Advertisement

مقالات لبنان24

"Selfie".. هواية أم هوس؟

لينا غانم Lina Ghanem

|
Lebanon 24
18-12-2015 | 04:28
A-
A+
Doc-P-94728-6367053423403622491280x960.jpg
Doc-P-94728-6367053423403622491280x960.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
بعد تنامي ظاهرة التعود على صور "سيلفي"، تتجه منظمة الصحة العالمية الى إدراج هذه الظاهرة على قائمة الأمراض النفسية، هذه القائمة التي تضم التصنيف الدولي للأمراض النفسية، والتي سيضاف اليها الإدمان على التقاط صور "سيلفي" وعلى استخدام شبكات التواصل الاجتماعي. ظاهرة التصوير الذاتي لم تدخل بعد هذه القائمة، لذلك يصعب على أطباء الأمراض النفسية تشخيصها وعلاجها لكن الأمر متوقع ومنطقي، إذ ان هناك دراسات أولية تدل غلى أن هذه الممارسات سوف تدخل الى تصنيف الاضطرابات النفسية، والموضوع هو مسألة وقت فقط، ولا بد من أن تدخل عن طريق مرض الوسواس أو الإدمان، علماً أن السلوكيات العامة لا تصنف كمرض الا اذا تحقق شرط واحد رئيسي وهو الضرر بالأداء العام للانسان. وهذا هو واقع الحال في الاستخدام المسرف لمواقع التواصل الاجتماعي وصور "سيلفي" التي تستهلك وقتاً وجهداً لا تستأهله. اجتاحت "سيلفي" مواقع التواصل الاجتماعي حتى أصبحت موضة فرضتها التقنية الحديثة وتطور الكاميرات والهواتف، وهي تعني قيام الشخص بتصوير نفسه بنفسه منفرداً أو مع مجموعة من الأصدقاء بمجرد كبسة زر. واللافت أن الأمر لا يحتاج الى ضبط أو انضباط أو وقفة رسمية أو نظرة تقليدية تجاه الكاميرا كما في التصوير التقليدي الذي عرفناه منذ اختراع التصوير. فالصورة الملتقطة بهذه الطريقة تتميز بالعفوية والبسمة وحركات ذات دلالات خاصة، بحيث يشترك كل من يتخذ هذه الوضعية في التصوير بابتسامة جماعية ترتسم على وجوه الجميع. من هنا فإن "سيلفي" ألغى دور المصور التقليدي الذي كان يحمل كاميرته الكبيرة ويدور ملتقطاً الصور، فمتى انتشرت تقنية الكاميرا الأمامية في الهواتف المحمولة؟ على رغم أن هذا النوع من التصوير يغير معالم الوجه ويبرز العيوب فيه، الا أنه جذب ملايين الأشخاص حول العالم ونجح في توحيد الجميع حوله، علماً أن هدف التصوير هو التقاط الجمال من حولنا. مصطلح "سيلفي" ورد في قاموس أوكسفورد المرجعي وهو يعني حرفياً "صورة ملتقطة ذاتياً بواسطة هاتف ذكي أو ويبكام وتنشر على مواقع التواصل الاجتماعي." موقع "ويكيبيديا" سجل أول صورة سلفي في العام 1917 عندما قام المصور الأوسترالي توماس بيكر بوضع كاميرته أمام المرآة وارتدى ملابس عسكرية وصور نفسه بنفسه. أضحى "سيلفي" ظاهرة تصويرية شبابية عالمية، وقد تعززت ملامح هذا المصطلح المعاصر في العام 2013 بقوة عندما نالت كلمة "سيلفي" لقب "كلمة العام"، ولكن هل من ارتدادات سلبية لهذه الظاهرة العالمية؟اذا كانت "السلفي" تعني انتفاء الحاجة الى تكليف الآخرين بمهمة التصوير في موقع ما بحسب المعتاد فإن خبراء علم النفس يرون أن هذه الظاهرة تزيد من حال الذاتية والانفرادية والوحدوية و"الأنا" في شتى المجالات، لأن "سيلفي" تعني بالمعنى البسيط للكلمة" إنني لست بحاجة اليك، وذاتي تكفي وأن اهتمامي بنفسي وذاتي يفوق الآخر"، وبالتالي لم يعد هناك متسع لمعاني الفرح والتضامن الاجتماعي. فالتصوير إن جاز التعبير هو تمثيل ما أحببناه من جمال في الآخر بصورة فنية التقطناها بالنظر اليه والتركيز عليه والتفاعل معه. يؤكد علم النفس أن هذه الظاهرة قد تتجول الى نرجسية تؤدي بالفرد الى الانعزال والانسلاخ عن محيطه، لاعتقاده بأن لا مثيل له مع تظهير لافت لمعاني حب الذات والغرور والتعالي والشعور بالأهمية والأنانية وحب الظهور الخارجي.
Advertisement
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك