Advertisement

عربي-دولي

التصعيد يزداد في الشرق الأوسط.. و"المواجهة المباشرة" باتت قاب قوسين

عبدالله عماشة

|
Lebanon 24
24-09-2018 | 08:31
A-
A+
Doc-P-513300-636734056135402196.jpg
Doc-P-513300-636734056135402196.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger

تعيش منطقة الشرق الأوسط منذ عام 2011 على صفيح ساخن، حيث تشهد أحداثاً وصراعات أمنية متنوعة وعقوبات اقتصادية ومواجهات سياسية، ترخي جميعها بظلالها على المشهد العام للمنطقة، ومنذ 2011 وحتى 2018 ورغم كل التطورات والاحداث والتبدلات والتدخلات والتهديدات التي شهدتها المنطقة، لا تزال شرارة الحرب العالمية الثالثة جاهزة لتأخذ المنطقة برمتها الى مواجهة مباشرة بين المحورين المتصارعين اللذين تمكنا خلال كل تلك الفترة من تفادي هذه المواجهة، نظراً لإدراكهما مدى خطورتها على الامن الإقليمي أولاً، والدولي ككل، والذهاب الى معالجة الأمور بأشكال متعددة، منها الدبلوماسي، او فرض عقوبات اقتصادية، او دعم جماعات مسلحة لتخوض معارك بالوكالة من اجل تحسين الأوراق العسكرية والسياسية واستثمارها في أي مفاوضات.

Advertisement

وآخر الاحداث التي كانت تنذر بإمكانية اندلاع مواجهة مباشرة، كانت معركة ادلب التي تصدرت المشهد الدولي والإقليمي، مع التهديد الأميركي بضرب النظام السوري في حال استخدم الكيماوي في المحافظة، الى ان جاء تفاهم روسي- تركي جنب المحافظة حتى اشعار اخر أن تتحول لحمام دم.

وبعد الهدوء الذي خيم على جبهة ادلب، توجهت الأنظار الدولية والإقليمية الى العقوبات التي ستفرضها اميركا على إيران في شهر تشرين الأول المقبل، ومدى انعكاس ذلك على المنطقة نتيجة الفعل وردة الفعل المقابلة، الا ان حدثين كبيرين سرقا الأضواء، أولهما حادثة اسقاط الطائرات الاسرائيلية الطائرة الروسية "ال 20" في سماء اللاذقية بسوريا والتي راح ضحيتها 15 جندياً روسياً، والثاني العملية الأمنية التي شهدها العرض العسكري الإيراني في الأهواز والتي أسفرت عن سقوط عشرات القتلى من العسكريين والمدنيين.

هذان الحدثان بأهميتهما يرسمان مستقبل العلاقات الروسية الإسرائيلية من جهة، ومستقبل العلاقات الخليجية الإيرانية، حيث بدا الامتعاض الروسي من التصرف الإسرائيلي وظهر ذلك من بيان وزارة الدفاع الروسية التي حملت إسرائيل مسؤولية اسقاط الطائرة الروسية ووصف إسرائيل بناكرة الجميل، وناكثة العهود والتعهدات، كما ان مجلس الدوما الروسي طالب بتقييد الحركة الإسرائيلية في الأجواء السورية، وصولاً إلى إغلاق هذه الأجواء بوجه الطيران الإسرائيلي وإسقاط أي طائرة إسرائيلية تنتهك هذه الأجواء، واعلان وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو، اليوم الإثنين، أنّ روسيا ستسلّم خلال أسبوعَيْن منظومات حديثة للدفاع الجوي "إس - 300" إلى الجيش السوري، ما يظهر جدية روسية في التعامل مع إسرائيل بالمرحلة المقبلة، ويضع خطوط حمراء لا يجوز تجاوزها او المس بها في العلاقة بينهما، ومن جهة ثانية كانت "عملية الاهواز" كفيلة بتصعيد التوتر في العلاقات الخليجية الإيرانية، وقد ظهر ذلك جليا باتهام الرئيس الإيراني حسن روحاني إن اميركا تسعى إلى إثارة الفوضى في إيران عبر دعم دول خليجية وتحريضها لتنفيذ هجمات في إيران، متعهداً بـ"الرد الحاسم" على المتورطين، وتلاه إعلان المرشد الأعلى الإيراني السيّد علي خامنئي أنّ الهجوم على عرض عسكري في الاهواز مرتبط "بحلفاء" الولايات المتحدة في المنطقة، وتصعيد الحرس الثوري الإيراني من خلال توعده بـ"انتقام مميت لا يُنسى" من منفّذي الهجوم، قابل هذه التصريحات الإيرانية ترحيب بالعملية جاء على لسان مستشار ولي عهد أبو ظبي الشيخ محمد بن زايد، عبد الخالق عبدالله الذي قال ان خيار نقل المعركة الى العمق الإيراني خيار معلن وسيزداد خلال المرحلة المقبلة، مضيفا ان الهجوم على هدف عسكري ليس بعمل إرهابي، وفي ظل هذا التشنج والتصعيد يبدو بان العلاقات الخليجية الإيرانية ذاهبة الى المزيد من التوتر الامر الذي ينعكس تلقائيا على المنطقة برمتها التي يبدو بانها ذاهبة الى مزيد من التصعيد.

وفي المحصلة تعيش المنطقة في الأيام القادمة انسدادا في افق الحلول، التي يجب ان ترخي بظلالها على أوضاع البلاد التي تنتظر التطورات الخارجية لاستثمارها داخليا، حيث ستشهد المزيد من التصعيد نتيجة هذا التوتر في العلاقات، أضف الى ذلك ما سيترتب عن فرض العقوبات الأميركية على إيران في الشهر المقبل، ما ينذر بانجرار الأمور نحو الأسوأ قد لا يكون سيناريو المواجهة المباشرة بعيد عنها.

المصدر: لبنان 24
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك