تطوّر يلوح بالأفق: على بوتين الحذر من زعيميْن.. وصبر واشنطن سينفذ

ووضعت الوكالة برهان روسيا قدرتها على تجاهل الولايات المتحدة الأميركية في الشرق الأوسط بنجاح أولاً، وتنصيبها نفسها "لاعبة سريعة التحرك وعازمة وجديرة بالاعتماد عليها" ثانياً، في خانة الانجازات الكبرى التي حققها بوتين في سوريا. في المقابل، حذّرت الوكالة من أنّ موسكو لم تعد قادرة على التسليم بأن الولايات المتحدة ستظل "هامدة" في سوريا، داعيةً روسيا إلى توخي الحذر مع حلفاء واشنطن.

وافترضت الوكالة أن يكون التغيّر المفاجئ في أسلوب بوتين عائداً إلى طريقة تعاطي الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الذي لم يتردد كسلفه باراك أوباما في استخدام القوة ضد نظام الرئيس السوري بشار الأسد، إذ عزز الوجود الأميركي في سوريا وتردّد أنّه وافق مؤخراً على إبقاء قوات أميركية في سوريا إلى أجل غير مسمى، ملمحةً إلى أنّ تحذيرات أردوغان الأخيرة من الهجوم على إدلب دعّمتها خطابات أميركية قاسية اللهجة.

وتابعت الوكالة بأنّ السيناريو الأخير الذي يريد بوتين حصوله يتمثّل بمهاجمة الولايات المتحدة، محاطة بتركيا وإسرائيل، الأسد، لأنّه سيجد نفسه في تلك الحالة وسط مواجهة لن يقف إلى جانبه خلالها سوى إيران وقوات الجيش السوري "الواهنة".

كما حذّرت الوكالة بوتين من الأمل في أن تؤدي التوترات بين تركيا والولايات المتحدة إلى انهيار التحالف العسكري القائم بينهما، لافتةً إلى أنّ مصالحهما منسجمة مع بعضها البعض في إدلب.

واستناداً إلى هذه المعطيات، نبّهت الوكالة من أنّ ميزان القوى تبدّل منذ دخول روسيا إلى الحرب في سوريا، معتبرةً أنّ استعداد ترامب بالتقدم والهجوم لعب دوراً أساسياً في ذلك.

وعليه، دعت الوكالة بوتين إلى توخي الحذر في سبيل الحفاظ على المكاسب التي حققها مع الأسد، مؤكدةً أنّ قدرته على الخروج من هذه الظروف الصعبة محافظاً على ماء وجهه ستخلّف تداعيات هامة على دور روسيا في الشرق الأوسط.