Advertisement

خاص

كيف سيستفيد بوتين من الانقسامات الغربية الجديدة؟

ترجمة رنا قرعة قربان - Rana Karaa Korban

|
Lebanon 24
20-01-2023 | 05:30
A-
A+
Doc-P-1030536-638098101841430782.jpg
Doc-P-1030536-638098101841430782.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger

تمثلت إحدى حسابات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الرئيسية، عندما شن غزوه غير المبرر لأوكرانيا العام الماضي، في أن القوى الغربية كانت منقسمة للغاية وترفض الدخول في أي صراع مباشر بحيث لا يمكنها شن أي معارضة ذات مغزى لمواجهة العدوان الروسي.

وبحسب صحيفة "ذا تليغراف" البريطانية، "بعد الفشل الذريع للانسحاب الأميركي من أفغانستان في عام 2021، عندما تخلت إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن فعليًا عن البلاد وسلمتها لحركة طالبان، كان لدى بوتين سبب وجيه للاعتقاد بأن القادة الغربيين لم يعد لديهم القدرة على استدعاء العزم على مواجهة الأنظمة الاستبدادية، وبالتالي، فإن مظاهر الدعم الواسع النطاق التي تلقتها أوكرانيا من الغرب، وخاصة توفير الأسلحة المتطورة، فاجأت بوتين، وهي واحدة من العديد من الحسابات الخاطئة التي قام بها أثناء الصراع. ومع ذلك، مع استمرار الحرب لعام آخر، فإن حكم الزعيم الروسي بأن السياسيين الغربيين يفتقرون إلى الالتزام بالحفاظ على دعمهم قد لا يكون بهذا القدر من الأهمية بعد كل شيء".

وتابع الموقع، "في الولايات المتحدة، هي التي كان دعمها العسكري حاسمًا لنجاح القوات الأوكرانية في ساحة المعركة، هناك إشارات مقلقة على أن الحماس آخذ في التضاؤل، خاصة الآن بعد أن تولى الجمهوريون أغلبية المجلس النيابي. شكك فصيل مؤثر من السياسيين الجمهوريين في سياسة "الشيك على بياض" لإدارة بايدن لدعم أوكرانيا، مما قد يؤدي إلى تقييد الكونغرس للمساعدات العسكرية المستقبلية لكييف. كانت زيارة وزير الخارجية جيمس كليفرلي لواشنطن هذا الأسبوع تهدف إلى تشجيع الولايات المتحدة على المضي "أبعد وأسرع" في دعم القضية الأوكرانية، بدلاً من تقليص خسائرها. وقد تم اتخاذه على خلفية قرار الحكومة بإرسال سرب من 14 دبابة تشالنجر 2 إلى كييف والتي، مع إعادة تأكيد الالتزام البريطاني، من غير المرجح أن يكون لها تأثير حاسم على الحرب".

وأضافت الصحيفة، "بصرف النظر عن تزويد أوكرانيا بالدروع الثقيلة، فإن إرسال دبابات تشالنجر يهدف إلى تشجيع الحلفاء الآخرين على أن يحذو حذوها. وساهمت الولايات المتحدة بالفعل على طريقتها الخاصة من خلال توفير 50 عربة قتال مصفحة من طراز برادلي، لكنها توقفت عن توفير دبابة إم 1 أبرامز، الدبابة القتالية الرئيسية للجيش الأميركي ومشاة البحرية، بسبب مخاوف البنتاغون بشأن تصدير التكنولوجيا الحساسة. إن الخيار المفضل لواشنطن هو أن يقدم حلفاؤها الأوروبيون مثل هذه المعدات العسكرية، وكانت بولندا في طليعة الجهود لتزويد أوكرانيا بدبابات ليوبارد 2 الألمانية الصنع. حتى الآن تعثرت المبادرة بسبب إحجام المستشار الألماني أولاف شولز عن الموافقة على الخطوة، حيث أشارت برلين إلى أنها لن تفعل ذلك إلا إذا وافقت واشنطن على إرسال دبابات أبرامز الخاصة بها أولاً".

وبحسب الصحيفة، "من المرجح أن تهيمن هذه القضية على اجتماع مسؤولي الدفاع الأوكرانيين والغربيين في ألمانيا لمناقشة شحنات الأسلحة المستقبلية، حيث يسعى وزير الدفاع بن والاس إلى جانب نظرائه من بولندا ودول البلطيق للضغط على ألمانيا للسماح بالاتفاق. إن التردد الغربي بشأن تزويد كييف بالأسلحة التي تحتاجها للسيطرة على ساحة المعركة يعتمد بشكل أساسي على المخاوف من أن ذلك قد يؤدي إلى مزيد من التصعيد مع موسكو. لكن هذا ليس مصدر قلق مشروع لأنه، على الرغم من كلام بوتين حول استخدام الأسلحة النووية، فقد ثبت أن هذه ليست أكثر من تهديدات فارغة".

وتابعت الصحيفة، "ومع ذلك، فإن الخلاف غير اللائق بين حلفاء كييف حول عيار الأسلحة التي هم على استعداد لتزويد أوكرانيا بها سيساعد بالتأكيد على تحسين مزاج بوتين، مما يعزز اعتقاده بأن التحالف الغربي سيكافح دائمًا للحفاظ على جبهة موحدة. ويأتي ذلك في وقت، بعد أن حقق الأوكرانيون عددًا من المكاسب الإقليمية المهمة نهاية العام الماضي، ها هم يكافحون للدفاع عن أنفسهم ضد هجوم متجدد من قبل القوات الروسية ومرتزقة فاغنر في منطقة باخموت. إذا كانت أوكرانيا ستفوز في هذه المعارك، فيجب أن تحصل على المعدات العسكرية المناسبة. ومع ذلك، فإن أي إيحاء بأن الدعم العسكري الغربي لكييف بدأ يتراجع سيشجع بوتين على أنه لا يزال بإمكانه تحقيق هدفه النهائي المتمثل في الغزو. كما سيكون الزعيم الروسي مدعوماً بالدعم الضمني الذي يتلقاه من أجزاء أخرى من العالم والتي لا تشارك الغرب وجهة نظره والمتمثلة في أن هزيمة روسيا ستعزز الأمن العالمي".

وأضافت الصحيفة، "يُظهر قرار جنوب إفريقيا بإجراء مناورات بحرية مع السفن الحربية الروسية والصينية، والتي من المقرر إجراؤها بعد عام من غزو القوات الروسية لأوكرانيا، أن هناك العديد من الدول التي لا تعتبر روسيا دولة منبوذة، وتحرص على تطوير علاقاتها مع موسكو. وفي الوقت نفسه، فإن الرئيس البرازيلي المنتخب حديثًا، لويس إيناسيو لولا دا سيلفا، الذي سبق أن ألقى المسؤولية على الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، لإثارته الصراع في المقام الأول، يقود الدعوات الدولية لموسكو وكييف "لإيجاد أرضية مشتركة لإنهاء النزاع"."

وختمت الصحيفة، "في مثل هذه الظروف، من الضروري أن يحافظ القادة الغربيون على التزامهم تجاه القضية الأوكرانية وأن يضمنوا عدم تمكن بوتين من سرقة النصر من فكي هزيمة معينة".

 

 

 

 

 

Advertisement
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك