Advertisement

عربي-دولي

للمرة الأولى منذ عقود... الصينيون يتحدون السلطة والتظاهرات تعم البلاد

Lebanon 24
29-11-2022 | 08:00
A-
A+
Doc-P-1015289-638053125206407385.jpg
Doc-P-1015289-638053125206407385.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
كتبت "الحرة":
 
في مؤتمر الحزب الشيوعي الصيني في أكتوبر الماضي، ظهر الرئيس شي جينبينغ بمظهر الرجل الذي تعززت سلطته إلى درجة قد يكون من الصعب تخيل تحد خارجي لها.
Advertisement

وبعد تجديد الحزب الثقة به لولاية ثالثة، وهو أمر غير مسبوق في البلاد، بدا أن شي منيع ضد التحديات الداخلية أيضا، لكن هذا الافتراض أثبت خطأه بعد أقل من أربعين يوما على إعادة انتخابه.


وللمرة الأولى منذ عقود، تحدى آلاف الأشخاص السلطات الصينية وقاموا بالاحتجاج في الجامعات وفي شوارع المدن الكبرى، في تظاهرات كان عنوانها الظاهري الخلاص من قيود سياسة "صفر كوفيد" لكنها حملت أيضا انتقادات كبيرة ومطالبات برفع قبضة الحزب الحديدية على مفاصل الحياة في البلاد، بل وأيضا إقالة الرئيس.


ما الذي حدث في الصين؟

أدى حريق اندلع في مدينة شينجيانغ الصينية إلى مقتل ما لا يقتل عن عشرة أشخاص. وسريعا تحول مقتلهم في المدينة التي تشهد إجراءات حظر تجوال ضمن سياسة صفر كوفيد مشددة منذ أسابيع إلى غضب شعبي خاصة بعد أن انتشرت أقاويل في المدينة تشير إلى أن سبب تأخر رجال الإطفاء في معالجة الحريق وإنقاذ الضحايا هو سياسة صفر كوفيد.

ويبدو أن مقاطع الفيديو المتداولة على الإنترنت عززت هذا الفهم لدى السكان في مختلف أنحاء البلاد، الذين عانوا أصلا من ثلاث سنوات من ضوابط كوفيد الصارمة.

وتقول شبكة CNN إن الحريق كان القشة التي أدت إلى تفجر الغضب الشعبي، بعد أن بقي السكان في المدن الصينية تحت رحمة حظر تجول وإجراءات إغلاق تستمر أحيانا لأشهر، واقتصاد يعاني بسبب تلك الإجراءات، ونقص في الوصول إلى الإمدادات الطبية والغذائية خلال فترة الإغلاق، وأيضا الصرامة "المبالغ بها" في أحيان كثيرة من قبل مسؤولي الحظر الصحي الذين ظهروا في فيديوهات كثيرة وهم يفصلون أطفالا عن أهاليهم أو مسنين عن عوائلهم بسبب الإصابة.


نريد الحرية

وفي جميع أنحاء البلاد، أصبحت صرخة "نريد الحرية" هي العلامة لموجة من الاحتجاجات التي يقودها بشكل رئيسي جيل الشباب.

والكثير من المحتجين أصغر من أن يكونوا قد شاركوا في أعمال سابقة من المعارضة العلنية ضد الحكومة.

وهتفت حشود بالمئات في عدة مدن "أعطني الحرية أو أعطني الموت" كما تظهر مقاطع فيديو متداولة على الإنترنت.

لكن بالنسبة للعديد من المتظاهرين، فإن المظاهرات تدور حول أكثر بكثير من مجرد كوفيد - فهي تجمع بين العديد من الشباب ذوي العقلية الليبرالية الذين قد يتم إحباط محاولاتهم للتحدث علنا بسبب الرقابة الصينية الصارمة على الإنترنت.

وخلال الليلة الأولى من المظاهرات في شنغهاي، هتف حشد "تنحى يا شي جين بينغ تنحى أيها الحزب الشيوعي" في تحد مباشر غير مسبوق للزعيم الأعلى.

وهتف بعض المحتجين مرة أخرى مطالبين بعزل شي.

وفي تشنغدو، لم يذكر المتظاهرون اسم شي، لكن من الصعب تفويت معنى الهتافات "المعارضة للديكتاتورية" التي هتف بها مئات الأشخاص الذين كانوا يحتشدون على ضفاف النهر"ز

وقال المحتجون "لا نريد حكاما مدى الحياة. لا نريد أباطرة" في إشارة مبطنة لكن واضحة إلى الزعيم الصيني، الذي بدأ الشهر الماضي فترة ولاية ثالثة محطمة للمعايير في منصبه.

وفي بكين وشنغهاي وشينجيانغ، وهي ثلاثة من أكبر المدن الصينية، يمكن تتبع أثر المحتجين بوضوح، وكذلك تحديهم لقوات الأمن.

وهتف بعض المحتجين مطالبين بحرية التعبير والديمقراطية وسيادة القانون وحقوق الإنسان ومطالب سياسية أخرى في مدن من المركز المالي الشرقي لشنغهاي إلى العاصمة بكين والعاصمة قوانغتشو الجنوبية وتشنغدو في الغرب.

وقالت CNN إنها تحققت من الاحتجاجات في 16 موقعا، مع تقارير عن تنظيم احتجاجات أخرى في عشرات المدن والجامعات الأخرى في جميع أنحاء البلاد.

وفي احتجاج رمزي ضد الرقابة المشددة، رفع المتظاهرون الشباب في جميع أنحاء الصين أوراقا بيضاء – في استعارة معنوية لعدد لا يحصى من المنشورات الانتقادية والمقالات الإخبارية وحسابات وسائل التواصل الاجتماعي الصريحة التي تم محوها من الإنترنت.

وقال متظاهر في بكين لشبكة CNN في الساعات الأولى من يوم الاثنين بينما كان يسير على الطريق الدائري الثالث في المدينة مع كومة رقيقة من ورق A4 الأبيض "أعتقد أنه في مجتمع عادل، لا ينبغي تجريم أي شخص بسبب خطابه، لا ينبغي أن يكون هناك صوت واحد فقط في مجتمعنا - نحن بحاجة إلى مجموعة متنوعة من الأصوات".

لكن حمل الأوراق البيضاء قد يكون أيضا تكتيكا للإفلات من العقوبات الصارمة التي تنزل بحق منتقدي الحزب والرئيس في البلاد.

كيف تتعامل السلطة مع الاحتجاجات؟
وفي حين يبدو أن الاحتجاجات في عدة أجزاء من الصين قد تفرقت سلميا إلى حد كبير خلال عطلة نهاية الأسبوع، إلا أن بعضها قوبل برد أقوى من السلطات، وتم تشديد الإجراءات الأمنية في جميع أنحاء المدن في بلد تمتلك السلطات فيه قدرات مراقبة وأمنية متفوقة.

وفي بكين، بدا أن هناك وجودا مكثفا للشرطة مساء الاثنين، بعد يوم من اندلاع الاحتجاجات هناك. واصطفت سيارات الشرطة، التي كان العديد منها متوقفا، في شوارع هادئة بشكل أكثر من المعتاد في أنحاء أجزاء من العاصمة، بما في ذلك بالقرب من ليانغماكياو في منطقة تشاويانغ بوسط المدينة، حيث تجمع حشد كبير من المحتجين مساء الأحد.

ورفض متحدث باسم وزارة الخارجية وصف الاحتجاجات بأنها "عرض واسع للغضب والإحباط"، كما لم يعلق على إمكانية الابتعاد عن نهج صفر كوفيد أو تخفيفه.

وقال المتحدث تشاو لي جيان للصحفيين "ما ذكرتموه لا يعكس ما حدث بالفعل"، مضيفا أن السلطات "تجري تعديلات" على سياساتها المتعلقة بكوفيد بناء على "الحقائق على الأرض".

وقال "نعتقد أنه مع قيادة الحزب الشيوعي الصيني والشعب الصيني ستكون معركتنا ضد كوفيد-19 ناجحة".

وخلال عطلة نهاية الأسبوع، تحركت الرقابة بسرعة لمسح مقاطع الفيديو والصور للاحتجاجات من الإنترنت الصيني، على الرغم من أن الصور النادرة تصدرت عناوين الصحف في جميع أنحاء العالم.

وفي تعليقات على الإنترنت، لم تشر وسائل الإعلام الحكومية الصينية إلى الاحتجاجات، وركزت بدلا من ذلك على نقاط القوة في سياسات بكين المناهضة لكوفيد، مؤكدة أنها "علمية وفعالة".

لماذا احتجاجات الصين مهمة بالنسبة للعالم؟

حثت الأمم المتحدة يوم الاثنين السلطات الصينية على ضمان "حق الشعب في التظاهر السلمي"، حسبما قال المتحدث باسم الأمين العام ستيفان دوجاريك في إفادة يومية.

وخلال مؤتمر صحفي يوم الاثنين، كرر جون كيربي، منسق الاتصالات في مجلس الأمن القومي، مرارا وتكرارا إن سياسة الإدارة هي أنه "يجب السماح للناس بالحق في التجمع والاحتجاج السلمي على السياسات أو القوانين أو الإملاءات التي يعترضون عليها".

وانتقد رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك الصين يوم الاثنين قائلا "بدلا من الاستماع إلى احتجاجات شعبها اختارت الحكومة الصينية اتخاذ مزيد من الإجراءات القمعية بما في ذلك من خلال الاعتداء على صحفي من هيئة الإذاعة البريطانية (بي.بي.سي)".

وتصنع الصين معظم المنتوجات التي يستخدمها سكان العالم في حياتهم اليومية، كما أن كثير من المنتجات الدقيقة والتكنولوجية من الهواتف إلى السيارات تصنع أو تجمع في الصين، أو تعتمد على قطع غيار مصنوعة في البلاد.

كما أن الصين هي أحد أهم مستوردي النفط في العالم، ويظهر تأثير أي انخفاض أو نمو في اقتصادها بسرعة حول العالم."الحرة" 
المصدر: ألحرة
تابع
Advertisement
22:10 | 2024-04-17 Lebanon 24 Lebanon 24

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

 
إشترك