Advertisement

خاص

دعم "الناتو" لكييف أكثر تزعزعاً مما يبدو

ترجمة رنا قرعة قربان - Rana Karaa Korban

|
Lebanon 24
28-01-2023 | 03:30
A-
A+
Doc-P-1033089-638104953079391935.jpg
Doc-P-1033089-638104953079391935.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger

لتفسير رد فعل موسكو الهستيري على قرار الغرب بتزويد أوكرانيا بدبابات قتالية، فقد تثبت هذه الخطوة في النهاية أنها ستساهم في تغيير قواعد اللعبة بالنسبة للنتيجة النهائية للصراع، بحسب ما كتبت صحيفة "ذا تليغراف" البريطانية.
Advertisement

اضافت" إن أحد الجوانب الأقل إقناعًا في حملة روسيا هو التدفق المستمر للتهديدات الصادرة عن الكرملين، سواء كان ذلك يتعلق بالتحذيرات الرهيبة من أن الاقتصاد الأوروبي سيتوقف دون إمدادات الطاقة الروسية أو أن العالم يواجه "هرمجدونًا"نوويًا. ومع ذلك، على الرغم من تبجح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، لم يتحقق أي من هذه التهديدات المروعة. لا بل على العكس من ذلك، نجحت الاقتصادات الأوروبية في فطم نفسها عن النفط والغاز الروسيين، في حين تم الكشف عن تلميحات الكرملين بشأن الحرب النووية على أنها ليست أكثر من مجرد هراء. كما أنه لم يغب عن انتباه صانعي السياسة الغربيين أنه كلما وجد بوتين نفسه في موقف دفاعي، أصبحت لغته أكثر يأسًا".

وتابعت الصحيفة، "لذلك، كان من المتوقع تمامًا أن ترد موسكو على التقارير التي تفيد بأن واشنطن تستعد لتزويد أوكرانيا بدبابة القتال الرئيسية M1 Abrams من خلال تحذيرها من أنها "ستحترق مثل كل الدبابات الأخرى". هذا ادعاء جريء قادم من بلد عانى من خسائر فادحة، سواء في العتاد والعتيد، منذ أن شن بوتين غزوه الكارثي في شباط الماضي. وتشير التقديرات العسكرية الغربية إلى أن الروس فقدوا حتى الآن 1500 دبابة و700 عربة قتال مدرعة و1700 مركبة قتال مشاة، ناهيك عن الخسائر في ساحة المعركة التي تجاوزت الـ100000. في المقابل، فقدت أوكرانيا حوالي 320 دبابة".

وأضافت الصحيفة، "يمثل الوصول الوشيك للدروع الغربية الثقيلة بلا شك ضربة كبيرة أخرى لجهود الكرملين، ضربة يمكن أن تزود الأوكرانيين بالقوة النارية التي يحتاجونها لهزيمة الجيش الروسي غير المنظم والمحبَط. وعلى الرغم من أن العرض الحالي لـ 130 دبابة أو نحو ذلك والذي يُعد أقل بكثير من طلب كييف الأولي المتمثل في 300 دبابة، فإن وصولهم سيعزز بشكل خطير القدرات القتالية لأوكرانيا في وقت يعاني فيه الجانب الآخر بشدة من نقص الرجال والمعدات. إن مقدار الراحة الوحيد الذي يمكن لبوتين أن يستخلصه من عملية التفاوض المطولة لإقناع المستشار الألماني أولاف شولتز بتصدير دبابات ليوبارد 2 الألمانية الصنع هو أنه أظهر، بأسلوب عام حتى الآن، انقسامًا كبيرًا داخل حلف الناتو: لا تشترك كل دولها في نفس الحماس لدعم القضية الأوكرانية".

وبحسب الصحيفة، "من المؤكد أن نتائج القمة التي عُقدت الأسبوع الماضي في قاعدة رامشتاين الجوية الألمانية، والتي كان من المفترض أن توفر توضيحًا بشأن الدعم العسكري المستقبلي للغرب قد شجعت موسكو ولكنها انتهت وسط تبادلات حادة بين واشنطن وبرلين. لم يتم التغلب على تردد حكومة شولز بشأن إمداد الدبابات إلا بعد أن عكست واشنطن ترددها في إمداد M1 Abrams الأميركية ووافقت على دعم مبادرة الناتو الأوسع لتجهيز كييف بشكل صحيح، التي شهدت تولي بريطانيا زمام المبادرة من خلال التعهد بالمساهمة بأكثر من اثنتي عشرة دبابة من طراز تشالنجر 2. والآن، بعد أن غير شولز رأيه، من المقرر أن تستقبل أوكرانيا حوالي 88 ليوبارد، بينما تضع الولايات المتحدة اللمسات الأخيرة على خططها لإرسال 31 M1 Abrams. أضف إلى هذا الرقم مركبات برادلي القتالية الخمسين والتي التزمت بها واشنطن بالفعل".

وتابعت الصحيفة، "لكن هناك مشكلة قادمة. أولاً، قد يؤدي الخلاف غير اللائق بين القادة الغربيين المؤدي إلى التسوية إلى تدهور التعاون والتماسك بين الحكومات. قد يكون لهذا نتائج خطيرة. إذا كان لدى بوتين، على سبيل المثال، الفطنة لاقتراح صفقة تحتفظ بموجبها موسكو بالسيطرة على دونباس وشبه جزيرة القرم مقابل وقف الأعمال العدائية، فهل سيستمر الألمان حينها في السماح بنقل الأسلحة إلى أوكرانيا، التي يصر رئيسها على أنه يجب أولاً تحرير كافة أراضيها؟"

وأضافت الصحيفة، "ثانيًا، يثير توريد أعداد كبيرة من الدبابات من العديد من البلدان المختلفة تساؤلات حول قابليتها للعمل البيني في ساحة المعركة، فضلاً عن ضعفها أمام الضربات الجوية والصاروخية الروسية إذا لم يتم توفير غطاء جوي مناسب لها. لا يرغب رجال بوتين أكثر من إظهار براعتهم العسكرية من خلال تحطيم دبابات أبرامز الأميركية أو تشالنجر البريطانية. وثالثًا، هناك مسألة تحديد موعد وصول الدبابات. يبدو أن المسؤولين الأميركيين مهتمون أكثر بشرح الصعوبات التي ينطوي عليها توفير أبرامز، محذرين من أنها أنظمة أسلحة معقدة يصعب صيانتها، بدلاً من التركيز على جدول تسليمها، والذي يقدر أنه قد يستغرق أكثر من شهرين. سيكون حينها قد فات الأوان".

وختمت الصحيفة، "وهكذا، في حين أن الاختراق الدبلوماسي بشأن قضية الدبابات يوفر بالتأكيد دفعة ترحيب لأوكرانيا بينما تستعد للدفاع عن نفسها ضد هجوم الربيع الروسي، فلا أحد يستطيع تحمل إظهار الحماس بشكل مفرط. لن تنجح الأشهر المقبلة إلا إذا اجتمعت هذه العناصر الرئيسية: يجب تسليم الدبابات ويجب أن يجد الناتو طريقة للبقاء متحداً. كلاهما ليس سهلاً".
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك