Advertisement

عربي-دولي

الهدنة في خطر.. والتصعيد قيد التحضير!

المحامية ميرفت ملحم Mirvat Melhem

|
Lebanon 24
19-10-2018 | 02:31
A-
A+
Doc-P-520366-636755383440424551.jpg
Doc-P-520366-636755383440424551.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
بعد فترة استراحة قصيرة عن تصدر عناين الصحف لاسيما مع انشغال الاروقة الدبلوماسية والشاشات والصفحات الاعلامية بمصير الصحفي السعودي جمال خاشقجي، بدا أن الساحة السورية تتحضر مجدداً لتكون في صدارة الاحداث في ظل الحديث عن تحضيرات اميركية لتغيير قواعد اللعبة في الساحة السورية حيث اصبحت الساحة معبدة نوعا ما لتكرس واشنطن وجودها فيها وانما مع ربطة عنق وبدون قفازات.
Advertisement

وفي المعطيات التي رشحت في هذا الاطار، ما حكي عن استراتيجيتها الجديدة التي تعمل ادارة الرئيس ترامب على صياغتها وتقضي بإعادة رسم خط أحمر جديد حول الحدود السورية مترافقة مع اقامة منطقة نفوذ ممسوكة أمنياً وعسكرياً تمتد من الشريط الحدودي مع تركيا من منبج وكوباني باتجاه الرقة ودير الزور نزولاً نحو مثلث الحدود الاردنية السورية العراقية عند قاعدة التنف. وترمي هذه الاستراتجية وفقا لما افادت به قناة NBC News الى اخراج روسيا وايران من سوريا هذا بالاضافة الى سعيها الى بسط سيطرتها ونفوذها على  ملف اعمار سوريا من خلال فرض عقوبات على الشركات الروسية والايرانية التي ستحاول المشاركة في اعادة اعمار سوريا قبل الاتفاق معها على استراتيجية واضحة للازمة السورية. وفي هذا السياق اجتمع مؤخرا وفد اميركي بالمعارضة السورية في تركيا وشدد في اللقاء على اهداف الاستراتيجية الاميركية الجديدة والتي تنطلق من انهاء الوجود الايراني .

قد يبدو اللاعب الاميركي واثقاً من نجاعة خطته الجديدة المدججة بسلة عقوبات وقوانين تستهدف ايران وحليفها حزب الله وفتفتت احلام موسكو، الا ان الحفر الروسية تنذر بتعثرات محتملة للخطوات الاميركية، وقد بدا ذلك من خلال اتفاق روسيا الاخير مع ايران حول زيادة الانتاج المشترك للنفط الى مليون برميل يوميا عدا عن اتفاقها من ضمن الدول الخمس الاعضاء على خلق آلية مالية للحسابات مع ايران تجاوزا للعقوبات الاميركية، هذا بالاضافة الى الوقوف على خاطر السعودية عبر زيارة وفد روسي الرياض للبحث في المستجدات السورية.

بالطبع لا تسعى موسكو من خلال ذلك الى فتح جبهة مواجهة مباشرة مع واشنطن وانما تسعى للحفاظ على ستاتيكو التوازن الذي انتجته الاتفاقات الاخيرة حول سوريا معولة في الوقت عينه على التطورات الاخيرة التي شهدتها الساحة الاقليمة على خط الرياض - انقرة وانقرة -واشنطن وواشنطن –الرياض، متكلة على خط الرجعة باتجاه الكرملين في حال اتجهت العلاقات مع واشنطن نحو التوتر.

من هنا يمكن القول ان نَفًس الهدنة الراسية حاليا في سوريا والجوار تبعا لها، ليس سوى فسحة مؤقتة للقوى اللاعبة لاعادة ترتيب اوراقها بعد سلة المستجدات التي طفت على سطح المنطقة بانتظار ما ستؤول اليه من خيارات قد يكون أحلاها مرّاً.

)ميرفت ملحم - محام بالاستئناف)
المصدر: لبنان 24
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك