Advertisement

تكنولوجيا وعلوم

كثرة اللغات على "فيسبوك".. عقبة بالحرب على المحتوى الضار

Lebanon 24
24-04-2019 | 07:00
A-
A+
Doc-P-580486-636916977807887544.jpg
Doc-P-580486-636916977807887544.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
تصطدم الجهود الكبيرة التي تبذلها شركة فيسبوك لكشف الخطاب الذي يحض على الكراهية وأشكال أخرى من المحتوى مثيرة للمشاكل بعجز الشركة عن مجاراة سيل اللغات الجديدة مع انتشار وسائل التواصل الاجتماعي في كل بقاع الكرة الأرضية من خلال أجهزة الهاتف المحمول.
Advertisement

وتتيح الشركة لمستخدمي خدماتها البالغ عددهم 2.3 مليار مستخدم خصائص مثل القوائم والتنبيهات بلغات يبلغ عددها 111 لغة مختلفة تقول الشركة رسميا إنها تدعمها.

وقد أشارت وكالة "رويترز" إلى وجود 31 لغة أخرى شائعة الاستخدام على فيسبوك، لكن الشركة لا تدعمها رسميا.

واكتشفت "رويترز" أن القواعد التفصيلية المعروفة بمسمى "معايير المجتمع"، التي تحظر على المستخدمين نشر مواد مسيئة بما في ذلك خطاب الكراهية والاحتفاء بالعنف، مترجمة إلى 41 لغة فقط من بين 111 لغة مدعومة حتى أوائل آذار الماضي.

ويتكلم العاملون في "فيسبوك" في مجال مراقبة المحتوى، البالغ عددهم 15 ألفا، حوالي 50 لغة، لكن الشركة قالت إنها تستعين بمترجمين محترفين كلما اقتضى الأمر. وتغطي الأدوات الآلية للتعرف على خطاب الكراهية حوالي 30 لغة.

ويعقّد هذا العجز في اللغات المعركة التي تخوضها فيسبوك للحد من المحتوى المؤذي، وما قد يسببه من ضرر بما في ذلك الضرر الذي قد يلحق بالشركة نفسها.

وتهدد دول من بينها استراليا وسنغافورة وبريطانيا حالياً باعتماد قواعد جديدة مشددة لمعاقبة مخالفيها من المديرين بغرامات باهظة أو بالسجن إذا ما تقاعست الشركة عن إزالة المحتوى محل الاعتراض على الفور.

ويتم تحديث "معايير المجتمع" كل شهر ويصل حجمها إلى نحو 9400 كلمة باللغة الانكليزية.

وسبق أن قالت مونيكا بيكرت، نائبة رئيس فيسبوك المسؤولة عن المعايير لوكالة "رويترز"، إن ترجمة هذه المعايير إلى كل اللغات المختلفة "عبء ثقيل".

وأوضحت متحدثة باسم فيسبوك هذا الأسبوع أن "هذه القواعد تترجم على أساس كل حالة على حدة بناءً على ما إذا كان استخدام كل لغة يحقق "كتلة حرجة بحجم معين" وما إذا كانت فيسبوك مصدرا أساسيا للمعلومات لفئة المتحدثين". وقالت المتحدثة إنه "لا يوجد عدد محدد لتعريف "الكتلة الحرجة".

وأضافت أن من بين اللغات التي لها الأولوية في الترجمة لغة الخمير وهي اللغة الرسمية في كمبوديا واللغة السنهالية السائدة في سريلانكا حيث حجبت الحكومة موقع فيسبوك هذا الأسبوع لوقف انتشار الشائعات بعد تفجيرات عيد القيامة المروعة.

وفي العام الماضي، توصل تقرير نشرته "رويترز" إلى أن خطاب الكراهية على فيسبوك الذي ساهم في نشر التطهير العرقي في ميانمار استمر دونما رادع لأسباب منها أن الشركة تباطأت في إضافة أدوات مراقبة المحتوى والاستعانة بموظفين للمتابعة باللغة المحلية.

وتؤكد فيسبوك أنها تتيح القواعد الآن باللغة البورمية، ويعمل بها أكثر من 100 من المتكلمين بتلك اللغة.

واعتبرت المتحدثة أن جهود فيسبوك لحماية الناس من المحتوى الضار بلغت "قدرا من الاستثمار في اللغات يتجاوز أي شركة أخرى في مجال التكنولوجيا".

غير أن مسؤولين حقوقيين يؤكدون أن فيسبوك عرضة لخطر تكرار مشاكل ميانمار في دول أخرى تعاني من الصراع حيث لا تجاري القدرات اللغوية انتشار وسائل التواصل الاجتماعي.

وفي هذا السياق، قال فيل روبرتسون نائب مدير شعبة آسيا في منظمة "هيومن رايتس ووتش": "من المفترض أن تكون هذه هي قواعد الطريق ويجب أن يصر الزبائن والجهات التنظيمية على أن تجعل منصات التواصل الاجتماعي القواعد معروفة وتشرف على تطبيقها فعليا. والتقاعس عن ذلك يفتح الباب أمام إساءات خطيرة".

ويتحدث عدد لا يقل عن 652 مليون شخص في مختلف أنحاء العالم بلغات تدعمها فيسبوك لكن "معايير المجتمع" لم تترجم إليها، وذلك وفقا لبيانات "موسوعة إثنولوج اللغوية". ويتكلم 230 مليونا غيرهم بواحدة من 31 لغة لا تدعمها فيسبوك رسميا.

وتستخدم فيسبوك برمجيات آلية كوسيلة أساسية للتصدي للمحتوى المحظور. وقالت الشركة إن هذه الأدوات، التي تم تطويرها باستخدام نوع من الذكاء الاصطناعي يطلق عليه "تعلم الآلة"، تتعرف على خطاب الكراهية بحوالي 30 لغة وعلى "الدعاية الإرهابية" بنحو 19 لغة.

وفي هذا السياق، أوضح جاي روزن نائب رئيس فيسبوك المشرف على تنفيذ السياسات الآلية في تصريح لـ"رويترز" أن تعلم الآلة يستلزم كما هائلاً من البيانات لتدريب أجهزة الكمبيوتر وأن ندرة النصوص باللغات الأخرى يمثل تحديا في تطوير هذه الأدوات بسرعة.

بخلاف الأدوات الآلية وعدد ضئيل من جهات التحقق الرسمية من الحقائق، تعتمد فيسبوك على المستخدمين في الإبلاغ عن المحتوى المؤذي. وهذا يخلق مشكلة كبرى حينما لا تكون "معايير المجتمع" مفهومة أو حتى موجودة.


المصدر: العربية
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك