Advertisement

عربي-دولي

تقرير: هزيمة "داعش" لم تؤدِّ إلى حلِّ المشاكل "الجوهرية"

Lebanon 24
26-09-2018 | 08:00
A-
A+
Doc-P-513888-636735692767089428.jpg
Doc-P-513888-636735692767089428.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
نقلت وكالة "فرانس برس" في تقرير عن خبراء تحذيرهم من إمكانية عودة ظهورِ جماعات متطرّفة على غرار تنظيم "داعش" على الرّغم من هزيمة التنظيم في كلٍّ من العراق وسوريا، وذلك في ظلِّ غياب أيِّ حلول للمشاكل "الجوهرية" التي أدّت إلى نشوئه. 
Advertisement
وبحسب الخبراء، فإنّ التدخل العسكري واستخدام القوّة يتيحان معالجة الأعراض لكنّ اجتثاث المرض يتطلّب علاج أسبابه. وكمثال على ذلك، يشير الخبراء إلى هزيمة تنظيم "القاعدة" في العراق عام 2008 وكيف انبثق من بين فلولها بعد 4 سنوات تنظيم "داعش".
وينقل التقرير عن المدير السابق للمديرية العامة الفرنسية للأمن الخارجي برنار باجوليه قوله إنّ "تنظيم داعش هُزم على الأرض لكنّ التنظيم لا يزال خطيراً. لم يتمّ القضاء على الخطر بعد"، كاشفاً خلال لقاء مع صحافيين أنّ "المشاكل الأساسية لا تزال بلا حلٍّ وهي تختلف من منطقة جغرافية إلى أخرى".
وأوضح أنّه "في العراق قادَ التدخل الأميركي في 2003 الغالبية الشيعية إلى السلطة وتم استبعاد الأقلية السنية. وفي سوريا، يحدث تقريباً الأمر نفسه، لأنّه ومنذ تولي الطائفة العلوية الحكم، تمّ تهميش السنة. لم يتمّ إيجاد حلول لهذه الظواهر. نحن لدينا علاج لهذه المشاكل، عسكري، أمني، ولكنّنا لم نتصدَ حقاً للأسباب الجوهرية".

وفي تحليل نشر حديثاً بعنوان: "داعش لا بدّ أن تعاود الظهور في سوريا" كتب الباحث حسن حسن عضو البرنامج المعني بشؤون التطرف في جامعة "جورج واشنطن" الأميركية أنّه "إذا كان المسلحون قد هزموا فإنّ المشاكل التي أتاحت ظهورهم لا تزال قائمة". وأضاف: "إذا كان يمكن الاستفادة من دروس التاريخ، فإنّها تشير إلى أنّ الجهاديين سيستغلّون وضعاً متقلباً، وسوف ينضمّون إلى الفصائل المعارضة للرئيس السوري بشار الأسد، رمز القمع، لإعادة تشكيل صفوفهم وتأسيس وجود دائم لهم في المنطقة".
أمّا المثال العراقي، بحسب حسن، فقد أظهر أنّ المتطرّفين عرفوا كيف ينتقلون إلى العمل السرّي ويختبئون وينتظرون بصبرٍ في مواجهة القوة العسكرية المتفوقّة للتحالف الدولي الذي دفنهم تحت القنابل. عندها ينبرون إلى التخريب عبر التغلغل في أوساط الطائفة السنية والعمل على إقناعها بأنّهم "المدافعون الوحيدون عنها في وجه الطاغية"، وعبر ترهيب أولئك الذين يقاومونهم من خلال الهجمات والاغتيالات. ثمّ ينتظرون الوقت المناسب، فيما هم مختبئون داخل مجتمعهم، يمارسون التأثير الأيديولوجي أو الترهيب.
ويضيف: "لا يمكن أن تختفي حركات التمرّد من تلقاء نفسها في غياب حلٍّ للقضايا التي أتاحت ظهورها. سيتوارون لسنوات أو حتى عقود، ليولدوا من جديد في وقت لاحق".
الخبير بشؤون المنطقة والأستاذ في كلية العلوم السياسية في باريس جان بيار فيليو، رأى أنّ "داعش لا يزال تسيطر على آلاف من الكيلومترات المربعة من الأراضي السورية ويدير خلايا سرية في قسم كبير من أراضي العراق. وهو يستفيد في جانبي الحدود من التناقضات بين القوى المفترض أن تقاتله".
وأضاف أنّ "التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة، وبتركه الرقة، مهّد "داعش"، على ما هو عليه حقل تغطّيه الأنقاض، لا يفعل سوى خلق وضع ملائم لعودة المسلّحين".
وما يصح بالنسبة للشرق الأوسط ينطبق بالمثل على منطقة الساحل أو أفغانستان، حيث أنشأ تنظيم "داعش" فروعاً، كما قال برنار باجوليه الذي نشر "مذكراته عن الشرق" في كتاب بعنوان "الشمس لا تبزغ في الشرق" عن دار "بلون".
ويقول باجوليه إنّ "النهج الأمني لا يكفي وحده في منطقة الساحل. إنّ مشاكل الأقليات في شمال مالي، على سبيل المثال، أو بعض الأقليات القبلية مثل الفولاني، لا يتمّ الالتفات لعلاجها".
وتابع أنّ "الوضع أسوأ حالاً في أفغانستان حيث عدنا إلى نقطة الصفر تقريباً على الرغم من الوسائل والجهود الضخمة التي بذلت والخسائر الجسيمة. هناك تسيطر حركة "طالبان" على نصف البلاد، بل وأكثر في الليل".
وبحسب الخبراء، فإنّ إدراك عدم كفاية العمل العسكري أمر سهل، لكنّ الجميع يتفق على أنّه من الأسهل بكثير شنّ غارات جوية من معالجة الأسباب الجذرية ومنها بين أخرى، عزلة النخبة السياسية والفساد وضعف التنمية والتطرف الديني أو نفوذ المنظمات الإجرامية.
 
المصدر: أ. ف. ب.
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك