Advertisement

عربي-دولي

هل ستتغيّر الأمور في أو كرانيا نحو الأسوأ بعد تحرير خيرسون؟

ترجمة رنا قرعة قربان - Rana Karaa Korban

|
Lebanon 24
02-12-2022 | 07:00
A-
A+
Doc-P-1016319-638055823758517847.jpg
Doc-P-1016319-638055823758517847.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
في المرحلة الأولى من الحرب، وصل الروس إلى ضواحي كييف، وبدت أوكرانيا وكأنها مستسلمة. في المرحلة الثانية، وبعد أربعة أسابيع فقط، كانت كييف في طريقها لاستعادة ما يقرب من ألف مستوطنة. أما الآن، فبدأت المرحلة الثالثة بانتصار أوكراني أخرج الروس من خيرسون. لكن الأمور قد تتغير للأسوأ عمّا قريب.  
Advertisement

وبحسب صحيفة "التايمز" البريطانية، "بالتأكيد، يواصل الأوكرانيون الهيمنة على ساحة المعركة بفضل الضخ الهائل من الأموال والأسلحة الغربية. إنهم يقاتلون من أجل البقاء في الوقت الذي يندفع فيه الروس بمئات الآلاف للهروب من التجنيد. ويواجه الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الآن تهديدًا كان دائمًا حاضراً في الخلفية. ويأتي هذا التهديد من أصدقائه اللطفاء والكرماء في الغرب".  

وتابعت الصحيفة، "في تشرين الثاني، التقى مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي جو بايدن، جيك سوليفان، مع نظيره الروسي لإجراء "محادثة سرية"، سربتها الإدارة على الفور كرسالة إلى كييف. ربما ناقش الطرفان "الحل الوسط" الذي سيطرحه بايدن بعد سقوط خيرسون. بالطبع، الرئيس لن يخبر الأوكرانيين بما يجب عليهم فعله". لكن هذا التلميح من الصعب عدم إعطائه بعض الأهمية. إن السيطرة على قرارات دولة حليفة هو ما تفعله القوى العظمى لتجنب الوقوع في فخ صراع مميت، فكيف الحال بوجود خصم روسي مستعد لاستخدام ترسانته من الأسلحة وبشكل مفرط".  

وأضافت الصحيفة: "إن إطلاق العنان للأسلحة النووية من قبل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لم يكن ذا مصداقية على الإطلاق. فبمجرد أن تبدأ بسلاح تكتيكي واحد، حتى ينتهي بك الأمر بمبارزة استراتيجية كارثية. حتى في عصر ما قبل الحرب النووية، حذر الاستراتيجي البروسي الشهير كارل فون كلاوزفيتز من اتخاذ "الخطوة الأولى دون التفكير في ما قد تكون عليه الخطوة الأخيرة". لو كان بوتين جاداً في تهديداته، لكانت المخابرات الأميركية على علم بذلك. لكانت ستشهد على سحب الرؤوس الحربية التكتيكية من مخابئها الخاضعة لحراسة مشددة بهدف جمعها بمركبات إيصال مثل الصواريخ والطائرات. سوف تتشتت هذه الأنظمة. والاتصالات المشفرة سترتفع فوق المعدل الطبيعي. لكن الأمر لن ينتهي هنا".  

وبحسب الصحيفة فإن على بوتين الحصول على تأمين استراتيجي والاستعداد لأسلحته العابرة للقارات لخوض الحرب. ترتفع مخاطر بوتين لأن الولايات المتحدة ستتجه لتفعيل نظام ديفكون 2: الصواريخ العابرة للقارات والغواصات الباليستية الجاهزة للانطلاق في غضون ست ساعات. في هذه المرحلة، يمكن أن يؤدي سوء الفهم وسوء التقدير إلى حرب إستراتيجية. تجنب بوتين هذه الخطوات بحذر. لقد حذره حلف شمال الأطلسي، وكذلك حلفاؤه الصينيون: "يجب عدم خوض حروب نووية"."  

وتابعت الصحيفة: "مع ذلك، هزت تهديدات بوتين الغرب. فأي دولة تريد أن تموت من أجل كييف؟ أو يتجمد شعبها من الصقيع في الوقت الذي تقطع فيه روسيا الغاز عن أوروبا؟ حاولت كل من باريس وبرلين التوسط منذ اليوم الأول. قد يكون الزعماء الغربيون متعبين من الحرب بعد تسعة أشهر. ففي الولايات المتحدة، بدأت الأصوات المعارضة من الجمهوريين لتورط بلادهم في الحرب بالتصاعد. ومن المفارقات، إذا استمر الحال على ما هو عليه الآن قد يأتي بنتائج عكسية. فقد تؤدي انتصارات أوكرانيا إلى انتقام روسي غير محدود، مهما كان الثمن. لكن الحقائق الاستراتيجية قد تميل ضد كييف. ففي هذه المرحلة الثالثة، قد لا يتمكن الجيش الأوكراني من تكرار بسهولة تقدمه المذهل خلال المرحلة الثانية".  

وأضافت الصحيفة: "إن السلوك الروسي في الماضي ليس مطمئنًا. فبعد ضم شبه جزيرة القرم واحتلال منطقة دونباس في عام 2014، تعهدت موسكو باحترام وقف إطلاق النار في الجنوب الشرقي وسحب الأسلحة الثقيلة. كما وتعهدت باحترام سيادة أوكرانيا هناك والانخراط في عملية سياسية. عوضاً عن ذلك، استمرت موسكو في إضفاء الطابع الروسي على دونباس ثم غزت بقية أوكرانيا. حينها، ردت الدول الغربية، والتي لم ترغب في تسليح السكان المناطق الخاضعة للاحتلال الروسي، بفرض عقوبات على روسيا بعد العام 2014. أما بوتين من جهته، فيريد مجال نفوذ معتمد في أوروبا الشرقية وإحياء الإمبراطورية السوفيتية القديمة، وهو ما يكرره باستمرار".  

وبحسب الصحيفة "هذه هي المعضلة المميتة للغرب. يجب ألا يفوز بوتين، لكن يجب ألا يفوز زيلينسكي بالكثير. في الوقت الحالي، في خضم التقدم الأوكراني والتعثر الروسي، لن تؤدي المفاوضات قريبًا إلى تسوية دائمة. فكيف نتغلب على هذه المعضلة؟ الهدف ليس بالإطاحة ببوتين، وهو الأمر الذي يمكن لشعبه فقط القيام به. إنما الهدف هو لإيقاظه وردعه عن القيام بأية مغامرة على المدى الطويل. من المؤكد أن شبه جزيرة القرم فُقدت. لكن التنازل عن انتصاراته الأخرى التي حققها في المرحلة الثالثة، من شأنه أن يشجعه". 

تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك