Advertisement

خاص

هذه حقيقة اللقاء المُرتقب بين الأسد واردوغان.. دمشق تشترط وأنقرة تهدد

جوسلين نصر Jocelyne Nasr

|
Lebanon 24
17-01-2023 | 04:30
A-
A+
Doc-P-1029543-638095497074149032.jpg
Doc-P-1029543-638095497074149032.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger

كثُر الحديث في الآونة الأخيرة عن لقاء مُرتقب بين الرئيس التركي رجب طيب اردوغان ونظيره السوري بشار الأسد وذلك بعد سنوات من الجمود السياسي وصل إلى حد العداء بين البلدين، وبعد سلسلة من لقاءات رفيعة المستوى جمعت مسؤولين من الجانبين برعاية روسية

 

فقد استضافت موسكو نهاية العام الماضي لقاءً بارزاً جمع وزير الدفاع التركي خلوصي أكار ووزير الدفاع السوري علي محمود عباس برعاية نظيرهما الروسي سيرغي شويغو وبمشاركة رئيسي المخابرات التركية هاكان فيدان والسورية حسام لوقا

 

وهو اللقاء الرسمي الأول الذي يجمع وزراء الدفاع الثلاثة منذ عام 2011 مع العلم أن لقاءا ثنائيا غير رسمي جرى بين وزيري خارجية تركيا وسوريا في الـ 2021 على ضوء قمة إقليمية

 

وُيطلق مسؤولون أتراك منذ فترة تصريحات حول نية أنقرة التقارب مع النظام السوري لمواجهة "تهديدات" التنظيمات الكردية المسلحة الموجودة على الأراضي السورية، غير أن دمشق تظهر عدم حماسة لهذه المساعي وتطلق شروطا للحوار مع تركيا

 

ومؤخرا أعلن الرئيس السوري بشار الأسد ان التقارب مع تركيا بوساطة روسية يجب أن يهدف إلى "إنهاء احتلال" أنقرة لأجزاء من سوريا

 

ومع الحديث عن التقارب بين البلدين تتواصل المواجهات بين القوات التركية والجيش السوري شمال سوريا، وأكّد المسؤول في الرئاسة التركية إبراهيم كالين يوم السبت الماضي أن شنّ عملية عسكرية برية في سوريا "ممكن في أي وقت بناء على مستوى التهديدات الواردة". فكيف ستتبلور العلاقات التركية ـ السورية في الفترة المُقبلة؟ وما هي دلالات هذا التقارب بين البلدين؟ 

 

دمشق لن تقدم لاروغان هدية مجانية 

المحلل السياسي والخبير الاستراتيجي السوري الدكتور علاء أصفري يشير إلى ان "الاتصالات السورية ـ التركية بدأت منذ أكثر من 5 سنوات وكانت قائمة بين أجهزة استخبارات البلدين بهدف التحضير لمثل هذه اللقاءات". 

 

ويضيف أصفري في حديث لـ "لبنان 24": "تركيا تريد وتطلب بشكل مباشر التطبيع مع سوريا لكنها تعاني من مشكلتين أساسيتين الأولى هي الانتخابات الرئاسية حيث ان الرئيس اردوغان يريد ان يسحب هذه الورقة من المعارضة التركية وبما ان عدد اللاجئين السوريين تخطى الـ4 ملايين لاجئ في تركيا فهذا الأمر يشكّل ورقة ضغط عليه قد تؤدي إلى خسارته الانتخابات الرئاسية في حزيران المقبل". 

 

والمشكلة الثانية، بحسب أصفري، هي ان الأمن القومي التركي مُهدد بموضوع الانفصاليين الأكراد لذلك بدأت مراحل التطبيع والمفاوضات أولا بلقاء وزيري دفاع البلدين". 

 

ويؤكد أصفري ان "موقف سوريا ثابت فهي غير معنية بالانتخابات الرئاسية التركية لا من قريب ولا من بعيد ولا تريد ان تقدم هدية على طبق من ذهب إلى اردوغان، لكنها أيضا تفرض شروطا فهناك 3 شروط سورية واضحة جدا تكلم عنها الجميع بمن فيهم الرئيس الأسد وتتضمن احترام سيادة سوريا واستقلالها، انسحاب الجيش التركي بالكامل من كافة الأراضي السورية، وإيقاف دعمه للمنظمات الإرهابية شمال غربي سوريا". 

 

وتابع: "الجيش التركي يحمي الآن الكثير من "العصابات" الإرهابية في مناطق الشمال مثل عفرين وعزاز وصولا إلى مدينة إدلب حيث هناك جبهة "النصرة" والتي تُعتبر تركيا الراعي الرسمي لها كما هناك عشرات الآلاف من "المقاتلين الإرهابيين" تتبناهم تركيا تحت مسميات مختلفة لذا على تركيا ان تعيد حساباتها بشكل دقيق وان تنفذ الشروط السورية". 

 

وأضاف: "لا نثق كثيرا بأردوغان ونخاف من ان يكون هذا الموضوع مجرد "لعبة" للانتخابات ولن نسمح بإعطائه هذه الورقة المجانية، وختم قائلا: "إذا كانت تركيا فعلا جدية في تحقيق الشروط السورية التي أعلنها الرئيس الأسد فنحن ذاهبون باتجاه التطبيع وإقامة علاقات طبيعية وبالتالي حل مشكلة كبيرة، أما ما يحدث شمال سوريا ومصير "الإرهابيين" فهذا شأن آخر يتم بحثه لاحقاً". 

 

وأنقرة تؤكد: لن نتراجع عن أهدافنا 

في المُقابل، اعتبر الصحفي التركي حمزة تكين ان "الأمور بين دمشق وأنقرة لا تزال في مرحلة الحوار ولا يوجد حتى الآن أي تأكيد حول لقاء على مستوى رفيع بين البلدين سواء أكان على المستوى الوزاري أو الرئاسي"، مؤكدا ان "كل ما يُحكى في الإعلام عن لقاءات مجرد شائعات وتسريبات غير صحيحة على الإطلاق". 

 

ولفت تكين عبر "لبنان 24" إلى انه "عندما يتحدد اللقاء سيتم الإعلان عن موعده بشكل رسمي من قبل وزارة الخارجية التركية ولكن حتى الآن لا يوجد أي توجه أكيد لعقد اجتماع سياسي بين دمشق وأنقرة"، موضحا ان "اللقاء الذي عُقد في موسكو مؤخرا ليس اجتماعا سياسيا بل كان أمنياً عسكريا من خلال حضور وزير الدفاع ورئيس الاستخبارات التركيين". 

  

وقال تكين: "ما يحصل مؤخرا بين البلدين مرحلة من الحوار وطرح الأفكار المُتبادلة ولكن هذا الحوار قد ينجح أو يفشل أو قد يتم الاتفاق على بعض النقاط، وكلنا يعلم ان هناك خلافات حادة بين أنقرة ودمشق". 

 

وتابع: "لدى تركيا توجهات وهي تنسق بشكل مباشر مع المعارضة السورية ومع الشعب السوري في المناطق الشمالية كما انها لن تتراجع وهدفها واضح في سوريا ولم يتغير منذ 10 سنوات وما يُحكى الآن هو طفرة إعلامية ولكن تركيا لم تغير موقفها حول ضرورة إزالة كافة التنظيمات الإرهابية التي تهدد الحدود التركية والأمن القومي التركي وضرورة إيجاد حل سياسي "شامل" للقضية السورية وفق قرارات الأمم المتحدة"، معتبرا ان "لا حل في سوريا من دون تحقيق هاتين النقطتين". 

 

وشدد تكين على ان "الجيش التركي لن ينسحب من الشمال السوري طالما ان الحل السياسي "الشامل" لم يتحقق وبالتالي المعادلة بسيطة إذا لم يتم إيجاد حل سياسي فلا انسحاب". 

 

وتابع: "أما مطالب النظام السوري وبعض التصريحات والكلام الإعلامي باننا لا نحاور أنقرة الا بانسحاب الجيش التركي من سوريا فهو كلام للعب على العواطف وللشحن "الشعبوي" فقط لا غير فهم حاوروا تركيا أصلا وجلسوا في موسكو وبالتالي كلامهم غير دقيق". 

 

وأكد ان أنقرة لن "تتراجع عن أهدافها ووجهة نظرها في القضية السورية وتحاول ان تحقق هذه الأهداف من خلال الحوار السياسي وإذا لم يتحقق ذلك فهي ستنفذ عملية عسكرية واسعة النطاق في الشمال السوري ضد التنظيمات الإرهابية رغما عن طهران ودمشق وواشنطن وموسكو بهدف حماية أمنها القومي وحدودها وتوسيع المنطقة الآمنة في الشمال السوري لتستوعب أكبر عدد ممكن من اللاجئين السوريين الراغبين بالعودة إلى مدنهم وقراهم والذين لا يعودون الآن بسبب خوفهم من النظام السوري ومن تنظيم "قسد" الإرهابي"، كما قال

 

 

 

 

Advertisement
المصدر: لبنان 24
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك