Advertisement

عربي-دولي

العقوبات على إيران: هل تغير إيران سلوكها في الشرق الأوسط وما علاقة أشرطة صدّام السرّية؟

نوال الأشقر Nawal al Achkar

|
Lebanon 24
05-11-2018 | 05:00
A-
A+
Doc-P-525331-636770108705912058.jpg
Doc-P-525331-636770108705912058.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
اختارت الولايات المتحدة تاريخ الرابع من تشرين الثاني لبدء عقوباتها على قطاع النفط الايراني والمصارف وقطاع الشحن، وكونه يصادف يوم الأحد دخلت العقوبات حيز التنفيذ في الخامس منه. وفي التوقيت دلالة كبيرة تتخطّى المصادفة، ففي الرابع من تشرين الثاني عام 1979 تمّ احتلال السفارة الأميركية في طهران واحتجاز رهائن . وأبعد من التزامن يُطرح سؤال مزدوج: هل ستتمكن إيران من الصمود أمام قساوة العقوبات؟ وهل ستدفعها العقوبات إلى تغيير سلوكها في الشرق الأوسط؟
Advertisement

الخبير العسكري الإستراتيجي العميد المتقاعد ناجي ملاعب يقارب هذا النوع من النزاع الدولي بالتحليل الجيوبوليتيكي ونظرية "ماهان" في اعتباره أنّ أوراسيا أهم جزء في العالم الشمالي، ومن يحكم هذا الجزء يحكم العالم من خلال سيطرة برّية، بعد ماهان أعاد عالم روسي أيام الإتحاد السوفياتي حكم العالم إلى السيطرة الجوّية على هذا الجزء المعروف بأوراسيا، وبعدها راجت نظرية أنّ من يسيطر على البحار والمنافذ هو من يحكم العالم، وهذه النظرية بالتحديد تطبّقها الولايات التحدة من خلال عقوباتها على بيع النفط الإيراني، وهي نظرية كارل هاوسهوفر الألماني الذي استند إليه هتلر، والتي تمنح الدول الصغيرة حيثية ومكانا إقليميا ولكن من دون أن تتخطّى المدى المسموح لها، لأنّها عندما تحاول مشاركة الآخرين بالمدى الحيوي تصبح قيد الأنظار .

وفق مقاربة ملاعب يقرأ الرئيس الأميركي دونالد ترامب في كتاب "رقعة الشطرنج الكبرى"، للمؤلف زبينغو بريجينسكي مستشار الأمن القومي الأسبق، ويرتكز في تحليله إلى استمرارية التفوق الأميركي عبر ممارسة السيطرة على أوراسيا. "من هنا نرى الولايات المتحدة تفرض عقوبات على كل دولة في هذه البقعة تحاول أن تتمرّد أو تتجاوز دورها بالنظرة الأميركية، وأبرز دليل العقوبات الأميركية على تركيا، وعقوبات على شركة "روز نفط" الروسية الرسمية وعقوبات على شخصيات روسية فاعلة".

تهدف إدارة ترامب لتحقيق تحوّل فعلي من خلال عقوباتها على ايران لتغيير سلوكها في الشرق الأوسط، من خلال ضغط اقتصادي قد يصل إلى انهيار اقتصادي، ونوعية العقوبات هذه المرة بنظر ملاعب خطيرة ولن تصمد إيران بمواجهتها ما لم تستجب للمطالب الدولية، لا سيّما وأنّ هناك نقمة شعبية في الداخل، حيال الوضع الإقتصادي تزايدت مع اهتمام النظام الإيراني خارج نطاقه الإقليمي ويرى ملاعب أنّ استجابة طهران للمطالب الدولية بتقليص نفوذها في الشرق الأوسط يجعلها تولي القضايا الداخلية اهتماماً كرّسته لتعزيز نفوذها في الخارج . 

في المقابل ستُبقي الولايات المتحدة إيران حاجة قائمة كعدو ضروري للدول العربية لا سيما الخليجية منها ، كي تبقى هذه الدول بحاجة إلى الحماية الأميركية. هذا الدور كان صدام حسين قد تحدث عنه بعد عام من دخوله الحرب ضد ايران عام 86 ، بحيث جمع اركان القيادة انذاك ، ورغم أنّه كان منتصراً قال "لا أتوقع أن أستطيع كسر إيران، ولو انتصرنا فأميركا لن تتخلى عن إيران وستبقى تزودها بالأسلحة". هذا الكلام المنسوب لصدام يوضح ملاعب أنّه وارد في كتاب "أشرطة صدام حسين" لكيفن أم وودز، وهو عبارة عن تفريغ الأشرطة السرية للجلسات التي كان يعقدها صدام مع أعضاء حزبه، عثرت عليه القوات الأميركية خلال غزو العراق وقامت بتفريغها باشراف  "معهد التحليلات الدفاعية.

وفي هذا السياق يشير ملاعب إلى أنّ التاريخ شاهد على هذا الدور، بحيث أنّ اسرائيل كانت انذاك تزوّد ايران بالأسلحة في عز الحرب. وعن استمرارية هذا الدور يستحضر ملاعب زيارة نتنياهو لعمان في هذا التوقيت، ويسأل هل أحد أهداف الزيارة الدخول إلى ايران من بوابة مسقط عسكريًا واقتصاديًا؟ ولفت إلى أنّ عمان لعبت سابقاً هذا الدور كصندوق بريد ما بين إيران ودول العالم، وزارها أكثر من مرة وزير الخارجية الاميركي السابق جون كيري، ودارت فيها مباحثات سريّة في إطار اتفاقية النووي الإيراني .

 إذن هي حلقة معقّدة من الصراع الدولي، وتغير سلوك إيران تحت ضغط العقوبات مستبعد إذا نظرنا إلى التجارب المماثلة السابقة، في حين أنّ ايران تعول على محطات  عدّة، منها نتائج الإنتخابات النصفية للكونغرس الأميركي، لتبني على الشيء مقتضاه. 

 
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك