يتميز اسم "جاك دانييلز" بأنه أبرز العلامات التجارية العالمية للويسكي، لكن ما لا يعرفه إلا قلة، أن المشروب الكحولي تم ابتكاره على يدي ناثان "نيرست" غرين، وهو رجل عاش في ظل العبودية وأشرف على تدريب دانيل، مؤسس الشركة.
وتقول ديبي ستيبلس، حفيدة أحفاد غرين، التي سمعت القصة من جدتها لموقع "فويس أوف أميركا": "كان يصنع الويسكي، وهو من علم جاك دانيل. الناس لم يصدقوا ذلك، إنه أمر جارح. لا أعلم إن كان السبب بذلك لأنه كان رجلا أسود".
لكن عددا من الأشخاص، على رأسهم مدير شركة "براون-فورمان"، المالكة لعلامة "جاك دانييلز تينيسي ويسكي"، اعترف بالدور التأسيسي الذي لعبه غرين في تطوير العلامة التجارية.
ويقول المدير الدولي للتسويق لعلامة "جاك دانييلز تينيسي ويسكي"، مات بيلفنز، إن "الحقيقة الأكيدة هي أن نيرست غرين كان أول المشرفين على التخمير في معامل جاك دانيلز".
وأضاف "نشعر بالفخر تجاه هذه القصة ونحن ملتزمون في نشرها والاعتراف بها. في الماضي، لم نقم بذلك، لم نقم بتسليط الضوء على القصة، لكن تركيزنا ينصب على المستقبل والمضي قدما".
أول مشرف أسود على عمليات التقطير
بدأت القصة في منتصف القرن التاسع عشر، بمنطقة لينشبورغ في ولاية تينيسي، الموقع الحالي لمعمل تقطير جاك دانيال، حيث قام مالكو العبيد بإعارة غرين لواعظ محلي يُدعى دان كول.
وصنع غرين، الذي اشتهر بأنه عامل تقطير ماهر، الويسكي لصالح كول، باستخدام عملية تصفية القيقب باستخدام الفحم، التي يعتقد أنها نشأت في غرب أفريقيا، وهناك أصبح دانيل، الصبي الذي عمل لدى كول، متدرباً يتلقى إشراف غرين وتعلم التقنية الخاصة التي أعطت ويسكي تينيسي طعمه المميز.
وبعد تحرير العبيد في عام 1863، اشترى دانيل معمل تقطير كول ووظف غرين كأول مشرف رئيسي على عمليات التقطير لجاك دانيالز.
يقول بيلفنز: "ما نعرفه، إلى حد ما، هو أن علاقة بين المرشد والمتدرب نشأت بينهما، وأود أن أقول، صداقة"، مضيفا أن "القصص التي تم تناقلها (تتحدث) عن الرعاية التي أولاها جاك دانيال للاعتراف دائماً... بعائلة غرين".