Advertisement

خاص

كيف شكلت أشهر الاحتجاج نظامًا أكثر تشددًا في إيران؟

ترجمة رنا قرعة Rana Karaa

|
Lebanon 24
07-02-2023 | 04:30
A-
A+
Doc-P-1036251-638113618287983761.jpg
Doc-P-1036251-638113618287983761.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger

على مدى الأشهر الخمسة الماضية، هزت موجة من الاحتجاجات إيران. شكلت هذه التظاهرات التهديد الأكثر أهمية للحكومة الإيرانية منذ عام 1979، مما أثار التكهنات بأن النظام الثيوقراطي اليوم يمكن أن يسير في نهاية المطاف في طريق النظام الملكي في الأمس.

وبحسب مجلة "فورين أفيرز" الأميركية، "في الوقت الحالي، احتفظ النظام بزمام الأمور، بفضل القمع القاسي من قبل قوات الأمن وغياب القيادة والتنسيق بين المتظاهرين. لكن الغضب الشعبي لا يزال يتصاعد، والظروف الاقتصادية السيئة تجعل اندلاع المزيد من الاضطرابات أمرًا لا مفر منه. وانتقد العديد رد فعل الحكومة على الاحتجاجات وشجبوا مدى سيطرة مجموعة صغيرة من المتشددين حول الرئيس إبراهيم رئيسي. وانتقد بعض المتشددين والمقربين من الحرس الثوري الإيراني علنًا رئيسي لسوء إدارته للاقتصاد. كما وأدان أنصار النظام، بمن فيهم الرئيسان السابقان محمد خاتمي وحسن روحاني ورئيس البرلمان السابق علي لاريجاني، رد فعل الحكومة القاسي على الاحتجاجات. وقد دعا هؤلاء النقاد إلى تغيير ذي مغزى إذا أرادت الجمهورية الإسلامية أن تتغلب على العاصفة. ولكن ما من دليل على أن المرشد الأعلى علي خامنئي يستمع".

وتابعت المجلة، "إن تحول إيران القوي المناهض للغرب ليس مدفوعًا بالرغبة في الدفاع عن أيديولوجية النظام الإسلامية. في كل خطاب منذ بدء التظاهرات، لم يأتِ خامنئي على ذكر الدين كثيراً وكذلك الأمر بالنسبة للتدخل الأجنبي. وينظر خامنئي إلى الاحتجاجات على أنها مؤامرة أميركية، تم تحفيزها بالتنسيق مع إسرائيل والمملكة العربية السعودية، لإضعاف إيران وإسقاط الجمهورية الإسلامية. في رأيه، يجب على إيران حشد كل مواردها للرد على هذا الهجوم. خامنئي مصمم على الحفاظ على النظام الذي حكمه لأكثر من ثلاثة عقود. فعوضاً عن الانصياع للمتظاهرين أو الاستجابة لنصائح المنتقدين، لجأ خامنئي إلى العنف والقمع. كما واعتمد المرشد الأعلى بشكل أكبر على مشورة المتشددين داخل الحرس الثوري الإيراني ووكالات المخابرات والبرلمان ووسائل الإعلام. بالنسبة لخامنئي، هؤلاء هم الذين يفهمون المشكلة كما يفهمها، ويشاركونه عدم ثقته في الغرب، ويعارضون الاتفاق النووي باعتباره فخًا مصممًا لمحاصرة إيران".

وأضافت المجلة، "وأدت الاحتجاجات إلى إضعاف آفاق استعادة الاتفاق النووي لعام 2015. فمنذ اندلاع التظاهرات في أيلول 2022، شعر القادة الغربيون بالإحباط من الإيحاء بإمكانية رفع العقوبات كجزء من اتفاق نووي. إن إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن مترددة حتى في السعي لإطلاق سراح السجناء الأميركيين المحتجزين لدى إيران، خوفًا من رد الفعل المحلي العنيف الذي قد تتكبده إذا تم رفع تجميد الأصول الإيرانية كجزء من أي صفقة. لكن المتشددين في طهران غير منزعجين من الازدراء الغربي ودعوا لمزيد من العقوبات من خلال إعدام المتظاهرين الشباب وإثارة احتمال أن يصنف الاتحاد الأوروبي الحرس الثوري الإيراني كمنظمة إرهابية".

وبحسب المجلة، "وتواجه إيران أوقات عصيبة في الأمم المتحدة أيضًا. فقد أثارت مخالفات طهران النووية قلق الوكالة الدولية للطاقة الذرية، التي أخبر رئيسها البرلمان الأوروبي مؤخرًا أن إيران جمعت ما يكفي من اليورانيوم العالي التخصيب لـ "عدة أسلحة نووية". قد تحيل الوكالة الدولية للطاقة الذرية إيران قريباً إلى مجلس الأمن الدولي لتوجيه اللوم، مما يزيد من احتمال أن تعيد فرض عقوبات الأمم المتحدة، خاصة وأن فرنسا والمملكة المتحدة والولايات المتحدة حريصة على فرض حظر على بيع الأسلحة والصواريخ للجمهورية الإسلامية. وهددت إيران بأنها سترد على مثل هذا السيناريو بالانسحاب من معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية، معلنة أنها ستصبح دولة نووية. قد يؤدي القيام بذلك إلى مواجهة مع إسرائيل، التي هاجمت الشهر الماضي منشأة لتصنيع الأسلحة في مدينة أصفهان الإيرانية، وربما مع الولايات المتحدة. وكما صرح بايدن مرارًا وتكرارًا، فإن إدارته لن تتسامح مع تحول إيران إلى دولة نووية".

وتابعت المجلة، "استجابت إيران لعزلتها الدولية المتفاقمة من خلال الاقتراب من روسيا. يتشارك خامنئي والرئيس الروسي فلاديمير بوتين النظرة عينها تجاه الغرب، وقد أدت حرب روسيا في أوكرانيا إلى تركيز أكثر حدة على ضغينة طهران وموسكو المشتركة ضد الولايات المتحدة. وجادل خامنئي أنه مع وقوف الولايات المتحدة وشركائها في أوروبا والشرق الأوسط ضد الجمهورية الإسلامية، يجب على إيران أن تعزز علاقتها مع روسيا في الأماكن الأكثر أهمية: في ساحة المعركة. أدى قرار إيران بتزويد روسيا بمسيرات إلى تعميق الغضب الغربي تجاه الجمهورية الإسلامية، الأمر الذي دفع طهران بدورها إلى الاقتراب أكثر من موسكو. ومع انجراف إيران أكثر نحو فلك روسيا، ستزداد قوة المتشددين الإيرانيين، مما يحسن احتمالات فوزهم في معركة الخلافة التي تلوح في الأفق في إيران".

وأضافت المجلة، "تسعى إيران الآن لأن تصبح دولة لا غنى عنها للجهود الحربية الروسية في أوكرانيا. كلما احتاج بوتين إلى إيران، زاد احتمال أن ينتهك العقوبات الغربية ويزود طهران بالمعدات والتكنولوجيا العسكرية الحيوية، بما في ذلك الطائرات المقاتلة وأنظمة الدفاع الجوي المتقدمة. ستعزز عمليات الاستحواذ هذه القدرة العسكرية الإيرانية بشكل كبير، وتمكنها من مواجهة القوة الجوية الإسرائيلية في سوريا والعراق بشكل أفضل، فضلاً عن الضغط العسكري الأميركي في الخليج الفارسي. كما أنها ستمنح طهران الثقة لامتصاص الضغط الغربي والتخطيط لهجوم عسكري محتمل رداً على أنشطتها النووية الموسعة. لكل هذه الأسباب، يزداد قلق جيران إيران من انجراف طهران نحو موسكو، خائفين من أن ذلك قد يزيد من ترسيخ المتشددين الإيرانيين ويجعل إيران أكثر خطورة".

وختمت المجلة، "يأمل بعض المسؤولين والمحللين الغربيين في أن يؤدي استيلاء المتشددين في إيران على السلطة إلى تسريع الاحتجاجات ويفضي في النهاية إلى تغيير النظام. لكن الأمل هو بديل ضعيف للعمل. حتى الآن، اعتمدت الولايات المتحدة والدول الأوروبية على العقوبات والتهديد بالحرب لردع السلوك العدواني لإيران. لكن إسرائيل مضطربة ويمكن أن تصعد جهودها لتخريب برامج طهران العسكرية والنووية. إن القيام بذلك لن يؤدي إلا إلى تعزيز قناعات إيران المتشددة المناهضة للغرب ويخاطر باندلاع حريق مفتوح لا يمكن للولايات المتحدة وحلفائها تحمله في خضم مواجهتهم مع روسيا والصين".

Advertisement
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

 
إشترك