Advertisement

خاص

مع زيارة شي للسعودية.. هل انتهى "الزواج الأحادي"بين الرياض وواشنطن؟

ترجمة رنا قرعة قربان - Rana Karaa Korban

|
Lebanon 24
09-12-2022 | 03:30
A-
A+
Doc-P-1018393-638061722797629422.jpg
Doc-P-1018393-638061722797629422.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger

في مقابلة عام 2004، قال وزير الخارجية السعودي آنذاك، سعود الفيصل، للصحفي السابق من صحيفة "واشنطن بوست" ديفيد أوتاوي، إن العلاقة الأميركية السعودية لم تكن "زواجًا كاثوليكيًا"، حيث يُسمح بالارتباط بزوجة واحدة فقط؛ إنما "زواجاً إسلامياً"، حيث يُسمح بالارتباط بأربع زوجات. وكتب أوتاوي حينها، "لم تكن المملكة العربية السعودية تسعى إلى الطلاق من الولايات المتحدة؛ إنما فقط للارتباط بدول أخرى".
Advertisement
وبحسب مجلة "فورين بوليسي" الأميركية، "لقد تحقق ذلك الآن. وتوضح الأمر أكثر مع زيارة الرئيس الصيني شي جين بينغ إلى المملكة العربية السعودية هذا الأسبوع، وهي الأولى منذ عام 2016. لا يمكن لبكين أن تحل محل واشنطن في القضية الأكثر أهمية بالنسبة للسعوديين: الحفاظ على أمنهم في منطقة مضطربة. لكن أيام زواج الرياض الأحادي من واشنطن ربما بدأت تختفي من الوجود. ففي خضم الحرب الباردة الثانية اليوم، لن ترفض المملكة العربية السعودية فقط اختيار أحد الجانبين، ولكن من المحتمل أيضًا أن تقترب أكثر من بكين وموسكو ،كما تقتضي مصالحها الخاصة. باختصار، لم تعد واشنطن الزوجة الوحيدة في المنطقة".
وتابعت المجلة، "من الواضح أن المصلحة السعودية في تحسين العلاقات مع الصين تشكل تكتيكاً مؤقتاً لتذكير الولايات المتحدة بإيلاء المزيد من الاهتمام للمصالح السعودية وعدم اعتبار الرياض أمرًا مفروغًا منه. إن العلاقات الشخصية بين ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان والرئيس الأميركي جو بايدن لم تكن ودية على الإطلاق. لكن ما يحول دون نجاح العلاقة الأميركية السعودية هو أعمق بكثير من الكيمياء السيئة بين الرئيس وولي العهد. لقد تآكلت المقايضة الأساسية التي حافظت على العلاقة لعقود على مر السنين، والمتمثلة في حاجة واشنطن إلى النفط السعودي والرياض إلى الضمانات الأمنية الأميركية، بفضل قائمة طويلة من الضغوط والتوترات. نذكر منها: هجمات 11 أيلول عام 2001، الغزو الأميركي للعراق عام 2003، الاتفاق النووي بين إدارة الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما والعدو اللدود للسعودية، إيران. وآخرها، مقتل الصحفي والمعارض السعودي جمال خاشقجي".
وأضافت المجلة، "يبدو أن الجهود المبذولة لإصلاح العلاقات تزيد الأمر سوءاً. على الرغم من المصافحة الأخوية بالقبضة بين بايدن وولي العهد خلال زيارة الرئيس إلى المملكة، خرج المرء بشعور أن للسعوديين الكلمة الأخيرة، وأنهم حصلوا على أكثر مما أعطوا، ولم يكن لديهم نية للاصطفاف مع إدارة بايدن ضد روسيا في أوكرانيا أو ضد الصين الصاعدة. إنه لأمر مدهش أنه في المقال الذي نشره بايدن في صحيفة "واشنطن بوست" قبل رحلته إلى الشرق الأوسط في تموز، أشار إلى أنه من الضروري تحسين العلاقات الأميركية السعودية من أجل التنافس مع الصين. محمد بن سلمان، بالطبع، لا يرى الأمر بهذه الطريقة على الإطلاق. من وجهة نظره، فإن اللعبة الآن هي كيف يمكنه استخدام بطاقة الصين لصالح المملكة العربية السعودية، واستخراج كل ما يمكنه الحصول عليه من كل من بكين وواشنطن من دون نفور أي من الدولتين بشكل دائم".
وبحسب المجلة، "ماذا ستقدم الصين للسعودية؟ بالنسبة لمحمد بن سلمان، فإن الصين ليست مجرد رافعة يتم سحبها ضد الولايات المتحدة. إنما لها قيمة حقيقية. تعد الصين الآن أكبر شريك تجاري للمملكة العربية السعودية. قال إيفان أ. فيغنباوم، نائب رئيس الدراسات في مؤسسة كارنيجي للسلام الدولي، لمجلة "فورين بوليسي" إن بكين تتبع نهجًا متعدد الأبعاد يشمل التكنولوجيا والاتصالات. في الشهر الماضي، وقعت شركة الاتصالات الصينية China Mobile International مذكرة تفاهم مع الرياض "لتعزيز النظام البيئي للوسائط الرقمية في المملكة العربية السعودية". كما تقدم الصين للمملكة علاقة خالية من أي قيود وخالية من التدخل في السياسة الداخلية للبلاد، بما في ذلك كافة المخاوف المتعلقة بحقوق الإنسان".
وأضافت المجلة، "هذا يعني أنه، على عكس رحلة بايدن إلى المملكة العربية السعودية، من المرجح أن تتميز زيارة شي بالدفء المتبادل وأن تكون خالية من الكراهية والاحتكاك. وستسمح الزيارة، التي ستشمل ثلاث قمم بحسب ما ورد، لكل من محمد بن سلمان وشي بإظهار محوريتهما في المنطقة. إن العلاقة الأميركية السعودية ليست على وشك الانهيار. من المرجح أن تظل واشنطن الشريك الرئيسي للرياض في التعاون الأمني والاستخباراتي، ومن المرجح أن يضمن التهديد الخارجي من إيران بقاء جانب واحد على الأقل من العلاقة الخاصة، إذا تعرض أي من الطرفين إلى هجوم ما. لا يمكن للصين أن تحل محل تطور وفعالية الأسلحة الأميركية أو أن تعمل كضامن لحرية الملاحة في الخليج العربي - في الواقع، البحرية الأميركية هي التي تحمي وتساعد على تأمين إمدادات الطاقة الصينية هناك".
وختمت المجلة، "ومع ذلك، هناك شيء واحد مؤكد. لا تزال الولايات المتحدة مهمة للغاية بالنسبة لحسابات محمد بن سلمان، ولكن ربما لا تكون مركزية. في رحلته إلى الشرق الأوسط، أخبر بايدن السعوديين وغيرهم من قادة دول الخليج العربية أن الولايات المتحدة "لن تذهب إلى أي مكان" وأنها ستبقى في المنطقة. ولكن إذا قرر محمد بن سلمان القيام بما يريده بالفعل، فلن تذهب الصين - وربما روسيا أيضًا - من المنطقة".
 
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك