Advertisement

خاص

هل منحت أوروبا بوتين الفرصة لتحضير ضربة ثانية ضدها؟

ترجمة رنا قرعة Rana Karaa

|
Lebanon 24
26-11-2022 | 04:30
A-
A+
Doc-P-1014405-638050511809861180.jpg
Doc-P-1014405-638050511809861180.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
خسر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين حرب الطاقة الخاصة به هذا العام. ولكن من المتوقع أن يحقق نصراً العام المقبل عبر استنفاد إرادة أوروبا للمقاومة من خلال اشعال أزمة غاز وأزمات أخرى.
 
Advertisement
وبحسب صحيفة "ذا تليغراف" البريطانية، "إن الهدف الثانوي لهجومه الخاطف على البنية التحتية للطاقة في أوكرانيا هو الاتحاد الأوروبي نفسه. فالضرر الذي خلفه يحرم أوروبا من واردات الكهرباء الضرورية الآتية من المصانع الأوكرانية. يجب أن تتدفق الطاقة في الاتجاه المعاكس لمنع وقوع كارثة إنسانية في المدن الأوكرانية. إن التحول في التدفقات كبير بما يكفي لتغيير توازن الطاقة الهش. ويتمثل التأثير في تقليص هامش أمن الطاقة في أوروبا إلى مستويات منخفضة للغاية وزيادة الألم حتى عام 2023، مما يدفع الصناعات الأوروبية إلى الانهيار. لقد أحرق بوتين بالفعل الكثير من الجسور الجيوسياسية، وعانى من انتكاسات في ساحة المعركة، لدرجة أنه اضطر تقريبًا بسبب الأحداث للعب أوراق الطاقة الأخيرة".
 
وتابعت الصحيفة، "قالت حليمة كروفت، محللة الطاقة السابقة في وكالة الاستخبارات المركزية والرئيسة العالمية لاستراتيجية السلع الأساسية في شركة "آر. بي. سي. لأسواق رأس المال" حالياً، إن "هدف بوتين هو إشعال انتفاضة المستهلكين الأوروبيين ضد حكوماتهم. يريد إشعال موجة "سترات صفراء" جديدة". يراهن بوتين على أنه قادر على تحطيم أوروبا قبل أن تفكك الأخيرة روسيا. قد يُفشل أيضًا حكومة ريشي سوناك والاستقرار الاجتماعي لبريطانيا ما لم يتم زيادة مستويات تخزين الغاز بشكل كبير بحلول الشتاء المقبل، ودعمها بحملة طارئة لعزل المباني. قال البروفيسور آلان رايلي، خبير الطاقة في المجلس الأطلسي ومستشار في الشؤون الأوكرانية، "بوتين يعرف بالضبط ما يفعله. يستهدف محطات الكهرباء الفرعية ومحولات الصعود التي يصعب استبدالها". وأضاف: "يملك رؤية كاملة لكل هدف لأنه لديه خطط مفصلة تعود إلى الاتحاد السوفيتي. إنها حرب طاقة على أوكرانيا وأوروبا في الوقت عينه".
 
وأضافت الصحيفة، "تتوقع حليمة كروفت أن تستمر روسيا في التصعيد خلال الشتاء وذلك من خلال القيام بعمليات تخريبية لأنابيب الغاز. ويمثل خط الأنابيب النرويجي الجديد إلى بولندا هدفاً رئيسياً. وكذلك خطوط أنابيب الغاز والطاقة النرويجية إلى المملكة المتحدة. إن الهجوم الواضح على هذه البنية التحتية من شأنه أن يفعّل المادة 5 لحلف الناتو، وربما ستمثل هذه الخطوة خطرًا كبيرًا حتى بالنسبة للقيصر الروسي. أما حالات التعطيل الأكثر ضبابية فهي مسألة أخرى. فمثلاً، حُرمت إستونيا من هذا الدعم عندما تعرضت بنيتها التحتية الحيوية للهجوم. فيمكن إلقاء اللوم على الجهاديين في هجوم روسي على موانئ في شمال إفريقيا والتي تشحن الغاز إلى إيطاليا، مما يؤدي إلى تعكير المياه بما يكفي لإفشال أي رد".
 
وبحسب الصحيفة، "لقد منحنا الطقس الدافئ راحة زائفة. وكذلك الأمر بالنسبة لاتباع سياسات "صفر-كوغيد" من قبل بكين. فقامت الصين بإعادة بيع عقودها من الغاز الطبيعي المسال إلى أوروبا. وستكون الدولة أكبر مشتر في العالم مرة أخرى بمجرد إلغاء سياساتها الخاصة بكورونا. قال تييري بروس، الرئيس السابق لأمن الطاقة في فرنسا، "لقد استوعبنا الصدمة فقط لأن بوتين لم يقطع تدفق الغاز بالكامل. استمر تدفق حوالي 24 مليار متر مكعب عبر أوكرانيا وتركيا لأن بوتين أراد أن يمارس حيله وتقسيم أوروبا". حتى هذا توقف الآن. ويوم الثلاثاء، بدأ الكرملين في قطع تدفق الغاز المتبقي إلى جنوب أوروبا عبر مولدوفا. كما ولا ينبغي لنا أن نفترض أن إمدادات النفط آمنة. سيرد بوتين بطريقة ما على الحظر الذي تفرضه أوروبا على صادرات الخام الروسية ابتداء من 6 كانون الأول، إما عن طريق حجب الإمدادات أو عن طريق تخريب أهداف مثل محطة الضخ الكهربائي على خط أنابيب دروزبا إلى المجر وسلوفاكيا وجمهورية التشيك. وقد مُنحت هذه الدول غير الساحلية إعفاءً من الحظر لأنه ليس لديها مصادر أخرى للنفط".
 
وتابعت الصحيفة، "حذر بوتين في منتدى سان بطرسبرج الاقتصادي هذا العام من أن العقوبات الأوروبية سيكون لها "عواقب وخيمة على سوق الطاقة العالمية". ولم يترك مجالاً للشك في أن هدفه هو دفع تكاليف السلع إلى مستويات تزعزع استقرار الديمقراطيات وتتسبب في "تدهور على مستوى النظام" للاقتصاد الأوروبي. فروسيا لديها فائض تجاري يبلغ 20 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي ولديها صندوق حرب كبير. يمكنها تجاوز شهور من الصادرات المقيدة. ولكن، هل يمكن لأوروبا أن تدوم طويلا؟ لقد خفضت الصناعة الألمانية استهلاكها للغاز بنسبة 27 بالمئة في تشرين الأول. تقول غرف التجارة والصناعة الألمانية إن ربع قطاع الكيماويات إما يخفض الإنتاج أو يحول الإنتاج إلى الخارج. أصبحت أوروبا مستوردا صافيا للمواد الكيميائية لأول مرة في العصر الحديث".
 
وأضافت الصحيفة، "لم تتصدع الديمقراطيات بعد، لكن 42٪ فقط من الإيطاليين و 49٪ من النمساويين يؤيدون الآن فرض عقوبات على روسيا. ألقت أحزاب اليسار واليمين المتشدد الرئيسية في كل من فرنسا وألمانيا باللوم على "عدوان الناتو" في الحرب. لدى بوتين دافع كافٍ لاستغلال الخطوط الساطعة للانقسام الذي بدأ بالظهور في أوروبا. لن يكون من السهل كشف هذا الأمر، لكن الغرب ربما ارتكب خطأً فادحًا من خلال حجب المدفعية البعيدة المدى والطائرات المقاتلة عن أوكرانيا خلال حملة الصيف والخريف. هذا الخوف من التصعيد منع ضربة قاضية حاسمة ورد فعل سياسي متسلسل داخل روسيا".
 
وختمت الصحيفة، "لقد منحنا بوتين فرصة ثانية لنشر سلاح طاقته ضدنا".
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

 
إشترك