Advertisement

عربي-دولي

ثالث أكبر أسطول في العالم في مأزق جديّ.. وخياران لا ثالث لهما أمامه!

Lebanon 24
11-11-2018 | 04:00
A-
A+
Doc-P-527047-636775213517553033.jpg
Doc-P-527047-636775213517553033.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
تعاني البحرية الروسية، التي تمتلك ثالث أكبر أسطول بحري في العالم، في الآونة الأخيرة من مشاكل، ما يلقي بظلاله على القوة العسكرية للبلاد، وفق ما ورد في مجلة "ناشيونال إنترست" الأميركية. 
Advertisement

وقالت المجلة في تقريرها إن حادثة غرق الحوض الجاف العائم الذي تعتمده القوات البحرية الروسية لإصلاح السفن، في 29 من شهر تشرين الأول المنصرم، من شأنها أن تتسبب في مشاكل كبرى للأسطول البحري الروسي. وأدى غرق الرصيف الجاف العائم بعد نشوب عطل كهربائي إلى عمل المضخات على ملء خزانات الحوض بشكل يفوق سعته، ما نجم عنه إصابة أربعة عمال في مجال بناء السفن.

وأضافت "ناشيونال إنترست" أن الأمر قد يستغرق سنوات حتى يتلافى الكرملين الضرر الذي لحق بالحوض الجاف الذي يعرف باسم "بي دي ـ 50"، حيث سيفتقر الأسطول الروسي إلى أحد المرافق العائمة الضخمة، الذي كان مسؤولا عن إيواء حاملة الطائرات الروسية الأميرال كوزنتسوف، التي يتجاوز وزنها 60 ألف طن. وستجد السلطات الروسية صعوبة على مستوى إيجاد مرافق مناسبة لإصلاح السفن الحربية الأخرى، التي يعود تاريخ بعضها إلى الحرب الباردة.

وأفادت المجلة بأن معضلة الأسطول البحري الروسي ليست بالحديثة، حيث دأبت روسيا على أن تستبدل بالسفن الحربية الكبيرة القديمة سفنا أصغر حجما، التي تعجز عن الإبحار حتى الآن أو حمل الكثير من الأسلحة. ويبدو هذا التمشي مبررا؛ نظرا لكونه أقل تكلفة وأسهل على مستوى التشغيل والإصلاح بالمقارنة مع السفن القديمة.

في سنة 2018، اشترى الكرملين أربع سفن حربية صغيرة جديدة، ليصبح قوام الأسطول الحربي الروسي حوالي 300 سفينة. وتمتلك البحرية الأميركية العدد ذاته من السفن تقريبا، لكنها في المتوسط أكبر بكثير. وقبل ذلك، سبق لموسكو إصدار قرار يقضي بتمديد حياة ناقلاتها وغيرها من السفن الحربية التي يعود تاريخ تصنيعها إلى ثمانينات القرن الماضي، وذلك لاعتمادها في عمليات الانتشار طويل المدى عبر المحيط الأطلسي أو مناطق الحرب مثل سوريا.

في المقابل، تميل روسيا إلى عدم الاعتماد كثيرا على السفن الحديثة، وإبقائها على مقربة من السواحل الروسية. وفي السنوات الأخيرة، اقتصرت العمليات العسكرية لروسيا على المناطق القريبة منها، حيث أطلقت صواريخ كروز على أهداف متموقعة في سوريا من دون مغادرة المياه الروسية. ويمكن القول إن غرق الحوض الجاف سيزيد من تعقيد خطط الكرملين فيما يتعلق بإصلاح السفن الحربية الكبرى.

ولفتت "ناشيونال إنترست" الى أن غرق حوض بي دي ـ 50 الجاف قد يؤدي إلى تسريع وتيرة تهرم الأسطول الروسي. وصرح الخبير في الجيش الروسي، بافيل بودفيغ، لمراسلي المجلة بأنه "من غير المرجح أن تؤدي هذه الحادثة إلى تغييرات جذرية". في الأثناء، أصبحت روسيا قوة بحرية متخصصة في البعثات القريبة من السواحل، في حين تعرف كل من الصين والولايات المتحدة الأميركية بقدرتهما على قيادة العمليات العسكرية في المياه الأكثر عمقا والبعيدة عن السواحل.

وبينت المجلة أن الحوض العائم، الذي يبلغ طوله 1080 قدما، يقبع في قاع خليج كولا شمال روسيا منذ مطلع شهر تشرين الثاني الجاري. وحيال هذا الشأن، صرح نائب رئيس الوزراء الروسي، يوري بوريسوف، بأن هناك لجنة مختصة ستدرس خيارات البحرية الروسية لإصلاح واستبدال الرصيف.

وعند سؤاله عن إمكانية ترميم الحوض من قبل البحرية الروسية، أفاد بوريسوف بأن هذا الأمر وارد، ومن المرجح أن يستغرق تفريغه حوالي ستة أشهر كاملة.

وأوضحت المجلة أن المسؤولين الروس قللوا من حجم الخسارة، حيث أفاد رئيس الشركة المتحدة لبناء السفن، أليكسي رحمانوف، بأن شركته تمتلك بدائل فعلية لإصلاح جميع السفن ما عدا حاملة الطائرات الأميرال كوزنستوف. وحيال هذا الشأن، قال بودفيغ: "ليس من الواضح ما الذي سيحدث لكوزنستوف الآن"، وذلك لأن غرق الحوض الضخم يمثل مشكلة بالنسبة للأسطول الروسي الذي يحتوي على حاملة طائرات واحدة فقط.

وأضافت المجلة أن الأحواض الجافة الأصغر حجما في روسيا تقع على بعد آلاف الأميال من القواعد الشمالية الرئيسية للأسطول، وهو ما يجعل نقل هذه الأرصفة العائمة أو السفن التي تحتاج إلى إصلاح أمرا صعبا ومكلفا ويستغرق وقتا طويلا. ومن الناحية النظرية، يمكن لروسيا بناء رصيف عائم جديد أو شراء رصيف جاهز من أوروبا أو الصين، كما يمكنها تصميم وبناء سفن حربية كبيرة جديدة لتحل محل السفن القديمة التي تحتاج إلى عمليات صيانة مكثفة.

وأكد الكاتب المختص في المجال العسكري، إريك ورذهايم لـ"ناشيونال إنترست" أن مشكلة الكرملين الرئيسية تكمن في المال. وأردف ورذهايم بأنه "لا يزال من غير الواضح ما إذا كان اقتصاد روسيا سيكون قادرا على إجراء أكثر من مجرد تحديث قصير الأمد في المستقبل".

وختمت المجلة بأن الحكومة الروسية عالقة أمام خيارين، حيث يمكن لها إنفاق عشرات الملايين من الدولارات لإصلاح حوض بي دي ـ 50، وذلك حتى يتسنى لها إصلاح بعض السفن التي يتجاوز عمرها 30 سنة. في المقابل، قد تقرر الحكومة إيقاف تشغيل هذه السفن وتستبدل بها سفنا أكبر حجما، ما سيسمح لموسكو بإدارة ظهرها للماضي والتطلع إلى المستقبل.
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك