعزيز صفوف النادي الاخضر وأعادته الى التنافس على اللقب اعتبارا من الموسم المقبل، علما انه غاب عن منصات التتويج منذ احرازه بطولتي لبنان وآسيا للنوادي في 2004، بعد استقالة باني نهضة كرة السلة اللبناني شويري وابتعاده مع يحشوشي الذي اعتبر الذراع اليمنى له ورجل الظل في عصر البطولات للنادي الاخضر.